بالتأكيد هناك من تتوارد إلى ذهنه أسئلة منطقية وطبيعية في كل مناسبة لذكرى استشهاد الرئيس صالح الصماد رضي الله عنه، وعلى وجه الخصوص المجاهدون والمفكرون والمحللون السياسيون المستقلون، الذين فطرتهم ترفض الذل والخنوع، لكنهم لا شك يريدون أن يفهموا ويعلموا. لماذا قتل الرئيس الصماد؟ وما هي المعطيات التي زعزعت كيان العدوان ليتخذ قرار اغتيال رئيس دولة وحكومة شرعيتها ناتجة عن ثورة شعبية سلمية سياسياً وعسكرياً؟! لا ريب أن الإجابة على هذا السؤال ستدفعنا لتناول أهم الأسباب والصفات وغيرها من المبادئ التي أرقت المحتل.. وأولها وأهمها الصفات التي يتصف بها المجاهد والمسؤول، والمواطن وجميع الفئات، وهذا الأمر يلزمنا بلفت انتباه عدد من المسؤولين في الحكومة وغيرهم من الذين كلفوا أنفسهم الكثير من المتاعب والتكاليف، وجعلوا عذر استهداف العدوان سبباً غير شرعيلغيابهم عن خدمة المواطن والتأخر في تنفيذ مهام أعمالهم، علاوة على إزعاج الأفراد والأسر والمجتمع، من خلال الإكثار في السؤال عمن دخل وخرج، ومراقبة كل صغير وكبير يتحرك، والبعض يلجأ إلى أساليب نترفع عن ذكرها في هذا المقام، إلا أنها تؤدي إلى ارباك من حولهم بوضع هيلمان واصطناع عظمة لا توجد. لذلك نقول لهؤلاء، إن الهيلمان والكبر واصطناع العظمة ليست من سلوكيات المجاهدين، فالشهيد الرئيس صالح الصماد كان يتميز بمبادئ وصفات ومواقف وسلوكيات جهادية خالصة لوجه الله، وليست موجودة مع الأسف الشديد لديكم، وعليكم أن تطمئنوا أن العدوان لن يستهدفكم ولن يكلف نفسه أن يخسر صاروخاً أو طائرة لاغتيال من يسلكون سلوكياتكم، بل على العكس هناك من يكون وجوده في منصبه عالة على الوطن والشعب لأنه لا يقدم أو يؤخر أو يخطو أية خطوات من أجل بناء هذا البلد، وبسلبيته هذه هو يخدم العدوان، ولذلك لن يكون مستهدفاً من قبله!!. كما يجب أن نشير إلى أن هناك - للأسف الشديد - من المجاهدين الذين لا يدركون أهمية نصائح وتوجيهات الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي - رضوان الله عليه – مما تضمنته بعض الملازم. ونهمس هنا في إذن كل مجاهد، أنه إذا لم تنمِ إيمانك ووعيك فإن المنافقين بالمقابل يطورون أساليبهم وأنفسهم حتى يصبحوا مردة قادرين على ضرب النفوس من شدة خبثهم "وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ" (101) لذلك ستروا أنفسهم عن رسول الله وعن الناس وبذلك يطورون قدراتهم الثقافية.. لذلك عندما تريد أن تكون جندياً مع الله وتكون من أنصاره في عصر بلغ النفاق ذروته، وأصبح في هيئة مؤسسات، فيجب عليك أن تطور إيمانك وترفع من مستوى وعيك وثقافتك ما لم ستكون هدفاً للمنافقين ينفذون من خلاله لتنفيذ خبثهم واحقادهم ومآربهم دون أن تشعر بذلك، ولن تشعر إلا والمنافق قد وصل إلى أقرب المقربين منك كمستشار لك أو كشخص لا تستطيع أن تسغني عنه. تعمدت أن اتطرق إلى ما ذكرته أعلاه كي يكون مدخلاً إلى الولوج إلى الأسباب التي جعلت العدوان