أي غطاء تتدثر به دوافع ومسببات المواجهات الحالية بين مليشيات حكومة المرتزقة المدعومة سعوديا وبين مليشيات ما يسمى ب" المجلس الانتقالي " المدعوم اماراتيا, فإن المناطقية تظل الغالبة في تلك المواجهات التي غالبا ما تبدأ في عدن وتنتهي في أبين في معظم الصراعات التي شهدها جنوب الوطن, وإن اختلفت مسببات هذه المواجهات وأطرافها التي حولت المحافظاتالجنوبية الى ساحة للاقتتال وتصفية الحسابات بين فصائل المرتزقة, احتدمت المعارك المسلحة بين قوات الحكومة الشرعية وقوات الانتقالي في ابين, فالمصادر تؤكد أن المعارك بين الجانبين اندلعت أمس بهجوم شنته مليشيات حكومة المرتزقة صوب مدينة زنجبار بمحافظة أبين,' حيث قوبل الهجوم بمواجهات قوية مع مليشيات المجلس الانتقالي بالقرب من منطقة الشيخ سالم , وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. ولعل الأحداث التي شهدها الجنوب حتى الآن تؤكد ان ما عرف ب" اتفاق " الرياض " كان فتيل حرب أراد من صاغوه جعل فصائل المرتزقة وقودا وشرارة مواجهات مفتوحة لا تقتصر على محافظة عدن بل تتنقل نار المواجهات من عدن الى شبوة ومن شبوة تعود الى عدن ولحج والضالع وحضرموت لتستقر أخير في عدن وهو ما ينذر بحرب طاحنة ستحول اتفاق الرياض الى طفن للمتصارعين ومرثاة لن تجد من يرددها. والذي لا يعرف أبين كبوابة هامة الى عدن, عليه أن يعيد قراءة التاريخ ليعرف ما يعنيه اندلاع شرارة حرب في أبين, فضحاياه لايقفون عن العشرات, بل قد يصلون الى المئات, والمناطقية ستتجاوز " الوضيع " مسقط رأس الفار عبدربه منصور هادي لتشمل كل محافظة أبين وستحرك نار ثأر أحداث العام 86م من القرن الماضي وما تلاها من احداث لتطمر كل محاولات التسامح والتصالح بالنظر الى تعدد الأطراف المتصارعة وما يحركها من ماكينة انتقام ومخطط عدائي واضح من الخارج, وهو ما يريده تحالف العدوان, فحسب مراقبين, فإن تحالف العدوان يريد شمالا معرضا للعدوان المباشر بشكل دائم من قبل السعودية والامارات وأمريكا في مقابل جنوب مضطرب تحكمه أدوات الارتزاق في الظاهر وعمليا يكون محكوما من الخارج المجلس الانتقالي وفق مصادر اعلامية متطابقة وجه إنذارا لمليشيات هادي, متهما اياها بأنها "فجرت صراعا جديدا.. بعد أشهر من الخروقات والاعتداءات التي نفذتها دون مبرر". رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في خطاب إلى أبناء الجنوب حثهم فيه على الدفاع عما وصفها ب" مكتسباتهم الوطنية ", في وقت كان عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي قد حذر من حشد "تعزيزات إخوانية" تجاه أبين، معتبرا أن يأتي ردا على "الصفعة التي تلقاها المشروع الإخواني في سقطرى" . وتحدثت بعض المصادر عن ان مليشيات هادي خسرت 20 طقما و3 مدرعات وعثر على 3 جثث متفحمة في المعركة. وتأتي هذه الصراعات في ظل ما تعيشه المحافظاتالجنوبية من تردي للاوضاع وخاصة عدن التي تعيش ظروف صعبة نتيجة تفشي الاوبئة .