لاشك أن هناك من العقول الصغيرة او المنفوخة او المغرورة من يسمع محاضرات علم الهدى قائد المسيرة.. وهو يستكبر لا يدرك ابعاد واهمية ذلك الحديث الذي يصدر ليبين للامة ويذكرها بربها وواجباتها ويشرح لها كتابها ومنهجها القرآني ...ولأن الأمة وعلى مدار عقود من الزمن لم تألف من قائد أو زعيم أو ملك أن يتحدث ويذكرها بواجباتها الدينية والسلوكية.. لذلك العقول التي تغذت من الفساد لاشك تستهجن ذلك وتتكبر عن سماعه غير مدركة عظمة قائد يطلع يوميا على هموم الامة ويشرف على اكثر من (20) جبهة داخلية وخارجية ..كيف يتمكن من التحدث المتناسق والمرتب . وبسكينة عالية مبينا كل ما ينفع الفرد والامة في دينها ودنياها ويرفع شأنها ويمنع إذلالها واستعبادها . ألا يستدعي ذلك التأمل والقول (ما شاء الله) يرزق من يشاء .بينما الواحد مننا إذا أشرف على عمل بسيط لا يطيق من حوله واصبح يشكو ويبكي من هم العمل واتعابه وعدم قدرته على حل مشاكل الاخرين او خدمتهم ..ألستم معي ان هناك من المسؤولين من يهتم بنفسه فقط ولا يكاد يطيق رؤية منتسبين له ولقيادته ..وهناك من لا يطيق سماع الهاتف فيغلقه ..فترات طويلة ..بل أن هناك من لا يستطيع تفريغ وقت بسيط منظم لتغذية قلبه بهدى الله ..إن من يدير مؤسسه او دائرة او وزاره ويضيع معاملات المستحقين حتى لو كان نزيها لكنه لا يمسك بزمام عمله إنما هو خارج إطار روحية من يدعي انه قائده ..ولا يقتدى به .. أيها المسؤول الذي تدعي حب هذا القائد إذا كنت صادقا مع نفسك فلماذا لا تحاول استلهام روحية القائد وطاقته ..لو كنت صادقا ومحبا بحق لسرى فيك نفس الروح والطاقة والصبر والجهاد ...ولكنك مازلت خارج دائرة الانتماء الروحي والحب الكبير ... بينما المغرورون الذين تتغذى أنفسهم برعوناتهم تجدهم لا يستسيغون سماع التوجيه من العلم... يجب أن يستفيق الغافل ... إننا في زمن يختلف عن أي زمن آخر ..لن يتمكن أحد من الاستمرار في خوض بحر المسيرة القرآنية لأن هذا البحر بمشيئة الله يلفظ القلوب الميتة إلى الشاطئ لا يقبل إلا القلوب الحية . إن نصائح علم الهدى في بعض محاضراته بالتواصي بالحق وبالصبر .لأن السالكين بالتواصي بالحق سيتعرضون لابتلاء يوجب الصبر لكن هناك جنودا للحق وخميرة إيمانية ..كما أنه لا يوجد معركة بين حقين فالباطل ينسحب بسرعة عندما يرى الحق إتزر بالصبر ويتلذذ به وبما أن المسيرة القرآنية ليست حكرا على جماعة او فئة أو حزب فستمضي بسرعة لن يقف أمامها أحد والشواهد والدلائل الماضية شاهدة على ذلك لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد ...