لمن يجهل قيمة الإنتقالي    فضيحة قناة الحدث: تستضيف محافظ حضرموت وتكتب تعريفه "أسامة الشرمي"    ريال مدريد يثأر من السيتي ويجرده من لقب أبطال أوروبا    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    حضرموت تستعد للاحتفاء بذكرى نصرها المؤزر ضد تنظيم القاعدة    الجنوب ومحاذير التعامل مع العقلية اليمنية    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "سيضيف المداعة في خطبته القادمة"...شاهد : خطيب حوثي يثير سخرية رواد مواقع التواصل بعد ظهوره يمضغ القات على المنبر    ثلاث مساوئ حوثية أكدتها عشرية الإنقلاب    فيديو اللقاء الهام للرئيس العليمي مع عدد من كبار الصحفيين المصريين    "ليست صواريخ فرط صوتية"...مليشيات الحوثي تستعد لتدشين اقوى واخطر سلاح لديها    دوري ابطال اوروبا ... ريال مدريد يطيح بمانشستر سيتي ويتأهل لنصف النهائي    اليمن: الكوارث الطبيعية تُصبح ظاهرة دورية في بعض المحافظات الساحلية، ووزير سابق يدعو لإنشاء صندوق طوارئ    على رأسهم مهدي المشاط ...ناشطة حوثية تدعو إلى كسر الصمت حول قضية السموم الزراعية في اليمن    مأساة إنسانية: صاعقة رعدية تُفجع عائلتين في تعز    الرئيس الزُبيدي يطمئن على الأوضاع في محافظة حضرموت    العين الاماراتي يسحق الهلال السعودي برباعية ويوقف سلسلة انتصارات الزعيم التاريخية    حكومات الشرعية وأزمة كهرباء عدن.. حرب ممنهجة على الجنوب    سحب العملة الجديدة في صنعاء... إليك الحقيقة    رافقه وزيري العمل والمياه.. رئيس الوزراء يزور محافظة لحج    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    رافينيا يوجه رسالة حماسية لجماهير برشلونة    استقرار أسعار الذهب عند 2381.68 دولار للأوقية    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    أنس جابر تنتزع تأهلا صعبا في دورة شتوتجارت    محافظ المهرة يوجه برفع الجاهزية واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية تحسبا للمنخفض الجوي    وفاة وإصابة 162 مواطنا بحوادث سير خلال إجازة عيد الفطر    أمين عام الاشتراكي اليمني يعزي الرفيق محمد إبراهيم سيدون برحيل زوجته مميز    إيران: مدمرة حربية سترافق سفننا التجارية في البحر الأحمر    توكل كرمان تجدد انتقادها لإيران وتقول إن ردها صرف انتباه العالم عما تتعرض له غزة    عن صيام ست من شوال!    مصر: ختام ناجح لبطولة الجمهورية المفتوحة " للدراجون بوت "ومنتخب مصر يطير للشارقة غدا    حزب الإصلاح يكشف عن الحالة الصحية للشيخ ''الزنداني'' .. وهذا ما قاله عن ''صعتر''    أبناء الجنوب يدفعون للحوثي سنويا 800 مليون دولار ثمنا للقات اليمني    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وفاة طفل غرقًا خلال السباحة مع أصدقائه جنوبي اليمن    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    محافظ عدن يلزم المنظمات باستصدار ترخيص لإقامة أي فعاليات في عدن    مصير الأردن على المحك وليس مصير غزة    من هم الذين لا يدخلون النار؟.. انقذ نفسك قبل فوات الأوان    نيابة استئناف الامانة تتهم 40 من تجار المبيدات والأسمدة بارتكاب جرائم بيئية وتعريض حياة الناس للمخاطر    خطة تشيع جديدة في صنعاء.. مزارات على أنقاض أماكن تاريخية    الكشف عن آخر تطورات الحالة الصحية للفنان عبدالله الرويشد    ارنولد: انا مدين بكل شيء ل كلوب    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يخالف التوقعات ويُحرج دفاع الاتلتيكو برباعية    الضالع: القوات المشتركة تُحافظ على زخم انتصاراتها وتُحبط مخططات الحوثيين    بعد تراجع شعبيتهم في الجنوب ...المجلس الانتقالي الجنوبي يعتزم تعيين شخصية حضرمية بديلاً عن عيدروس الزبيدي    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    حكم الجمع في الصيام بين نية القضاء وصيام ست من شوال    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وُلد الهدى فالكائنات ضياءُُ

