عدوان أمريكي بريطاني جديد على الحديدة    إعلان حوثي عن عملية عسكرية استهدفت مدمرة وسفينتين في البحرين الأحمر والعربي    الرواية الحوثية بشأن حادث انهيار مبنى في جامع قبة المهدي بصنعاء و(أسماء الضحايا)    تفاصيل جديدة بشأن انهيار مبنى تابعًا لمسجد ''قبة المهدي'' ومقتل مواطنين    "هوشليه" افتحوا الطرقات!!!    ''استوصوا بعترتي'' و استوصوا بالمعزى!!    يورو 2024.. هذه قيمة الأموال التي سيجنيها اللاعبون والمنتخبات المشاركة    الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي يدعو برامج المنطقة لزيادة عدد الألعاب والمسابقات والاهتمام بصحة اللاعبين    تهيئة لمهمة قادمة.. سياسي بارز يكشف عن تحركات رئاسية وإقليمية جادة بشأن ''أحمد علي''    أول رد للحكومة الشرعية على حملة الاختطافات الحوثية المسعورة ضد موظفي المنظمات    فتح طريق جديد غربي اليمن    ارتفاع حصيلة ضحايا مجزرة النصيرات إلى 244 شهيدًا وأكثر من 400 جريح    حفل مهيب لاختتام الدورات الصيفية بالعاصمة صنعاء والمحافظة    Motorola تطلق منافسا جديدا لهواتف سامسونغ    كيف يستقبل المواطنين في الجنوب المحتل العيد    إخراج امرأة من بطن ثعبان ضخم ابتلعها في إندونيسيا    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    منتخب الدنمارك يقهر نظيره النرويجي بقيادة هالاند    منظمة الصحة العالمية تدعو للاستعداد لاحتمال تفشي وباء جديد    غضب قيادات مؤتمرية بصنعاء لرفض الحوثيين السماح لهم بمرافقه "الرزامي" لاداء فريضة الحج    في الذكرى الثالثة لوفاته.. عن العلامة القاضي العمراني وجهوده والوفاء لمنهجه    عشرات الاسر والجمعيات المنتجة في مهرجان عيدنا محلي بصنعاء    وزير النقل: هناك عراقيل مستمرة لتقليل عدد المسافرين عبر مطار صنعاء    فريق بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق السويد يزور موانئ الحديدة    السلطة المحلية بحضرموت تنعي وكيل أول المحافظة الشيخ عمر فرج المنصوري    القرصنة البرتغالية في جزيرة سقطرى .. بودكاست    اصدار النسخة الثانية (صرخة غريب ) للكاتبة مروى المقرمي    جامعة عمران تدشن امتحانات القبول والمفاضلة للطب البشري    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    أحب الأيام الى الله    الافراج الشرطي وبالضمانات ل89 سجينا بصنعاء    روسيا تعلن بدء مبيعات مضاد حيوي جديد يعالج العديد من الالتهابات    ما علاقة ارتفاع الحرارة ليلا بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية    بعد قرارات البنك المركزي بعدن .. تعرف على بوادر ازمة وشيكة وغير مسبوقة في مصارف صنعاء !    النفحات والسنن في يوم عرفة: دلالات وأفضل الأعمال    قوى 7-7 لا تريد ل عدن أن تحصل على امتيازات العاصمة    نادي ظفار العماني يهبط رسميا للدرجة الأدنى    الرفيق "صالح حكومة و اللجان الشعبية".. مبادرات جماهيرية صباح كل جمعة    انضمام مشائخ من كبار قبائل شبوة وحضرموت للمجلس الانتقالي الجنوبي    الحوثيون يعترفون بنهب العملة الجديدة من التجار بعد ظهورها بكثرة في مناطقهم    من 30 الى 50 بالمية...