من ولد في حضن الاستعمار يتطبع على الخيانة وهذا هو حال تنظيم الإخوان مليشيات الإصلاح لا تتعلم من الدروس والعبر وطبعها التكفيري غلب على تطبعها المشاريع التقسيمية مصيرها الهزيمة.. والغزاة ومرتزقتهم نهايتهم مزبلة التاريخ الحقد والعمالة أعمت »الإخوان« عن إدراك أن مصلحتهم والوقوف مع وطنهم في مواجهة العدوان حسابات حقل تحالف العدوان أمست حصاداً في بيدر الجيش واللجان الشعبية.. أرادوا صنعاء فاستعيدت الجوف ومأرب والبقية تأتي، وهنا أمسى تصعيدهم سراب.. تقرير: طاهر العبسي - احمد الزبيري اعتقدت السعودية والإمارات أن بإمكانها تثبيت غزوها للمحافظات الجنوبية والشرقية بدفع «الإخوان» إلى تصعيد جديد بعد أن أفقدوهم الأمل بأي وجود في عدن وبقية المحافظاتالمحتلة، ليصبحوا في ارتهان جديد ومرة أخرى يقعون في شباك تحالف العدوان وينفذون أجندته عسى ذلك يكون مخرجاً لهم، في حين أن من دفعهم إلى هذا الوضع غايته الخلاص منهم، ولأن «الإخوان» بحكم تربيتهم الأيديولوجية عاجزون من التعلم من أخطائهم ومراجعة حساباتهم رغم إدراكهم المبكر لكونهم أداة لتحقيق أجندة تحالف العدوان الذي لم يخف نواياه في التخلص منهم متى ما استنفدوا في أداء ما هو مطلوب منهم، وبدأ هذا واضحاً بعد أن مكنت مليشيات حزب الإصلاح وأخواتها من داعش والقاعدة الغزاة من احتلال تلك المحافظات، لتبدأ مرحلة الخلاص منهم عبر الاغتيالات والسجون والتصفيات، ومرة أخرى يجدون أنفسهم أداة لتنفيذ مشروع الفوضى التي عمت عدنوالمحافظات الجنوبية والشرقية وامتدت إلى الأجزاء الواقعة تحت سيطرة العدوان ومرتزقته بمحافظة تعز.. ليتفرغ العدوان لأجندته في استكمال سيطرته على الساحل والجزر مستخدماً المليشيات التي كونها حديثاً.. دافعاً الإصلاح بعيداً في انشغالات صراع مع مليشيات الانتقالي والمليشيات السلفية التابعة للغزاة.. فكان في عدن هاني بن بريك والزبيدي وشلال، وفي تعز أبو العباس، وفي الساحل الغربي المحرمي حتى وصلت الأمور إلى ذروتها.. نجحت مليشيات الإصلاح في إخراج أبو العباس والمليشيات المتحالفة معه من مدينة تعز، ليأتي الرد بطردهم من عدنوالمحافظات الجنوبية، ولم ينفع غطاء الشرعية المزعومة، وأثبت لهم أن الخلاف بين السعودية والإمارات في اليمن مجرد وهم، وحتى إن وجد فهو مستوى أعلى من أن يكون له علاقة «بالإصلاح» وغيره، وما كان ينتظرونه قادة هذا التنظيم خلافاً بين الغزاة يمكن اللعب عليه اتضح لهم ليسوا أكثر من حمقاء بعد أن اكتشفوا أن السعوديين والإماراتيين يتوزعون الأدوار في إطار الخلاص من هذا التنظيم الذي دفعوا به إلى محارق الحدود والبيضاء والضالع، وأخيراً نهم والجوف.. القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنعاء وبقية المحافظات الحرة كانت تدرك كل هذا، وتنظر إلى أن كل تلك المليشيات رغم عمالة وخيانة قادتها إلى أنه في البداية والنهاية يمنيون.. مقدمين الدعوات تلو الدعوات والمبادرات تلو المبادرات من أجل الحوار والمصالحة حرصاً على الدم اليمني انطلاقاً من فهم عميق لأهداف مخططات مشاريع هذه الحرب العدوانية الإجرامية القذرة والشاملة، والتي تستهدف كافة اليمنيين.. لهذا ينبغي تدارك الأمور خاصة في الآونة الأخيرة عندما بدأت بعض القيادات والأدوات الإعلامية، وخاصة تلك التي خارج الرياض وأبو ظبي تتحدث عن أن التحالف العدواني هدفه احتلال اليمن وتقسيمه.. ولأن «العطار لا يصلح ما أفسده الدهر».. فالعمالة والخيانة والارتزاق صار طبعاً إصلاحياً متأصلاً في تلك القيادات التي لا تجد نفسها إلا وهي تتمرغ في إدخال أسيادها السعوديين والإماراتيين والأمريكيين والبريطانيين، وأن دعوات القوة الوطنية للحوار وتقديم المبادرات ليس إلا كمن يؤذن في «مالطا».. فالعمالة داء لا شفاء منه، وفهم الحرص الوطني على اليمن واليمنيين أنه ليس إلا ضعفاً، ولم تنفع عملية إطلاق الأسرى دون مقابل، ولا الالتزام باتفاقات التهدئة، واتفاق ستوكهولم من طرف واحد.. ليظل الإصلاح يراهن على أن الحاجة إليه ستأتي فلن يجدوا خيراً من قياداته وفاءً لعمالة وإخلاصاً لأعداء اليمن والقوة التي تقف خلفهم، واعتبروا أن بقاءهم على هذا النهج رغم تلقيهم اللدغة تلو اللدغة، لكنهم مازالوا ينحشرون في جحر العمالة حتى وقد أصبحت لدغات تحالف العدوان السعودي الإماراتي مميتة لهم، وكأنهم يريدون أن يثبتوا أنهم وخونة حتى الموت. في هذا الاتجاه وجدناهم مجدداً يشنون زحوفاتهم الكبيرة مدركين أن تحالف العدوان إنما كان يريد أن يأخذهم الى محرقة جديدة نجاحهم فيها لن يكون إلا ورقة تفاوض لغرض أجندته على الشعب اليمني أو الخلاص منهم وفي كلا الحالتين يكونون كما يتوهم قد اكتسب عامل قوة اضافية لسيطرته مع مليشيات الانتقالي على محافظة شبوة ليتم تقاسم الكعكة مع الإمارات.. الأسوأ أن محللي «الإخوان» يبيتون أن هذه الغاية مدركة.. فهل اعتبروا أن تحالف العدوان هذه المرة سيوصلهم الى صنعاء في عملية استعدوا لها منذ فترة طويلة، وأن السعودية والإمارات ستحقق لهم ذلك مقابل قبولهم الاحتلال السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية، وتكون صنعاء بديلاً لعدن على طريق تحقيق مشاريعه التقسيمية.. ولعل التغطية الجوية التي صاحبت هذا الوهم الذي انتهى بإعادة كيدهم الى نحورهم، لأن أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الميامين الشجعان كانوا لهم بالمرصاد.. ومرة أخرى يقع الجنرال الإخواني وزمرته من الخونة في شر أعمالهم، وتكون صنعاء عاصمة اليمن السياسية التاريخية أكثر أماناً، وتصبح عملية تحرير اليمن من الغزاة والمحتلين الجدد وأدواتهم الرخيصة ليس إلا مسألة وقت.