تحتفي أمتنا الإسلامية بمولد نبينا الكريم، محمد صلوات الله وسلامه عليه في ظل استعدادات مكثّفة ووفود كبيرة تصل لأجل أن تحيي مولده النبوي الشريف، وها نحن اليوم نقترب رويداً رويداً من ذكرى مولده، وحينما نذكر نبينا الكريم في هذا المولد تنبعث فينا الذكرى والحنين, للرجوع بذاكرتنا إلى سنة (571) حيث بدأت المتغيرات, ووجود شريان الحياة ليبسط لنا أفق حياة أوسع، وإلى الرقي بعقلية الإنسان, وفكّها من أسر الشهوات الذاتية, غيّبت تلك التحولات ومن صنعوها, وبات أمرها أسير الخلافات التي أضاعت نكهة هذا اليوم.. بعد تطويق حياة الناس بقيد الجاهلية وما خلّفته, وفك شراع الظلمة المغطاة بعقول لا تعترف بالحقوق الإنسانية التي تفرضها الإنسانية وبكل حين, في تلك الحقبة المضطهدة عقلياً وروحياً, يعج النور الإلهي بخير البشرية، وارتقى بالنفوس المنحطة, وكان مولده حضوراً للثقافات الإسلامية والربيع العالمي، صبيحة (يوم الاثنين) استبشر العالم بمجيء خير خلقه, الذي بث فيه روح الآداب, وتمّم له مكارم الأخلاق, في حقبة يعتليها السفه والطيش والغضب وبعض سفاسف الأمور, فبمجيئه خُتمت الرسالات, وانبثقت المعجزات الإلهية لتسطّر بداية الحياة الجديدة التي خرج إلى حضنها, خمدت ديانات ونيران، وأشعلت بريق الحياة المنتظرة لأولئك الذين جعلتهم الإنسانية حينها بمعزل عن الخلق .. «صحيفة الجمهورية» عاشت هذه الطقوس والمشهد الديني ونقلت صورة من جانب الاستعدادات التي تجري للاحتفاء بمولد المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وخرجت بالآتي.. فإلى الاستطلاع..
«نلتقي من أجل رسول الله»
الشيخ عبدالله أبو معصار بن سفيان في مدينة الحديدة والذي يعد للاحتفال بمولد نبينا الكريم قال إن هذه المناسبة الاحتفائية هي من أعظم الاحتفائيات التي نحييها، لأننا نعيش مع رسول الله الذي جاء إلينا رحمة لنا وهو الذي سيكون شاهداً علينا وشفيعاً لنا، ويجب علينا أن نتذكّر قول الله تعالى «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليماً»..فيكفينا أن نلتقي من أجل أن نصلّي على رسول الله ونتذكّر قول رسول الله «من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً».. فأدعو كل محبّي رسولنا إلى الاحتفاء بمولده.
وقد دعا الشيخ الحبيب سالم الجنيدي الأمة الإسلامية لإحياء مولد النبي الأعظم محمدٌ عليه الصلاة والسلام، حيث وأن هذه المناسبة الدينية العظيمة التي تجمع أبناء الأمة العربية الإسلامية احتفاءً بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي تعد من الليالي المباركة كونها ليلة مولد الرسول “محمد (صلى الله عليه وسلم)”، وتذكّرنا بسيرته العطرة مشدداً على ضرورة إحياء مثل هذه المناسبات الدينية التي تذكّرنا بوحدة الأمة الإسلامية، وروابط الصلة والرحمة والالتفاف بينها بعيداً عن الاحتفالات التي تسيء إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
كي تعود الثقة بين الأمة الإسلامية
وحثّ الحبيب سالم الأمة الإسلامية عبر «صحيفة الجمهورية» على الاحتفال بربيع النور وربيع المحبة ربيع البركة كي تعود المحبة والثقة بين الناس، لأن الثقة في الأمة الإسلامية منزوعة ولماذا انتزعت؟ لأننا ابتعدنا عن النبي وابتعدنا عنه وبعد عنا ونحن الآن نقول للأمة انتهت الآن الشركيات والبدعيات ونحن الآن في بدعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محبته سائلاً المولى عزّ وجل أن يكتب الأجر لجميع المسلمين وأن يعيد الأمة الإسلامية إلى رشدها.