قيادي بالانتقالي الجنوبي يتوقع تحسنًا في سعر الصرف خلال الفترة القادمة    لا حلول لأزمات اليمن والجنوب.. ولكن استثمار    سياسة حسن الجوار والأزمة اليمنية    وديا ... اسبانيا تتخطى ايرلندا الشمالية بخماسية    ما حد يبادل ابنه بجنّي    "لن نفتح الطريق"...المقاومة الجنوبية ترفض فتح طريق عقبة ثرة وتؤكد ان من يدعو لفتحها متواطئ مع الحوثي    بعد أشهر قليلة من زواجهما ...جريمة بشعة مقتل شابة على يد زوجها في تعز (صورة)    الحسناء المصرية بشرى تتغزل باليمن و بالشاي العدني    «كاك بنك» يتولى النسخة الثانية من فعالية العروض (DEMODAY)    أطباء بلا حدود: 63 ألف حالة إصابة بالكوليرا والاسهالات المائية في اليمن منذ مطلع العام الجاري    أطلق النار على نفسه.. مقتل مغترب يمني في أمريكا في ظروف غامضة (الاسم)    الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي : مصر من أوائل دول المنطقة التي أقامت ألعابا وطنية    البعداني: البرواني استعاد جاهزيته .. ولا يمكن تجاهل أي لاعب يبلي بلاءً حسنا    الحوثيون يمنحون أول باحثة من الجنسية الروسية درجة الماجستير من جامعة صنعاء    تعرف على شروط الأضحية ومشروعيتها في الشريعة الإسلامية    الحوثيون يعتقلون عشرات الموظفين الأمميين والإغاثيين في اليمن مميز    البنك المركزي يؤكد سريان قراراته ويحذر من تداول الشائعات    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه هي أمريكا: الولايات المتحدة تعاني من انهيار داخلي كارثي والعنصرية تنخر جسدها من الداخل
نشر في 26 سبتمبر يوم 06 - 06 - 2020

العالم يتابع باهتمام عنصرية الشرطة في أمريكا والعنف الذي تواجه به المحتجين
النظام العالمي الليبرالي نظام بني على سفك الدماء والامبريالية الأمريكية مثاله السادي الذي كشف عنه وجه ترامب القبيح
العرب في أمريكا مهمشون ويعانون من العنصرية والديمقراطية الأمريكية قناع زائف
«نيويورك تايمز»: ثمن الزعامة الأمريكية.. هكذا بُني «النظام العالمي الليبرالي» على سفك الدماء
يتهاوى تمثال الحرية في العاصمة الأمريكية واشنطن على وقع تظاهرات الغضب والتنديد بالعنصرية التي انطلقت اثر مقتل جورج فولويد اختناقاً تحت ركبة ضابط من الشرطة الأمريكية في مدينة «مينابوليس» لتشهد تلك المظاهرات مواجهة عنيفة بالقوة والانتشار الأمني والعسكري ولتنطلق تغريدات ترامب المؤججة للعنف والعنصرية لينكشف بذلك قناع زيف الديمقراطية الأمريكية وتظهر حكومتها أكثر رجعية وديكتاتورية من أشد الأنظمة الرجعية تخلفاً ومصادرة للحريات ويشهد العالم أن أمريكا والدول التي تعتبر نفسها راعية الديمقراطية ما هي إلا شعارات يستغلونها للتحكم على الشرق الأوسط من خلال التلاعب بالانتخابات وبحجة الديمقراطية كورقة ضغط على الحكومات حتى تظل تحت طاعة أمريكا..
تقرير/ أمين أبوحيدر
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالًا للكاتب الصحفي إيشان ثرور تحدث فيه عن الاحتجاجات الصاخبة التي تشهدها الولايات المتحدة منذ أيام ضد العنف العنصري، والتي تخللها أعمال شغب وعنف وصدامات بين المتظاهرين وقوات الشرطة، وذلك في أعقاب حادثة وفاة جورج فلويد الشاب الأمريكي ذي الأصول الأفريقية على يد رجل شرطة أبيض في مدينة مينيابوليس.
