توصل الرئيس الأفغاني أشرف غني، ومنافسه عبد الله عبد الله، إلى اتفاق بتقاسم السلطة، ينهي الأزمة السياسية المستمرة بالبلاد منذ نحو 8 أشهر. وذكر بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية، الأحد، أن غني وعبد الله وقعا اتفاقا ينهي الأزمة السياسية المستمرة منذ انتخابات الرئاسة في 28 سبتمبر/ أيلول 2019. وبموجب الاتفاق، سيرأس عبد الله “المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية”، ويقوم بتعيين نصف أعضاء الحكومة. كما رفع الرئيس الأفغاني بموجب نفس الاتفاق، رتبة نائبه الأول العسكرية عبد الرشيد دوستم، ليمنحه لقب “مارشال”. وبهذا، سيتولى عبد الله عبر رئاسة المجلس، الإشراف على محادثات السلام المزمعة مع حركة طالبان. وكان عبد الله قد اعترض على نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعلنت لجنة الانتخابات المستقلة بالبلاد فوز منافسه غني فيها بنسبة 50.6 بالمئة، معتبرا نفسه الفائز. ورغم المحاولات الأمريكية لدفع الطرفين إلى الاتفاق لعدم الإضرار بعملية السلام، إلا أن تلك المحاولات فشلت طوال الفترة الماضية. وفي 29 فبراير/ شباط الماضي، شهدت الدوحة، اتفاقا بين الولاياتالمتحدة و”طالبان” يُمهد الطريق، وفق جدول زمني، لانسحاب أمريكي على نحو تدريجي من أفغانستان، وتبادل الأسرى. وتعاني أفغانستان حربا مستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن، بحكم “طالبان”، لارتباطها بتنظيم “القاعدة”، الذي تبنى هجمات في الولاياتالمتحدة، يوم 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه. من جهته، رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأحد باتفاق تقاسم السلطة الذي أبرم بين الخصمين السياسيين في أفغانستان وحضّهما على استئناف جهودهما لتحقيق السلام. ووقّع الرئيس الأفغاني أشرف غني اتفاقا لتقاسم السلطة مع خصمه عبدالله عبدالله الأحد، ينهي خلافا استمر اشهرا وادخل البلاد في أزمة سياسية. وقال ستولتنبرغ بعدما توقيع الاتفاق “أرحّب بالقرار الذي اتّخذه الزعيمان السياسيان في أفغانستان لحل خلافاتهما والعمل معا لتشكيل حكومة جامعة”. يأتي هذا الانجاز في الوقت الذي تتصدى فيه أفغانستان لانتشار سريع لفيروس كورونا والعنف المتصاعد الذي أسفر عن مقتل العشرات في هجمات الأسبوع الماضي. واضاف ستولتنبرغ “في خضم وباء كوفيد-19 واستمرار عنف طالبان ضد اخوانهم الأفغان، من المهم أكثر من أي وقت مضى أن يتحد جميع القادة الأفغان ويعملوا من أجل السلام الدائم في أفغانستان”. وتابع “على جميع الأطراف أن يغتنموا هذه الفرصة غير المسبوقة للسلام”. وبموجب الاتفاق، سيقود عبدالله محادثات سلام مستقبلية مع طالبان، التي وقعت بالفعل على اتفاق تاريخي مع واشنطن لتمهيد الطريق لانسحاب القوات الأجنبية، بما في ذلك بعثة حلف الأطلسي التدريبية. لكن فرص السلام غير مؤكدة، مع استمرار القتال بين طالبان والقوات الأفغانية في الولايات المختلفة. وأنهى الحلف الأطلسي عملياته القتالية في أفغانستان نهاية عام 2014، لكنه لا يزال ينشر 16 ألف جندي لتدريب وإرشاد ودعم القوات المحلية