حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وُلد الهدى فالكائنات ضياءُُ

تحتفي أمتنا الإسلامية بمولد نبينا الكريم، محمد صلوات الله وسلامه عليه في ظل استعدادات مكثّفة ووفود كبيرة تصل لأجل أن تحيي مولده النبوي الشريف، وها نحن اليوم نقترب رويداً رويداً من ذكرى مولده، وحينما نذكر نبينا الكريم في هذا المولد تنبعث فينا الذكرى والحنين, للرجوع بذاكرتنا إلى سنة (571) حيث بدأت المتغيرات, ووجود شريان الحياة ليبسط لنا أفق حياة أوسع، وإلى الرقي بعقلية الإنسان, وفكّها من أسر الشهوات الذاتية, غيّبت تلك التحولات ومن صنعوها, وبات أمرها أسير الخلافات التي أضاعت نكهة هذا اليوم.. بعد تطويق حياة الناس بقيد الجاهلية وما خلّفته, وفك شراع الظلمة المغطاة بعقول لا تعترف بالحقوق الإنسانية التي تفرضها الإنسانية وبكل حين, في تلك الحقبة المضطهدة عقلياً وروحياً, يعج النور الإلهي بخير البشرية، وارتقى بالنفوس المنحطة, وكان مولده حضوراً للثقافات الإسلامية والربيع العالمي، صبيحة (يوم الاثنين) استبشر العالم بمجيء خير خلقه, الذي بث فيه روح الآداب, وتمّم له مكارم الأخلاق, في حقبة يعتليها السفه والطيش والغضب وبعض سفاسف الأمور, فبمجيئه خُتمت الرسالات, وانبثقت المعجزات الإلهية لتسطّر بداية الحياة الجديدة التي خرج إلى حضنها, خمدت ديانات ونيران، وأشعلت بريق الحياة المنتظرة لأولئك الذين جعلتهم الإنسانية حينها بمعزل عن الخلق .. «صحيفة الجمهورية» عاشت هذه الطقوس والمشهد الديني ونقلت صورة من جانب الاستعدادات التي تجري للاحتفاء بمولد المصطفى محمد عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، وخرجت بالآتي.. فإلى الاستطلاع..
«نلتقي من أجل رسول الله»
الشيخ عبدالله أبو معصار بن سفيان في مدينة الحديدة والذي يعد للاحتفال بمولد نبينا الكريم قال إن هذه المناسبة الاحتفائية هي من أعظم الاحتفائيات التي نحييها، لأننا نعيش مع رسول الله الذي جاء إلينا رحمة لنا وهو الذي سيكون شاهداً علينا وشفيعاً لنا، ويجب علينا أن نتذكّر قول الله تعالى «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنو صلوا عليه وسلموا تسليماً»..فيكفينا أن نلتقي من أجل أن نصلّي على رسول الله ونتذكّر قول رسول الله «من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً».. فأدعو كل محبّي رسولنا إلى الاحتفاء بمولده.
وقد دعا الشيخ الحبيب سالم الجنيدي الأمة الإسلامية لإحياء مولد النبي الأعظم محمدٌ عليه الصلاة والسلام، حيث وأن هذه المناسبة الدينية العظيمة التي تجمع أبناء الأمة العربية الإسلامية احتفاءً بمولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وهي تعد من الليالي المباركة كونها ليلة مولد الرسول “محمد (صلى الله عليه وسلم)”، وتذكّرنا بسيرته العطرة مشدداً على ضرورة إحياء مثل هذه المناسبات الدينية التي تذكّرنا بوحدة الأمة الإسلامية، وروابط الصلة والرحمة والالتفاف بينها بعيداً عن الاحتفالات التي تسيء إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
كي تعود الثقة بين الأمة الإسلامية
وحثّ الحبيب سالم الأمة الإسلامية عبر «صحيفة الجمهورية» على الاحتفال بربيع النور وربيع المحبة ربيع البركة كي تعود المحبة والثقة بين الناس، لأن الثقة في الأمة الإسلامية منزوعة ولماذا انتزعت؟ لأننا ابتعدنا عن النبي وابتعدنا عنه وبعد عنا ونحن الآن نقول للأمة انتهت الآن الشركيات والبدعيات ونحن الآن في بدعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي محبته سائلاً المولى عزّ وجل أن يكتب الأجر لجميع المسلمين وأن يعيد الأمة الإسلامية إلى رشدها.
وقد أشار الحبيب سالم الجنيدي إلى أن هناك احتفائية كبيرة يقيمها دار الخير لتعليم القرآن الكريم والدراسات الإسلامية الاحتفال السنوي لذكرى مولد الرسول الأعظم على صاحبه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم في قاعة أرض الأحلام من يوم الجمعة ستقام على مدى ستة أيام أول يوم سيكون في زبيد وبعدها في أرض الأحلام والمراوعة والدريهمي وبيت الفقيه وكذلك وادي سهام، وسيتم فيها تناول وجبة العشاء وإحياء المولد من ذكر صلوات على نبينا وحبينا نبي الرحمة والبركة.