وفي مستهل مقاله، شدد الكاتب على أن الولايات المتحدة بات يُنظر إليها على نحو متزايد على أنها أمة تعاني من انهيار داخلي كارثي. وفي حين هزت الاحتجاجات ضد عنف الشرطة والعنصرية المنظمة أرجاء عشرات المدن الأمريكية، خرج وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب ليتحدث عن الأزمة من موقعه على الجانب الآخر من بحر الظلمات بلغةٍ يشيع استخدامها تستخدم عند مناقشة الصراعات المستعصية في أماكن أخرى من العالم.
وصرَّح ل»بي بي سي» يوم الأحد قائلًا: «نريد أن نرى تهدئة للتصعيد في كل تلك التوترات وأن يجتمع الأمريكيون على كلمة سواء».
العنف العنصري واهتمام عالمي
وذكر الكاتب أن راب لم يكن متفردًا فيما ذهب إليه؛ إذ أرسل المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيانًا غير عادي عبر البريد الإلكتروني حول الشؤون الأمريكية إلى الصحفيين، مشيرًا إلى أن المسؤولين في بروكسل يأملون في التوصُّل إلى «تسوية لجميع القضايا» المتعلقة بالاحتجاجات «بسرعة واحترام كامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان».
وجاء ذلك في أعقاب بيان صدر يوم الجمعة عن موسى فكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الذي دان قتل جورج فلويد، وأعرب عن أسفه «لاستمرار الممارسات العنصرية التمييزية ضد المواطنين السود في الولايات المتحدة الأمريكية».
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم الثلاثاء إن الاحتجاجات الشعبية في أمريكا «مُتفهَّمة وأكثر من مشروعة». وأضاف: «لا يسعني إلا أن أعرب عن أملي في ألا تستمر الاحتجاجات السلمية في أن تؤدي إلى العنف، بل وآمل في أكثر من ذلك وهو أن يكون لهذه الاحتجاجات تأثير على الولايات المتحدة».
وأوضح الكاتب أن الاضطرابات الدائرة في المدن الأمريكية اسْتَرعت الاهتمام العالمي لأسباب بعضها مألوف وبعضها الآخر جديد. وأسَرَت الأحداث الدرامية التي تقع على أرض القوة العظمى الوحيدة في العالم لُبَّ الجماهير من بلادٍ أخرى على نحو أكبر بكثير من غيرها من الأحداث؛ إذ إن الأحداث المثيرة للدول الأخرى لا تخترق حجب دوريات الأخبار المعزولة غالبًا في أمريكا إلا بين الفينة والأخرى.
وفي بعض الحالات، أدى الغضب العارم على مقتل فلويد -الذي زاد من حدَّته مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم حول الحادث والاحتجاجات المتنوعة التي تلت ذلك- إلى تشجيع الحركات الموجودة لمواجهة العنف العنصري والتمييز ضد الأقليات.
في أستراليا، حيث وُضِعت الخطط للاحتجاجات التضامنية الجديدة هذا الأسبوع، أعادت الاضطرابات في الولايات المتحدة إحياء المحادثات حول الإجراءات التي تتخذها الشرطة من العنف العنصري ضد مجتمعات السكان الأصليين المهمشين منذ فترة طويلة في البلاد، وعلى وجه الخصوص، الحادث الذي وقع في عام 2015 والذي شهد وفاة ديفيد دونجاي جونيور، 26 عامًا من السكان الأصليين، أثناء احتجازه على يد الشرطة الأسترالية.
التذكير بمآسي الماضي
وأشار الكاتب إلى قول بول فرانسيس سيلفا، ابن أخو دونغاي، «يتملَّكنا الغضب مما يحدث في مينيابولس، لكننا ورفاقنا هنا في أستراليا بحاجة إلى اتخاذ موقف معًا… لأن العنصرية والظلم ضد شعبنا لا تخطئهما العين»، حسبما ذكرت محطة إيه بي سي الأسترالية.
