والآن... لماذا هذا المقال سيتناول سراً عظيماً لم يتناوله الكثير من الباحثين سواءً الإسلاميين أو الثقافيين؟.. السبب هو ذلك الجفاف الذي أوصلت إليه الثقافة المغلوطة تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. الذي أفضى إلى التحسس تجاه الاحتفاء بمولده الشريف.. الذي لا بد ان يكون الشيطان قد أخذ الكثير من المؤمنين إلى الخوف من تعظيم النبي وحب آل بيته بحجة أن ذلك قد يقودهم إلى الشرك والعياذ بالله.. و البرنامج الشيطاني يأخذ الناس ويصور لهم وجوب تعظيم الزعماء والملوك والقادة دون أن يشعروا بخطورة ذلك وفي هذا السياق يدخل فكر ابن تيمية وغيره من المفكرين.. الذين أدى فكرهم إلى تشبع الناس بالثقافة والحركة الثقافية المغلوطة.. وهذا ما يسعد إبليس وأعوانه. قال تعالى: ((فما لكم في المنافقين فئتين)) صدق الله العظيم. والحقيقة أن آيات الله قد تناولت موضوع النفاق وحركته الثقافية في أغلب وآيات البيان القرآني ليس لما يمثله ذلك من ضرر على الأمة فقط، ولكن لأن الله يعلم أن إبليس الذي توعد بوقوفه أمام الخط المستقيم للبشر من غير عباد الله المؤمنين، وهذه أهم برامجه وخططه.. لذلك نجد الكثير من النفوس المستكبرة تستكثر عيداً للنبي الخاتم عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.. ليس بحجة بيّنة ولكنها رعونات النفس المتغذية ببرامج الشيطان والتي لا يدرك المرء كنهها. لكن القارئ قد يقول ما هو السر الأعظم الذي أشرت إليه في عنوان المقال؟. فأقول إن الغاية من الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هي لاشك تعظيماً وتكريماً وإجلالاً لمن أنقذ الأمة من الضلال وبيّن لها نور الله وسبيله المستقيم.. وهذه الغاية الأولى.. ولكن هناك غاية تجرنا في هذا الزمان الى الخضوع لها.. وهي توجب أن نبرئ النبي الأعظم من هذا الدين المستنسخ، الذي تنتجه السلطات والحكومات الظالمة بنشر الثقافة المغلوطة، لأن دين الله ليس فيه عداوة وبغضاء لا قطعاً للرؤوس وقتلاً للأبرياء باسم الله، وسيرة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بريئة منها.. لأن دين الله هو السلام والخير والتسامح والصدق وإقامة الحق والعدل بين أفراد الأمة والإنسانية جمعاء، لأن هذا الدين والنبي الذي بعث للناس جميعاً وكذلك بيان كتاب الله للعالمين يؤكدان ذلك.. ولكننا لا ريب سنجد صعوبة في هذا لأن الثقافة المغلوطة قد استشرت في الأمة ووصلت في بعض الأوقات إلى شرايين القلوب التي ختم الله عليها، فهي كالحجارة أو أشد قسوة.. لا تقبل الحق.. ولا تصغى إليه.. والحقيقة أن جيلاً صاعداً سيكون اللبنات الأولى في هذا العصر والتي وضع أساسها رجال الله لتكون النواة التي ستحول الذرات الالكترونية إلى مستويات متساوية من الطاقة لتنير عقول الأجيال القادمة بنور الله الذي ليس كمثله شيء.