مرّةً أخرى يُثبت اليمنيّون أنّهم أصحابُ القرار الحاسم في المعركة ذلك ما أثبته الجيشُ اليمنيّ واللّجان الشّعبيّةُ في معاركهم الأخيرةِ شرق صنعاء حيث تمّ تحريرُ مساحاتٍ شاسعةٍ من المناطق محقّقين انتصاراً أربك قيادة التّحالف العدوانيّ ودفعها للقلقِ على فقدان مواقعَ أخرى تسيطرُ عليها . وما زيارة غريفيت الا ترجمة لذلك القلق المتنامي لا سيّما بعد اقترابِ الجيش اليمنيّ وأنصار الله من مأرب الغنيّة بالنّفط . زيارة لم يسمع منها غريفيت وقيادة العدوانِ إلّا جواباً واضحاً وصريحاً أعلنه السّيّدُ عبد الملك الحوثي سابقاً وهو قرار باستمرار عمليّة تحريرِ التّراب اليمنيّ حتى آخر شبر . قرارٌ أثبت عمليّاً أنّ رجالَ الله حاضرين في الميادين بإمكاناتهم المتواضعةِ وبثباتهم وعقيدتهم التي ألحقت بقوى العدوانِ والمرتزقة الهزيمةَ تلو الأخرى انتصارات أرعبتِ الغزاةَ في فرضة نهم ومحافظتي الجوفومأرب وفرضت معادلاتٍ جديدةً دفعت بقوى العدوانِ لتركيز جهودهم على محافظاتِ شرق اليمن (شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى).التي تعتبر ملاذاً آمناً لقوى الإصلاح والعدوانِ بعد نقلهم كلّ الإمدادات العسكريّة من مأرب إلى تلك الجبهاتِ لتعزيزها عسكريّاً ولوجستيّاً سرعان ما ستتهاوى وتتساقطُ أمام زحفِ الجيش واللّجان الشّعبيّة التي اتخذت قراراً بالوصول إلى ما بعد بعد مأرب التي فرّ منها كبارُ المسؤولين ورجالُ الأعمال خوفاً من وقوعهم في قبضةِ المقاومين اليمنيين الذين بدأوا عمليّة العدّ العكسيّ لتحرير مأرب التي تشكّلُ لقوى العدوان أمّ المعارك باعتبارها آخر معاقلهم شرقاً إضافةً إلى أهميّتها الاقتصاديّة وما تشكّله للإصلاح من مواردَ اقتصاديّةٍ . في مقابل ذلك سينشطُ غريفيت بمساعيه لمنع إسقاط مأرب من خلال تقديمه حلولاً بشروطٍ يريدُ فرضها العدوان وهذا ما استبقته قيادةُ صنعاء من خلال الإعلان بأنّ الحلّ في اليمن لن يكون إلّا حلّاً شاملاً لا يتجزّأ فلا مغريات طرح فتح مطار صنعاء وفكّ الحصار عنه ستمنعُ الهجوم على مأرب أو استمرار عمليّة التّحريرِ لكافّة الأراضي اليمنيّة حقيقة يدركها غريفت كما التّحالف العدوانيّ الذي رأى جديّةً في حسم الأمور من قبل صنعاء التي لن تتراجع قيد أنملة عن أي حقٍّ من حقوقِ الشّعب اليمنيّ. ومع بداية العام السّادس للعدوان يدرك التّحالفَ العدوانيّ أنّ ما نجزه الجيشُ اليمنيّ واللّجان الشّعبيّة خلال خمسة أعوام من العدوان والحصار أذهل العالمَ لا سيّما في الفترة الأخيرة حيث تهشّمت أساطيرُ أكبر الجيوش من أمريكا إلى مملكة الشّر وحلفائها الذين تحطّمت عنجهياتُهم تحت أقدام المجاهدينَ اليمنيين الذين طوّروا قدراتهم الصّاروخيّةَ في ظلّ حصارٍ مطبقٍ وحقّقوا العديد من الانتصارات بالرّغم من عدم تكافؤ القوى من حيث التّسليح انتصر اليمانيون بثباتهم وبأسهم وعزمهم ولم تقهرهم قوّةُ العتاة. كسروا الحصار عنهم وحاصروا مملكة الرّعب بصواريخهم وجعلو آبار ارامكو تحت مرماهم أمام عجز المنظومةِ العسكريّة والاستراتيجيّة الأمريكيّة والسّعودية والإماراتيّة. وفي ظلّ ارتفاع وتيرة الانتصارات وتقدّمِ أنصار الله والجيش اليمني لم يعد أمام مملكة الشّر وإمارات الشّيطان وولاياته من خياراتٍ مفتوحةٍ لا سيّما مع اقتراب العام السّادس للعدوان لن يحقّقَ ذلك العدوان ما عجز عن تحقيقه في خمسة أعوام ولن يلقى إلّا المزيد من الهزائم فالمقاومون اليمنيون عقدوا العزمَ وشدّوا الرّحال وأعدّوا العدّة للوصول إلى ما بعد بعد مأرب.