وفي فرنسا أيضًا، أعاد موت فلويد ذكريات حادثة 2016 التي مات فيها أداما تراوري، البالغ من العمر 24 عامًا من ضواحي باريس، بسبب الاختناق بعد أن احتجزته قوات الشرطة. وقد أثارت قضية تراوري، كما أخبرني زميلي جيمس ماكولي في ذلك الوقت، ظهور حركة Black Lives Matter (حياة السود مهمة) الخاصة بفرنسا. وكتبت مجموعة دعم تراوري على فيسبوك الأسبوع الماضي: «كيف يمكن للمرء ألا يسرح بخياله مفكرًا في معاناة أداما الرهيبة عندما كان ثلاثة من ضباط الشرطة يكتمون أنفاسه وهو يردد: «لا يمكنني التنفس». لقد كان اسمه جورج فلويد، الذي مات مثل أداما بسبب أنهما من السود».
وأوضح الكاتب أن هذا الشعور بالظلم والتضامن أعلى صوت الاحتجاجات في تورونتو وبرلين ولندن والمدن الغربية الأخرى. يقول عن ذلك فولفجان إيشنجر، السفير الألماني السابق في واشنطن ورئيس مؤتمر ميونيخ الأمني لنيويوركر: «يدرك الناس في جميع أنحاء العالم أن الفوز في معاركهم الخاصة من أجل حقوق الإنسان ومن أجل المساواة والإنصاف سيصبح أكثر صعوبة إذا خسرنا أمريكا باعتبارها البلد الذي انطلق منه شعار «لدي حلم» (إشارة إلى خطاب مارتن لوثر كينغ التاريخي ضد العنصرية في الستينات) وأصبح واقعًا وبرنامجًا سياسيًّا عالميًّا.
ونأمل أن تساعد المظاهرات والاحتجاجات في جميع أنحاء العالم في تذكير واشنطن بأن قوة الولايات المتحدة الناعمة هي ميزة فريدة، والتي تميز أمريكا عن غيرها من القوى العظمى الأخرى، من الصين وروسيا حتى أوروبا. وسيصبح الأمر مأساويًّا إذا حوَّلت إدارة ترامب الفرصة الكبيرة السانحة للولايات المتحدة إلى تنازل أخلاقي».
الأمر يتعلق أيضًا بترامب
ولفت الكاتب إلى أن أحد أبعاد رد الفعل العالمي يستغل المواقف اليسارية الطويلة الأمد تجاه الإمبريالية الأمريكية في الخارج والنفاق في الداخل. وازدادت حدة رد الفعل هذا بسبب الكراهية الشديدة للرئيس ترامب.
وفي إشارة إلى مظاهرات التضامن في برلين، يقول مارسيل ديرسوس، الزميل غير المقيم في معهد السياسة الأمنية بجامعة كيل لقسم تودايز وورلد ريفيو بصحيفة واشنطن بوست: «لكن الأمر يتعلق أيضًا بترامب، الذي لا يحظى بأي شعبية في ألمانيا لدرجة أنه جعل كثيرًا من الناس يكرهون أمريكا برمتها.
واعتقد أن كثيرًا من الناس افترضوا أن أمريكا قد وصلت بالفعل إلى الحضيض خلال العامين الماضيين، ولكن بعد ذلك أثبت ترامب أنهم مخطئون من خلال طريقة تعامله مع الجائحة وهذه الاحتجاجات».
وبالإضافة إلى ذلك، هناك حقيقة أخرى مفادها أن النسخة التي يتبناها ترامب من القومية المتطرفة، تشق لنفسها طريقًا بسهولة أكبر مع الانقسامات المتزايدة في البلدان الأخرى، إذ رفع الرئيس الأمريكي صراحةً لواءَ التضامن مع الحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا. ويمكن أن يكون العداء لأمريكا في ظل قيادة ترامب وسيلة للمظالم المحلية أيضًا.
وقال دانييل نيكسون، العالم السياسي بجامعة جورجتاون، خلال ندوة عبر الإنترنت يوم الإثنين، «من المهم أن تكون الترامبوية (السياسات التي يدعو إليها دونالد ترامب) جزءًا من حركة أوسع عابرة للحدود. والاستقطاب السياسي الأمريكي الآن يتماشى مع السياسة في أماكن أخرى».