وقد أشار الحبيب سالم الجنيدي إلى أن هناك احتفائية كبيرة يقيمها دار الخير لتعليم القرآن الكريم والدراسات الإسلامية الاحتفال السنوي لذكرى مولد الرسول الأعظم على صاحبه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم في قاعة أرض الأحلام من يوم الجمعة ستقام على مدى ستة أيام أول يوم سيكون في زبيد وبعدها في أرض الأحلام والمراوعة والدريهمي وبيت الفقيه وكذلك وادي سهام، وسيتم فيها تناول وجبة العشاء وإحياء المولد من ذكر صلوات على نبينا وحبينا نبي الرحمة والبركة.
شفيعنا يوم القيامة
المنشد مراد محمد المرادي، أحد منشدي أبناء مدينة الحديدة قال إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم مناسبة عظيمة يجب علينا أن نحييها وأن نكثر من الصلاة على نبينا الكريم ونجتمع لأجل الذكر، حيث وإننا بهذه المناسبة نشعر بارتياح كبير ونحن نحيي المولد النبوي، ويجب على كافة المؤمنين أن يستشعروا أهمية الاحتفاء به ورسولنا الكريم بعثه الله رحمة للعالمين وهو شفيعنا يوم القيامة، فلماذا لم نعظّم مثل هذه الليالي المباركة تحت لواء نبينا خاتم الأنبياء على أفضل الصلاة وأتم التسليم.
مضيفاً: إن التغنّي بذكر الله ورسوله يُثلج الصدر وله شعور غريب ينتابني عند سماع تلك الأصوات التي تردّد بذكر تلك الطقوس الروحانية.
ميلاد خير البشرية
من جانبه عمر أحمد الأهدل قال: هي ذكرى عظيمة لتعظيم شأن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وما أجمل أن نجتمع في هذا المولد أن نحييها، مشيراً إلى أن دخولك مع الصوفية تجد الذكر والصلاة على النبي وتجد نفسك بأن وقتك لا يُهدر وأن الحياة أجمل مع من يعشقون حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبر الاحتفاء بمولد نبي الأمة.
لأني أحبّك يا نبي الله وخاتم رسله
لأن يوم ميلادك كان نوراً على البشرية
لأن ربّ العزة اختصّك لتغيّر مجرى تاريخ الإنسانية..
سأشارك في إحياء مولدك يا حبيبي يا خير خلق الله، صلى الله عليه وسلم.
مشاركه المسلمين بالذكرى
الأستاذ - فؤاد الجيلاني يقول: إن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف يعتبر فرضية علينا نحن المسلمين وفاءً لنبينا العظيم، محمد صلى الله عليه وسلم وإنه مما يغمر قلوبنا فرحاً ويمتلك مشاعرنا سروراً مشاركتنا لإخواننا مسلمي العالم في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لها أكبر الأهمية في التاريخ وأعظم الأثر في النفوس، تلك مناسبة ذكرى بزوغ شمس الحق وإشراق نور الحقيقة بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين، وبعثه إلى خلقه متمماً لمكارم الأخلاق، مشيداً لصرح العدالة، ناصباً معالم الهداية حالاً ألغاز الكون، كاشفاً عن أسرار الحياة، ذلك عبدالله ورسوله وحبيبه وصفيّه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يعرف التاريخ ولن يعرف له مثيلاً من البشر في كمال خلقه وخلقه وفي الاتصاف بأرقى ما يتصوّره العقل من صفات المخلوقين ونحن على نهجه يجب أن نسير.
