الجيش واللجان الشعبية الذين واجهوا أعتى وأجرم تحالف عدوان عرفته البشرية في تاريخها المعاصر, وانتصروا لحق شعبهم في الوجود على أرضه ووطنه الكامل السيادة والموحد والمستقل هم قادرون اليوم على مواجهة تحديات ومؤامرات ودسائس هذا التحالف, والتي لم تكن إلا ألاعيب اختبرها وجربها وتعامل معها أبناء اليمن طوال عقود تمكنت من إبقاء هذا الشعب الحضاري العظيم ضعيفاً ومخترقاً بالعملاء الذين شكلوا تحالفاً لحكم اليمن برعاية النظام السعودي ومن خلف الرياض كانت واشنطن ولندن وتل أبيب, فكانت التبعية والوصاية والسيطرة والهيمنة على القرار السياسي اليمني.. أما اليوم وبعد التضحيات الجسام وقوافل الشهداء الأبرار لأبطال الجيش واللجان الشعبية الميامين الذين صنعوا بدمائهم الزكية نصراً يعيد اليمن إلى ذرى مجده الحضاري الذي يمتد من الماضي العريق إلى المستقبل الواعد بالتحولات الكبرى التي ستضعه في المكانة التي يستحقها هذا الشعب.. لقد بات واضحاً أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني قد هزم هزيمة ماحقة أمام صبر وصمود وتضحيات اليمانيين, بيد أن تحالف الشر يعود من جديد لتحقيق أطماعه إلى ألعابه القديمة وبأشكال جديدة, وفي هذا السياق كان توزيع الدوار في صراعات أدوات العدوان ومرتزقته العبثية في إطار سيناريوهات لم تكتمل مشاهدها الهزلية والمأساوية والمضحكة في الوقت ذاته.. وعلى نفس المنوال جاءت الوساطات الأمريكية البريطانية لتنتهي إلى مفاوضات برعاية سعودية بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي وحكومة الفنادق, والتي في مضمونها تمهد لإنهاء ذريعة العدوان المتمثلة بشرعية الفار هادي والدخول في مسار تآمري جديد لما بعد وقف العدوان مؤشراته واضحة في تبادل الأدوار وانتقال احتلال عدن والجنوب من الإمارات إلى السعودية لفرض مشروع التقسيم بالمؤامرة بعد أن فشل بالحرب العدوانية بهدف استمرار الحروب والصراعات العبثية التي تبقي اليمن ضعيفاً وممزقاً إلى كيانات كنتونية مناطقية وطائفية ومذهبية وجهوية, وهذه هي المضامين التي حملها ما يسمى باتفاق جدة التآمري المشبوه الذي مظاهره تتجسد بما تقوم به السعودية من الدفع بتفجير الأوضاع في محافظة تعز في إطار سيناريوهات ما بعد هذا الاتفاق.. الجيش واللجان الشعبية وقيادة الوطن الثورية والسياسية والعسكرية التي واجهت تحالف العدوان وانتصرت عليه هي اليوم قادرة على تحقيق النصر على كل أشكال حرب هذا التحالف القذرة, والتي إن أصر على الاستمرار فيها وبتلك الأساليب التآمرية فعليه أن يستعد لدفع أثمان باهظة لم تكن في حسبانه وهو ينتقل بهزيمته من تكتيك المواجهة العسكرية إلى تكتيك مؤامراته الخبيثة التي نحذره منها ونحذر عملاءه ومرتزقته وأدواته الداخلية من عواقبها الوخيمة التي هذه المرة لن يتمكنوا من الخروج من مستنقعها, والتي ستغرق معهم مملكتهم الرخوة ومشيخياتهم الزجاجية الهشة.. لهذا ننصحهم بإدراك حقيقة أنهم أمام يمن جديد حاضره ومستقبله لن يكون كما كان في السنوات والعقود العجاف.. فلا خيار إلا السلام الجاد والمسؤول أو النهاية الحتمية لكل قوى الشر ومشاريعها التآمرية الإجرامية الماكرة والخبيثة.. فإن لم تستوعبوا الدروس وتأخذوا العبر فأنتم تصنعون نهايتكم المخزية بأيديكم!!