واستدرك الكاتب قائلًا: لكن الاحتجاجات في الخارج قد تعكس أيضًا الإعجاب الدائم بالولايات المتحدة. عن ذلك، يقول الصحفي البريطاني بن جودا ل تودايز وورلد ريفيو: «يبدو أن أولئك المشاركين في المسيرات الاحتجاجية يظهرون مدى المغزى الأخلاقي لفكرة (أمريكا الجيدة) في أوروبا». وأضاف أن احتجاجات عطلة نهاية الأسبوع في أماكن مثل ميدان الطرف الأغر (ترافالجار) في لندن أو عند بوابة براندنبورغ في برلين يمكن أن تعكس اندماجًا من نوع جديد عبر الأطلسي.
واختتم الكاتب مقاله بقول بن جودا: «ومن المفارقات، أنه مثلما ينهار الغرب الأيديولوجي القديم لمجموعة الدول الصناعية السبع (جي-7) والمثقفين عبر الأطلسي ومراكز الأبحاث التي تركز على الناتو، فإن نوعًا جديدًا من الخبرة عبر الأطلسية، نشأ من عالم إنستغرام وعالم تيك توك الافتراضي، أصبح واقعًا.
وقال علي حرب في تقرير له على موقع «ميدل إيست آي»: إن ثمة جدالًا دائرًا عن الممتلكات العربية في الأحياء التي تقطنها غالبية من الأمريكيين السود، على خلفية الاحتجاجات العنيفة التي تفجرت في الولايات المتحدة تنديدًا بمقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد الشرطة في منيابوليس. وإليكم ترجمة التقرير كاملة:
«أرجوك، أرجوك، لا أستطيع التنفس»، توسل جورج فلويد وهو يلهث من أجل الهواء، بينما كانت ركبة ضابط الشرطة تضغط على رقبته لعدة دقائق حتى فقد حياته.
أثرت حادثة قتل فلويد في مينيابوليس يوم الاثنين على ضمير أمريكا؛ إذ جددت صدمة قرون من الظلم العنصري ووحشية الشرطة ضد الأمريكيين من أصل أفريقي، وأثارت احتجاجات غاضبة في ولاية مينيسوتا، وفي جميع أنحاء البلاد.
7 أفلام تكشف لك تاريخ العنصرية الأمريكية ضد السود
وفي الوقت الذي أحرق فيه المتظاهرون مبنى شرطة «مينيابوليس» ليلة الخميس، برز نقاش داخل المجتمعات العربية الأمريكية حول التضامن مع الأمريكيين من أصل أفريقي ومسؤوليات الشركات المملوكة للمهاجرين في الأحياء ذات الغالبية السوداء.
كانت الشرطة تعتقل فلويد ردًا على مكالمة من متجر عربي مملوك لأمريكيين، اشتبه موظفوه في أن العميل البالغ من العمر 46 عامًا كان يحاول تمرير ورقة مالية مزورة قيمتها 20 دولارًا. أدان أصحاب المتاجر مقتل فلويد بقوة، وشددوا على أنهم يدعمون حركة «أرواح السود مهمة».
لا تزال تفاصيل ما وقع داخل المتجر ضبابية، وليس من الواضح بالضبط من الذي اتصل بالشرطة، ولكن بعض النشطاء يحثون على توخي الحذر بشكل عام قبل الاتصال بالسلطات عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الملونين.
وقال رئيس المجتمع الفلسطيني الأمريكي أحمد أبو زنيد ل«ميدل إيست آي»: إن الحادث المأساوي «درس للتعلم» للشركات المملوكة للعرب، «ما يجب أن نتعامل معه في هذه المرحلة هو الحقائق – والحقائق هي أن الأمريكيين من أصل أفريقي تعرضوا لوحشية غير مبررة من قبل قوات الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية تاريخيًا وفي العصر الحديث، وعلينا أن نكون حساسين لهذه الحقائق».
