صحيفة إسرائيلية كشفت عن تفاهمات بين اسرائيل والانتقالي وقد اعترف الانتقالي بذلك. بالله عليكم كم مرة كتبت أن الانتقالي ليس لديه مبادئ ولا قيم ولا حتى أهداف محددة؟ ومن جهة ثانية كم انا معجب ومندهش من الموقف "الجرئ" و "القوي" جداً للفار عبدربه وحكومته تجاه سيطرة الإمارات على سقطرة (باسم الانتقالي طبعاً) فقد "أدان" الفار وحكومته سيطرة الانتقالي على سقطرة! تصوروا؟ "أدانوا"! لا مش معقول فما هذه الشجاعة والمرجلة يافار؟ حتى لم تجرؤ على ذكر الإمارات قبحك الله وماذا ننتظر ممن هربتهم السعودية من صنعاء في ملابس الحريم؟! وبإمكان الإمارات وإسرائيل والسعودية أن يأخذوا الجنوب كله فليس به رجال يدافعون عنه والجهة الوحيدة التي سترفض ذلك وتقاومه هم أنصار الله لكن لا تستطيع حالياً مقاومة ذلك عسكرياً لأكثر من سبب أهمها طول المسافة بين قواتها وسقطرة وحضرموت والمهرة. السعودية قائدة التحالف العسكري لإسقاط سلطة أنصار الله فشلت في ذلك طوال 5 سنوات (ومنذ غارات اليوم الأول وتجاوزت 200 غارة على صنعاء كتبت وكررت ربما مائة مرة بأن صنعاء لن تسقط بيد التحالف وأن قوة سلاحه الجوي المعتمد على أمريكا مع عدم وجود دفاع جوي يمني فعال لن يؤدي لسقوط صنعاء فعسكرياً يكون العامل الحاسم هو الجيش أي القوات البرية فلا جدوى من القصف الجوي نهاراً وليلاً وقواتك البرية تعجز عن التقدم، وصنعاء تقع بهضبة جبلية ترتفع نحو 8 آلاف قدم فمن الصعب جداً أن تصعد اليها قوات معادية) حتى اصبح التحالف مقتصراً على السعودية والإمارات وهما الآن وبعد امتلاك صنعاء للطائرات المسيرة وبالذات بعد الضربة الشديدة لمنشآت أرامكو، ترغبان في الخروج من حرب اليمن ليس فقط بما يحفظ ماء الوجه ولكن ايضاً بتعويض خسائرهما المالية الضخمة وأزيد ، وهذا التعويض والأزيد سيقدمه الجنوب اليمني رغماً عن أنفه فهو لا يمتلك قوة سياسية وعسكرية تستطيع الدفاع عنه وما يدوشنا به الانتقالي وصحافة عدن التافهة عن "القوات المسلحة الجنوبية" ليس إلا أصوات جعجعات بدون طحين وهي في الأصل مليشيات شكلتها الإمارات ودربتها وسلحتها وتنفق عليها وتوجهها فليست قوات وطنية. اعتقد أن التكلفة المالية التي ستطالب بها الرياض 20 مليار دولار وذلك في ضوء ما تعلنه بين الوقت والآخر من إنفاق على اليمن حتى انها احتسبت ملياري دولار كنفقات ضيافة في 3 أعوام الاولى للفارين اليمنيين اليها منذ 2015م! وهناك 3 مليارات كوديعة لدكان هادي بعدن المسمى زيفاُ بنك مركزي ، ومنذ ايام قالت الرياض انها انفقت 17 مليار دولار منذ بدء الحرب! والإمارات ستطالب بنصف ما ستطلبه السعودية ولأنه يستحيل مطالبة صنعاء بسداد ذلك فصنعاء هي التي يحق لها أن تطالب بتعويضات عما دمره العدوان على اليمن ، لذلك لابد أن الرياض وابوظبي ستعملان على أن يدفع الجنوب اليمني تكلفة حربهما على اليمن وذلك من عوائد نفط وغاز حضرموت وشبوة واقتطاع جزيرتي سقطرة وميون وأجزاء من أراضي حضرموت وشبوة والمهرة. هل علم أحدكم أو تساءل لماذا استدعت الرياض رئيس الانتقالي برمضان وكان قابعاً بالإمارات مع هيئة رئاسة مجلسه ممنوعين من وضع أقدامهم داخل الجنوب فأمرته الرياض بالانتقال اليها ولا يزال لليوم قابعاً هناك منذ نحو شهر؟ ذلك ليس إلا لإنجاز ترتيب اوضاع الجنوب على النحو الذي ذكرته آنفاً ولابد من تبصيم مكونات "يمنية" وأولها عبدربه هادي وقوى تدّعي تمثيلها للجنوب وأولها عيدروس الزبيدي على الترتيبات وسيبصمان مثلما بصما على اتفاق الرياض بنوفمبر 2019 وفيه اعترف الانتقالي بيمنيته وبيمنية الجنوب وبشرعية رئاسة عبدربه وهو ما يتناقض وينسف مجدداً كل ما يزعمه عن أن هدفه استعادة الدولة الجنوبية (وهو هدف "أهبل" فيستحيل تحقيقه). وفي الرياض لا يفاوضون هادي والزبيدي والجفري والسلاطين السابقين ولا حتى يناقشونوهم أو يستمعون لآرائهم وإنما يأمرونهم فهم جاهزون للقبول فوراً بما تراه الرياض.