القوى السياسية في صنعاء .. في هذه المرحلة متحدة ومتراصة ضد العدوان الغاشم .. وهي تحقق انجازاً مهماً عنوانه : وحدة الصف ورفد الجبهات وتقوية المشاعر ضد تحدٍ صهيوني يستهدف الامة بكاملها واتخذ من صنعاء طريقه الى كسر ارادة امة بكاملها.. ولكن شاء الله واختار العدوان صنعاء ليكسر الصف الاشد صلابة لكي يتحقق له سهولة ابتلاع المنطقة بكاملها .. واختار اليمن ليس اعتباطاً أو كان اختياراً عشوائياً , وانما لأسباب موضوعية عديدة .. اولى هذه الاسباب ان صنعاءواليمن خزان بشري قوي رافد للامة في مختلف التحديات التاريخية والمصيرية .. اليمن كانت رافد الاسلام في فتوحاته , قدمت قوافل عظيمة متدفقة في كل الفتوحات الاسلامية , وكانت الصف الاول في كل المواجهات والمعارك التي خاضها الاسلام والمسلمون وفي العصر الحديث , كان لليمن حديثها القوي ضد الصهاينة ومواجهة غطرسة الصهيونية العالمية .. اليمن .. كانت احدى الثلاث الدول التي اتحدت في الجمهورية العربية المتحدة وقدمت النموذج المشرف .. هذه واحدة من الاسباب التي جعلت الصهيونية العالمية تضعها كهدف من زمن طويل مضى .. وها هي اليوم تكشف عن تلك النوايا .. والمقاصد الخبيثة للعدوانية ولذا .. فان اسباب اخرى أيضاً جعلت الصهيونية العالمية ومن خلفها امريكا الشيطان الأكبر منها: الموقع الاستراتيجي في المدخل الجنوبي للبحر الأحمروهذه أهم المعطيات الاستراتيجية فكان على الصهيونية العالمية ان تركب على راس محمد بن زائد ومحمد بن سلمان لتحركهما الى مدخل البحر الاحمر , وخاصة انه بعد ثورة 21سبتمبر 2014م استشعرت الصهيونية العالمية خطورة ان تمتلك اليمن القرار الوطني السيادي وتتخلص من الوصاية الاقليمية السعودية التي كانت ترى فيها الصهيونية العالمية ضمانة لها , وحماية " لتل أبيب " .. ولهذا السبب أيضاً تحركت الصهيونية العالمية ووجهت اوامرها لوكلائها في المنطقة ليسارعوا في شن حرب عدوانية وكانت التوجيهات اقتلاع هذه الثورة ونسف رموزها , واعادة " الركائز العميلة "السابقة أو تنصيب عمالة جديدة وفرض هيمنة , لان ثورة 21سبتمبر سوف تقلب موازين المنطقة بما تحمله من رؤية جديدة تقلب المفاهيم السابقة , وفرض مفاهيم اليمن القوي المتحرر من الهيمنة والوصاية .. ومعنى ذلك ان تل ابيب ستكون امام تحديات جديدة , ولن تجد مهادنين لمساراتها التوسعية ولفرض تواجدها كرقم مهم ومسيطر على الشرق الاوسط .. وعلى هذا المنطق ادركت القوى السياسية حقائق هذه التحديات الجيوسياسية التي يفرضها العدوان ومن يقفون خلف العدوان , فكان اصطفافها ضرورياً وحتمياً وطوعياً ومثل هذا الاصطفاف اضافة قوة الى مصادر قوة المدافعين عن الحق والقيم , وفي ماقا بلها قوى انبطحت للعدوان وقبلت ان تكون غطاءً للعدوان , وفقدت كل شرعية لها .. بل انها فقدت تماسكها ومصدر مبررها لمواجهة قيادة صنعاء .. ونعني قيادة المجلس السياسي الاعلى الاطار الذي استطاع ان يوحد الجهود والقدرات ويكون ملتقى مهماً لا مال الأمة في ظل رعاية مهمة من قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي .. القائد الذي مثل المرجع الحكيم لكل اليمنيين .. والقائد الفعلي الذي ادار المواجهة التاريخية باقتدار وكفاءة عالية ودهاء وشجاعة نادرة .. وإذا جئنا اليوم الى تقييم العملية السياسية في اليمن فان الموضوع تشعب ويحتاج الى جهود اكبر , ولكن يبقى من المهم ان نشير اليها من باب ايضاح القضايا وان نشيد بالقيادات السياسية والحزبية والتي اعلنت موقفها الداعم للوطن وللجيش واللجان الشعبية في وجهه الهجمة العدوانية الصهيونية.