الخلاف بسيط
الشيخ أحمد حميد عبد العزيز- شيخ علم يقول وُلد النبي (يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول) وهو يوم عظيم وجليل يعتز به المسلمون, بل العالم بأسره للمعجزات التي حصلت وغيّرت تاريخ الإنسانية, وأعطتنا رصيداً هائلاً من الثقافة الروحية والعقيلة التي كرّمت الإنسان، ويضيف: قد تختلف بعض الجماعات في كيفية الاحتفال بهذه المناسبة ولكل جماعة طريقتها الخاصة، فهناك من يحييها بالبروتوكولات والمنشورات والبعض الآخر بالمولد وهي أشعار مهذبة تحوي سيرة النبي ومعجزاته منذ ولادته إلى وفاته, فاليهود كانوا يخصّصون عبادة ليوم أغرق الله فرعون, ونجى موسى عليه السلام, فكانوا يصومونها ومن باب أولى نحن يجب أن نظهر الفرحة بالتعبّد والصوم وبشتى الطرق التي لا تخل بسيرته، بعيداً عن الصراعات التي يؤجّجها الغرب بين المسلمين.
لمدة أسبوع
من جانبه أوضح سعد الدعير - المنسق الإعلامي للاحتفال بمولد الرسول الأعظم على صحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم والذي سيقام بمحافظة الحديدة برعاية الله ثم السيد الحبيب سالم الجنيدي في المحافظة بقوله: هناك احتفال سنوي بهذه الذكرى السنوية العظيمة الموافقة للثاني عشر من ربيع الأول، يوم مولد النبي الأعظم صلوات الله عليه وسلم وهو يُقام سنوياً منذُ 12 عاماً برعاية السيد الحبيب الجنيدي في المحافظة وندعو الجميع من خلالكم إلى الحضور للمشاركة للاحتفال وتناول وجبة العشاء الذي سيقام بقاعة أرض الأحلام بالمدينة يوم السبت الموافق 3/ 1/ 2015 م بعد صلاة المغرب وبحضور عدد من الوفود التي تشاركنا سنوياً من داخل الوطن من حضرموت وتعز وعدد من المحافظات الأخرى ومخارج الوطن أيضاً من ماليزيا وإندونيسيا والأردن وعدد من الدول الإسلامية والعربية.
مؤكداً أن الاحتفال يستمر لمدة تزيد عن أسبوع يبدأ أول يوم في مديرية زبيد بتاريخ 2 / 1 /2015م الموافق يوم الجمعة لهذا العام، يليه المهرجان الجماهيري الكبير بحضور الضيوف من خارج المحافظة واليمن، وسيقام في مدينة الحديدة يوم السبت ليلة ال 12 من ربيع الأول وسيقام بمديرية المراوعة، ومديرية الدريهمي، وبيت الفقيه، ووادي سهام، وسيختتم الاحتفال بهذه المناسبة التي تستمر خلال أسبوع.
مشيراً إلى من يدّعون أنها بدعة سيئة ويقول: لو عملنا نزولاً ميدانياً وطرحنا سؤالاً: متى كانت ولادة النبي؟ سنجد الأغلبية من الناس لا يعرفون تاريخ هذا اليوم, والسبب في ذلك هو التقصير الموجود ونقص الاهتمام بالمناسبات الدينية، فالشعارات والبروتوكولات والإعلام وغيرها من وسائل الثقافة لا تتحدث عنها ولو بالشيء القليل, بينما نجد فوق المنابر جملة من الاختلافات تصرف الجميع عن الاستماع, جامع يستنكر وجامع يؤكد على ضرورتها والبعض الآخر يستدل بالمواضيع القديمة التي ليس لها صلة بالموضوع.
بدعة حسنة
ويضيف: كل حياتنا بدع، هناك البدعة الحسنة يجب الالتزام بها من باب أنها شيء حسن ويخدم الإسلام ونشره من خلال التعرّف على سيرة نبيه المرسل للعالمين، إذا احتكمنا للعقل دون الرجوع للفقه الأجوف الذي زرع بين المسلمين نوعاً من التباعد لغرض طمس هويتنا الدينية.