دعا أبو زنيد إلى بحث الموضوع بين العرب الأمريكيين لنشر الوعي حول العنصرية المؤسسية ضد الأقلية السوداء. أضاف: «ندرك عدم اكتراث النظام بحياة السود».
المتاجر العربية في مناطق الأمريكيين من أصل أفريقي
في جميع أنحاء البلاد، وجد العديد من المهاجرين العرب ذوي الموارد المحدودة ويمتلكون شركاتهم الخاصة سبيلًا متاحًا لفتح متاجر في المناطق الحضرية المحرومة اقتصاديًا، والتي تسكنها غالبية من السود.
لهذا السبب ففي أماكن مثل ديترويت، وشيكاجو، ومينيابوليس، ونيو أورليانز، وسان فرانسيسكو، ليس من غير المألوف العثور على شركات يملكها ويديرها عرب في الأحياء التي يوجد بها عدد قليل من السكان العرب الأمريكيين.
وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي سوء الفهم المتبادل ونقص الحساسيات الثقافية إلى مواقف متوترة وعلاقات معادية بين هذه الشركات والمجتمعات التي تخدمها.
لا يبدو أن هذا هو الحال في «مينيابوليس» مع «Cup Foods»، المتجر الذي وقع فيه الحادث. في الواقع أشاد بعض الناشطين المحليين بالمتجر بسبب مشاركته في المجتمع لأكثر من ثلاثة عقود.
وقال محمود أبو ميالة مالك متجر «كوب فودز» لصحيفة ساهان جورنال: «نحن ندعم حركة حياة السود مهمة. وندين إساءة استخدام السلطة والظلم العرقي. لدينا نظام معطل ويجب إصلاحه».
وفي يوم الخميس أخبر أبو ميالة شبكة «سي إن إن» أن الموظف الذي اتصل بالشرطة كان ببساطة يتبع البروتوكول بعد اكتشاف ورقة مالية قيمتها 20 دولار مشبوهة. وصل الضباط بينما كان فلويد لا يزال خارج المبنى وسُجلت عملية القتل من خلال كاميرا المراقبة الخاصة بالمخزن. وقال أبو ميالة: «ما رأيته كان مدمرًا، لقد كان مدمرًا جدًا، وتعازي لعائلة وأصدقاء جورج فلويد».
في منشور لاحق على «فيسبوك»، شدد صاحب المتجر على أن الاتصال بالسلطات بشأن مسألة غير عنيفة يجب ألا يؤدي إلى وفاة شخص ما. تدعو المبادئ التوجيهية للحكومة الفيدرالية الشركات إلى الاتصال بالشرطة المحلية أو الخدمة السرية الأمريكية عندما تتلقى أموالًا زائفة. كتب أبو ميالة: «دعونا لا ننسى أن ركبة الضابط كانت على رقبة جورج».
الصدمة
سارع بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بإدانة العمل. لكن داود وليد، المدير التنفيذي ل«مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)» بميتشيجان، قال إن أصحاب المحلات الذين يتصرفون بحسن نية يواجهون معضلة عند التعامل مع الجريمة في مؤسساتهم.
قال وليد: «من غير المعقول أن نقول لأصحاب المتاجر فقط التزم بالبروتوكول أو غض الطرف عندما يُزعم أن شخصًا ما يرتكب جريمة، بغض النظر عن لون بشرته. من ناحية أخرى، إذا كان الأمر بسيطًا، أو غير ذي أهمية، أو ربما كان هناك سوء فهم، يجب على مالك المتجر أن يدرك أيضًا أن استدعاء الشرطة لأمر صغير قد يؤدي في الواقع إلى ضرب أو وفاة إنسان».
أضاف وليد أن الأمريكيين من أصل أفريقي أصيبوا بصدمة جماعية بسبب وحشية الشرطة، من قبل الضباط البيض والحراس أيضا؛ مما أسفر عن مقتل أشخاص سود مع إفلات من العقاب.
