على قدر تسارع الأحداث في اليمن تتسارعُ عمليّة تحقيق الانتصارات للجيش واللّجان الشّعبيّة على الجبهات . فبعد سيطرةِ الجيش اليمني واللّجان الشعبيّة على مساحاتٍ شاسعةٍ من مديريّة نهم الجبليّة والجوف شرق العاصمة صنعاء أحكموا سيطرتهم على مدينة الحزم مركز محافظة الجوف وبذلك أحكموا الطّوق على مأرب آخر معاقلِ التّحالف العدوانيّ والمرتزقة . في ظلِّ تلك الإنجازات العسكريّة أتت زيارة المبعوث الأمميّ مارتن غريفيت السبت الفائت قادماً من الرّياض في زيارة تحملُ الكثير من الدّلالات وتطرح الكثير من التّساؤلات .فالزيارة أتت في ظلّ تحقيق تقدُّمٍ كبيرٍ للجيش اليمنيّ واللّجان الشّعبية وتحرير مساحاتٍ كبيرةٍ من المحافظات والمدن وبالتّالي فإنّ الهزائم المتكرّرة التي مُنيَ بها التّحالف بكلّ قواه التي شهدت انهياراً سريعاً أمام زحف الجيش واللّجان الشّعبية بحيث كشفت تلك الهزائمُ للعدوان عن حقيقة مُرّة هي أنّ اليمن سجّل نقلةً نوعيّةً في مواجهة العدوان بعد عمليّة نصر من الله وانتقل من المرحلةِ الدّفاعية إلى المرحلةِ الهجوميّة مع الأخذ بعين الاعتبار تطوّر منظوماته الصّاروخيّة الدّفاعيّة والهجوميّة وطائراته المسيّرة وقدراته القتاليّة في ظلِّ حصارٍ مُحكمٍ تمارسه دولُ العدوان منذ خمس سنواتٍ ممّا شكّل صدمةً لقيادة التّحالف العدوانيّ دفعتها للاعتراف بهزيمتها ضمناً تلك الهزيمة التي ترجمتها زيارة غريفيت الذي حمل مخاوف كلّ قوى العدوانِ من البيت الأبيض إلى بريطانيا وملوك وأمراء الرّياض التي لا يشغلها سوى خوفهم من سيطرة الجيشِ اليمنيّ واللّجان الشّعبيّة على محافظة مأرب كنز اليمن النفطي .لذا لم تكن زيارة غريفيت لدوافعَ انسانيّةٍ أو لمصلحة اليمن واليمنيين بكافّة أطيافهم ولم تكن دوافعه إيقاف الحرب من أجل الحلّ السّياسي بل إنّ الزّيارة أتت بدافعٍ أممي للحدّ أولاً من تقدّم الجيش واللّجان الشّعبيّة ومنع سيطرتهم على مأرب ولعدم وقوفهم متفرجين على انهيارِ مصالحهم فيها .لذلك أطلق مبادرة لوقف الحربِ حرصاً على مصالح الغرب وعلى رأسهم دول العدوان أمريكاوبريطانيا وتليها السّعودية والإمارات وما يثير القلق أكثر هو حسابات دول العدوان التي تعتبر أنّ سيطرة الجيش واللّجان الشّعبيّة على مأرب يعني نهاية العدوان ولربما يعني نهاية آل سعود . ووفقاً للواقع فإنّ الجيش واللّجان الشّعبية الذين حققوا أكبر الانتصارات على العدوانِ وانتقلوا إلى مرحلة الهجوم مسطّرينَ أروع الملاحم بإمكانيّاتهم البسيطة في مواجهة أكبر وأحدث ترسانة عسكريّة أمريكيّة إسرائيليّة سعوديّة انتصروا عليها في ظلّ الحصار فكيف سيكون المشهدُ في ظلّ سيطرتهم على مأرب ومنابع النّفط والغاز . ذلك ما يرعب دول العدوان التي أرسلت غريفيت حمامة السّلام الى مأرب وهم في الحقيقة لا يريدون وقفَ العدوان ولا إطلاق العمليّة السياسيّة في اليمن إنّما يريدون المحافظةَ على مصالحهم في اليمن . ولو كانوا جدّيين في عمليّة وقف العدوان لماذا لم يُعلن غريفيت عن ذلك خلال خمسة أعوامٍ من العدوان ؟أو لماذا لم يطلق مبادرته الأخيرة من الرّياض بدلاً من مأرب ؟ الإجابة واضحةٌ لأنّهم لا يريدون وقف العدوان على اليمن وشعبه إلّا وفقاً لشروطهم ولا يريدون لليمن أن يكون حرّاً بل تبعيّاً أو محافظة من محافظات مملكة بني سعود وهذه هي المعادلةُ التي حطّمها اليمنيون بتحريرِ بلدهم وسيمضون على ذلك كما وعد عزيزُ اليمن وشعبه السّيد عبد الملك الحوثي بتحرير كامل التّراب اليمني وسيدخلون مأربَ فاتحين وسيمضون إلى مأرب وما بعد بعد مأرب منتصرينَ *كاتب وإعلاميّ