يستهدف الرئيس الشهيد صالح الصماد واغتياله.. واللبيب سيجد أن أهم الأسباب التي دفعت العدوان إلى استهداف الرئيس الشهيد الصماد تتمثل في ان العدوان وصل إلى قناعة تامة أنه (أي الرئيس الشهيد) يطبق الثقافة القرآنية في كل حركاته وسكناته. كما تبين للعدوان أن الرئيس الصماد قد فتح قلبه ومشاعره لجميع شرائح المجتمع والمكونات السياسية ونظر إليهم بعين واحدة. كما تبين للعدوان أن الرئيس صالح علي الصماد عندما يصل إليه ملف مظلومية لأي شخص كان يخضعه للدرس والتمحيص، حتى يتبين له مستوى المظلومية وصدقيتها، ومن ثم يوجه بإنصافه، حتى وان تطلب الأمر إلى نزوله بنفسه لتنفيذ ذلك. وتبين للعدوان ان الرئيس الصماد لم يكن يتمسك بمنصبه ويخشى أن ينحى عنه. وتبين للعدوان أن الرئيس الصماد كان زاهداً وشريفاً وعفيفاً ولم يتخذ من منصبه وسيلة للكسب والثراء. وتبين للعدوان تواضع الرئيس الصماد الجم واحتكاكه بأبناء الشعب وخصوصاً الفئات الفقيرة والقرب منها وملامسة مشاكلها والأخذ بآرائها. تبين للعدوان أن شعار الرئيس الصماد "يد تبني ويد تحمي" أرق العدوان كونه يعني بناء دولة مستقلة قادرة أن تنهض بنفسها ومقدراتها. وتبين للعدوان أن هناك مشاريع قام بها الرئيس الصماد، ومنها: • إعادة تفعيل الضباط ذوي الخبرات والذين تم تهميشهم من قبل المخابرات الأمريكية من خلال عملية هيكلة القوات المسلحة التي تم نفيذها في عهد الخائن هادي وزمرته وأدت إلى تفكيك الجيش ووحداته واتضح فيما بعد أن الهدف من ذلك كان الحد من قدراتنا الدفاعية بما يخدم مخططات العدوان وأهدافه.. ومن خلال ذلك تبين للعدوان ان الرئيس الصماد يتمتع برؤية ثاقبة وحكيمة من خلال استيعاب جميع منتسبي القوات المسلحة بطريقة سهلة وواضحة وشفافة.. لهذا وغيره من الأسباب والمهام التي اضطلع بها الرئيس الشهيد صالح علي الصماد حرص العدوان على استهداف شخص الرئيس الشهيد رضوان الله عليه. ومن عظمة الدور الذي قام به الرئيس الشهيد صالح الصماد روحه الطيبة التي لا تزال حية نراها ترعى المسيرة التي بدأها والمتمثلة في اقامة دولة مدنية حديثة، من خلال تبني الرؤية الوطنية لبناء الدولة التي كان قد وضع أسسها الرئيس الشهيدومصداقاً لقول الحق "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون...)، ليأتي خلفه الرئيس مهدي المشاط لحمل الراية ومواصلة السير على هدى ما اختطه سلفه الرئيس الشهيد الصماد بغية الوصول الى الهدف المنشود وهو بناء الدولة المدنية الحديثة، وهو ما فاجأ العدوان الذي باستهداف الرئيس الشهيد ظن أنه قد حرم اليمن واليمنيين من زعيم مقتدر يدير البلاد باستقلالية وحرية، إلا أن المفاجأة الكبرى التي اذهلت العدوان كانت أن الرئيس الخلف مهدي المشاط جاء حاملاً نفس روحية المجاهد الرئيس الشهيد الصماد– دون مجاملة –من خلال السلوكيات والتصرفات التي يتبعها الرئيس مهدي المشاط الذي يتمتع بالحزم والقدرة المقتدرة على إدارة الدولة بكل شفافية ونزاهة.