وأوضح وليد ل«ميدل إيست آي»: «الكثير منا من الأمريكيين من أصل أفريقي، وأنا من بينهم، نعرف أشخاصًا قتلوا على أيدي الشرطة. لدينا تجاربنا الشخصية الخاصة بأحبائنا أو أصدقائنا الذين قُتلوا ظلما من قبل سلطات تطبيق القانون. هناك أيضًا الصور ومقاطع الفيديو المتكررة للأشخاص البيض الذين يقتلون السود ولا تجري إدانتهم؛ مما ينتج نوعًا من الصدمة لدى العديد من الأشخاص. إنه تقريبًا شكل من أشكال اضطراب ما بعد الصدمة».
وبينما كانت العنصرية سائدة في أمريكا منذ جلب الأوروبيون الأفارقة بالسلاسل عبيدًا إلى مستعمرة جيمس تاون البريطانية في عام 1619، فإن عمليات القتل التي ارتكبتها الشرطة الموثقة بالفيديو للرجال السود غير المسلحين أكدت على الفوارق العرقية التي لا تزال موجودة حتى اليوم. وكثيرًا ما يستمر غضب السود على عمليات القتل بسبب عدم الرغبة في إدانة الضباط المتورطين.
ألقي القبض على ديريك شوفين، الضابط الذي ضغط بركبته على عنق فلويد يوم الجمعة، لكن وليد غير متفائل بأن نظام العدالة الجنائية سيقدم المساءلة.
واصل وليد حديثه بالقول: «ليس لدي آمال كاذبة في أن تتم إدانة هؤلاء الرجال، على الرغم من أنني، مع المدافعين الآخرين، سنواصل الكفاح من أجل العدالة». وحث على تثقيف أصحاب الأعمال العرب حول المجتمعات التي يعملون فيها. ودعا إلى تضامن العرب الأمريكيين والمسلمين مع الأقلية السوداء، مشيرًا إلى حالة ياسين محمد، وهو أمريكي سوداني أصيب برصاصة قاتلة على يد الشرطة في جورجيا في وقت سابق من هذا الشهر.
قال وليد: «إنه مسلم وعربي وأسود. وربما يكون هذا جزءًا من العملية التعليمية التي يجب أن تتم داخل ذلك الجزء من الجالية المسلمة هنا في أمريكا».
التضامن
أثارت الأحداث في مينيابوليس دعوات للتضامن من العديد من الجماعات العربية الأمريكية والمدافعين عنها. أصدرت اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز يوم الخميس بيانًا شديد اللهجة ينتقد العنصرية المناهضة للسود.
جاء في البيان «على الرغم من أن لدينا بعض النضالات المشتركة، يجب علينا أيضًا أن نعترف بأن الوقت قد حان الآن للاستماع إلى الأمريكيين السود والمدافعين عنهم حول تجاربهم الفريدة، وكيف يمكننا دعم نضالنا الجماعي ضد الظلم على أفضل وجه. ومن واجبنا أيضًا كأمريكيين عرب أن نثقف أنفسنا بشأن النضالات التي يواجهها إخواننا وأخواتنا السود، وكيف يمكننا أن نقوم بدورنا في معالجة معاداة أصحاب البشرة السوداء».
وأضاف: «يجب علينا أن نسأل أنفسنا أيضًا هل فعلنا ما يكفي لتخليص مجتمعنا من مناهضة السواد والعنصرية؟ ماذا نفعل في منازلنا وأماكن العبادة وشركاتنا لمحاربة هذا؟ تذكر أن الأمر يبدأ معنا. دعونا نجري هذه المحادثات الصعبة ونقف ضد التعصب». هناك تاريخ طويل من التعاون السياسي بين الناشطين العرب والسود في أمريكا – خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
أيد مفكرون سود بارزون، من بينهم أنجيلا ديفيس، وكورنيل ويست، ومارك لامونت، حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، التي تسعى إلى الضغط على إسرائيل اقتصاديًا لإنهاء انتهاكاتها ضد الفلسطينيين.