وفي ذات السياق أضاف الدعير قائلاً: النقص والتهميش للمناسبات الدينية حاصل فيما الاهتمام بها في بعض الطوائف لغرض زيادة المشاحنة بين المؤيدين والمعارضين بقصد أو بدون قصد، ولو عملنا استقراءً في أغلبية المساجد ستجد البعض يحرّم والآخر يرد عليه، وتذهب المناسبة والمستمعون من الطرفين لم يستفيدوا شيئاً، ولم يشعروا بعظمة هذه اليوم، ولهذا ندعو كل الوسائل الإعلامية لنشر هذه الثقافة وسط المسلمين المحبين لرسوله لنستطيع أن نحييها في كل بقاع العالم كما يجب أن تكون، نشر سيرة المصطفى رحمة للعالمين.
وُلد الهدى
وعن قضية الاحتفال وأهمية مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفضله يقول الشيخ نعمان محمد حسن ناجي: الرسول هو أعظم رحمة للأمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الذي يلزمنا نحن كدعاة أن ننشر سيرته, فنحن نعرف مدى تغيّر معالم الأرض والسماء أثناء ولادته، لقد جاء والظلام يسود الأرض، والقوي يأكل الضعيف، والمرأة ضائعة ليس لها أي وزن في تلك الحقبة، بل كانت تُولد لتُدفن، وعندما جاء النور المبين غيّر مسارها من الموت إلى الحياة، وما أحوجنا إليه، فلقد ولد مع هذا النور الحريات والحقوق والمساواة، وأعطيت الطبقة المهمشة حقها، وضاعت الفوارق الطبقية والسلالية والمناطقية.
وأضاف: فنحن كل عام نحتفل لمناسبات قضت على عصور سكنتها بعض الظلمة لا تساوي شيئاً أمام ظلمة الجاهلية، والنبي احتفى بمولده قبلنا ولكن بطريقته الخاصة، فعندما سأله السائل: لماذا تصوم يوم الاثنين؟ فقال (ذاك يوم ولدت فيه) السائل يسأله عن العبادة والنبي يلفته إلى يوم الولادة، فقد ربط هذه العبادة بهذه المناسبة ليعلّمه مدى أهمية هذا اليوم، والقرآن يحتفي بالولادات ويسطّرها، فقد قال في حق يحيى (والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا)، فما أحوج أمتنا الغافلة عن سيرته لقراءتها، وربط مجتمعاتنا وأبنائنا بها، لتغذي ثقافة إسلامية محضة، ونظهر فيها معالم الفرح، فمن سنّ سنة فله أجرها وأجر من عمل بها.
أقوال أئمة السنة في الاحتفال بالمولد النبوي:
المؤيدون:
قال السيوطي: «عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيّسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماطاً يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف».
ابن الجوزي، قال عن المولد النبوي: «من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام».
ابن حجر العسقلاني، حيث قال الحافظ السيوطي: «وقد سُئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد، فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنّب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجّى موسى، فنحن نصومه شكراً لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة.. إلى أن قال: وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة».
السخاوي، حيث قال عن المولد النبوي: «لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة, وإنما حدث بعدُ, ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم».
ابن الحاج المالكي، حيث قال: «فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكراً للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم». وقال أيضاً: «ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد».
ابن عابدين، حيث قال: «أعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي وُلد فيه صلى الله عليه وآله وسلم»، وقال أيضاً: «فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات من أعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات».
الحافظ عبد الرحيم العراقي، حيث قال: «إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور رسول الله في هذا الشهر الشريف، ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروهاً، فكم من بدعة مستحبة قد تكون واجبة.
الحافظ شمس الدين ابن الجزري، حيث قال الحافظ السيوطي: «ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا - وأشار لرأس أصبعه - ، وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمّه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى اله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيمة»..أبو شامة (شيخ النووي)، حيث قال: «ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين».
الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري)، حيث قال: «فرحم الله امرءاً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء».
الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي، حيث قال في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي): «قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي»، ثم أنشد:
إذا كان هذا كافرًا جاء ذمّه
وتبّتْ يداه في الجحيم مخلّدا
أتى أنّه في يوم الاثنين دائمًا
يُخفّف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
بأحمد مسرورٌ ومات موحّدا
رابط المقال على فيس بوك
رابط المقال على تويتر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.