في عام 2014 خرج ديفيس مع العديد من المدافعين الأمريكيين من أصل أفريقي لدعم الفلسطيني رسمية عودة، التي كانت تحاكم بتهمة إخفائها في طلب التجنس الأمريكي الذي قدمته لها بأنها سجنت في إسرائيل.
قال حاتم أبوديه، المدير التنفيذي ل«شبكة العمل العربي الأمريكي (AAAN)» ومقرها شيكاجو، حيث عملت عودة قبل مغادرة البلاد في عام 2017 بعد خسارة معركة قانونية طويلة، إن المجموعة لها تاريخ طويل من العلاقات القوية مع المجتمع الأسود. وقال إنه منذ تأسيس (AAAN) في عام 1972، أدرك قادتها أن «تحريرنا متشابك مع تحرير المجتمعات المضطهدة الأخرى».
أوضح أبو دية ل«ميدل إيست آي»: «إن أهم نضال في هذا البلد هو النضال من أجل تحرير السود، وهو يتجلى اليوم في النضال من أجل مساءلة الشرطة ضد العنف». لدى (AAAN) مبادرات مشتركة مع تحالف شيكاجو ضد العنصرية والقمع السياسي، وهي مجموعة ناشئة أمريكية أفريقية رائدة في المدينة.
تفاعلات يومية
إن التضامن بين النشطاء لا ينعكس بشكل كامل في التعامل اليومي بين العرب والأفارقة الأمريكيين.
قال أبو ديه: «نعلم أن العلاقة بين قيادة تحالف (AAAN)، وقيادة تحالف شيكاغو جيدة لأننا نتشارك القيم والمبادئ النظرية والأيديولوجية»، مضيفًا أن «هذا لا يعني أن البسطاء في المجتمع العربي، ونظراءهم في مجتمع السود يتشاركون تلك الأفكار العلاقات». لهذا السبب أدان تحالف (AAAN)، وحذر من الشائعات حول التلاعب بالأسعار من قبل أصحاب المتاجر الأمريكية العربية بعد اندلاع أزمة الفيروس التاجي.
صرح أبو ديّة لموقع «ميدل إيست آي»: «لقد تحدثنا علنًا عن العنصرية المعادية للسود في مجتمعنا. وندرك أنها قضية نحتاج إلى الاستمرار في النضال من أجلها». كما حث على تحدي الحوادث العنصرية واللغة داخل المجتمعات العربية، بما في ذلك استخدام كلمة عبيد لوصف الأمريكيين الأفارقة. ومن ناحية التجارة، قال إنه يجب على أصحاب المتاجر إعادة استثمار الأموال في المجتمعات التي يستفيدون منها.
وقال: «هناك شهادات مفزعة عن كيفية معاملة الناس في مجتمع السود من قبل أصحاب الأعمال لدينا والأمن الذي يستخدمونه. ولكن هناك بعض التطورات الإيجابية التي تعد أمثلة جيدة للجميع لاستخدامها – وهي توظيف أشخاص من المجتمع، وتوظيف الأمن، إذا كنت بحاجة إليه، من المجتمع، والاستثمار في فريق البيسبول المحلي».
وردد الناشط العراقي الأمريكي محمد باقر محيي الدين تعليقات أبوديه، قائلًا إنه شاهد على مدى سنوات من العمل في محطات الوقود في الأحياء السود في ديترويت ونيو أورلينز أمثلة رائعة وأخرى رهيبة. وقال محيي الدين ل«ميدل إيست آي»: «أصحاب المحلات الذين لا يحترمون المجتمع الذي يخدمونه يجب ألا يعملوا في هذا المجتمع في البداية».
من جانبه قال أبو زنيد، الفلسطيني الأمريكي: إن التضامن السياسي والتفاعل اليومي بين العرب والأفارقة الأمريكيين مرتبطان، «دعونا نبنِ العلاقات داخل الجاليتين السوداء والعربية الأمريكية على أساس يومي، ونكتشف سبل العيش معًا. وهذا يعزز الطريقة التي نتمكن بها من التضامن مع فلسطين، ويعزز الطريقة التي نتمكن بها مع حركة حياة السود مهمة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.