شفيعنا يوم القيامة
المنشد مراد محمد المرادي، أحد منشدي أبناء مدينة الحديدة قال إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم مناسبة عظيمة يجب علينا أن نحييها وأن نكثر من الصلاة على نبينا الكريم ونجتمع لأجل الذكر، حيث وإننا بهذه المناسبة نشعر بارتياح كبير ونحن نحيي المولد النبوي، ويجب على كافة المؤمنين أن يستشعروا أهمية الاحتفاء به ورسولنا الكريم بعثه الله رحمة للعالمين وهو شفيعنا يوم القيامة، فلماذا لم نعظّم مثل هذه الليالي المباركة تحت لواء نبينا خاتم الأنبياء على أفضل الصلاة وأتم التسليم.
مضيفاً: إن التغنّي بذكر الله ورسوله يُثلج الصدر وله شعور غريب ينتابني عند سماع تلك الأصوات التي تردّد بذكر تلك الطقوس الروحانية.
ميلاد خير البشرية
من جانبه عمر أحمد الأهدل قال: هي ذكرى عظيمة لتعظيم شأن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وما أجمل أن نجتمع في هذا المولد أن نحييها، مشيراً إلى أن دخولك مع الصوفية تجد الذكر والصلاة على النبي وتجد نفسك بأن وقتك لا يُهدر وأن الحياة أجمل مع من يعشقون حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ويعتبر الاحتفاء بمولد نبي الأمة.
لأني أحبّك يا نبي الله وخاتم رسله
لأن يوم ميلادك كان نوراً على البشرية
لأن ربّ العزة اختصّك لتغيّر مجرى تاريخ الإنسانية..
سأشارك في إحياء مولدك يا حبيبي يا خير خلق الله، صلى الله عليه وسلم.
مشاركه المسلمين بالذكرى
الأستاذ - فؤاد الجيلاني يقول: إن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف يعتبر فرضية علينا نحن المسلمين وفاءً لنبينا العظيم، محمد صلى الله عليه وسلم وإنه مما يغمر قلوبنا فرحاً ويمتلك مشاعرنا سروراً مشاركتنا لإخواننا مسلمي العالم في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لها أكبر الأهمية في التاريخ وأعظم الأثر في النفوس، تلك مناسبة ذكرى بزوغ شمس الحق وإشراق نور الحقيقة بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين، وبعثه إلى خلقه متمماً لمكارم الأخلاق، مشيداً لصرح العدالة، ناصباً معالم الهداية حالاً ألغاز الكون، كاشفاً عن أسرار الحياة، ذلك عبدالله ورسوله وحبيبه وصفيّه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يعرف التاريخ ولن يعرف له مثيلاً من البشر في كمال خلقه وخلقه وفي الاتصاف بأرقى ما يتصوّره العقل من صفات المخلوقين ونحن على نهجه يجب أن نسير.
الخلاف بسيط
الشيخ أحمد حميد عبد العزيز- شيخ علم يقول وُلد النبي (يوم الاثنين، الثاني عشر من ربيع الأول) وهو يوم عظيم وجليل يعتز به المسلمون, بل العالم بأسره للمعجزات التي حصلت وغيّرت تاريخ الإنسانية, وأعطتنا رصيداً هائلاً من الثقافة الروحية والعقيلة التي كرّمت الإنسان، ويضيف: قد تختلف بعض الجماعات في كيفية الاحتفال بهذه المناسبة ولكل جماعة طريقتها الخاصة، فهناك من يحييها بالبروتوكولات والمنشورات والبعض الآخر بالمولد وهي أشعار مهذبة تحوي سيرة النبي ومعجزاته منذ ولادته إلى وفاته, فاليهود كانوا يخصّصون عبادة ليوم أغرق الله فرعون, ونجى موسى عليه السلام, فكانوا يصومونها ومن باب أولى نحن يجب أن نظهر الفرحة بالتعبّد والصوم وبشتى الطرق التي لا تخل بسيرته، بعيداً عن الصراعات التي يؤجّجها الغرب بين المسلمين.
لمدة أسبوع
من جانبه أوضح سعد الدعير - المنسق الإعلامي للاحتفال بمولد الرسول الأعظم على صحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم والذي سيقام بمحافظة الحديدة برعاية الله ثم السيد الحبيب سالم الجنيدي في المحافظة بقوله: هناك احتفال سنوي بهذه الذكرى السنوية العظيمة الموافقة للثاني عشر من ربيع الأول، يوم مولد النبي الأعظم صلوات الله عليه وسلم وهو يُقام سنوياً منذُ 12 عاماً برعاية السيد الحبيب الجنيدي في المحافظة وندعو الجميع من خلالكم إلى الحضور للمشاركة للاحتفال وتناول وجبة العشاء الذي سيقام بقاعة أرض الأحلام بالمدينة يوم السبت الموافق 3/ 1/ 2015 م بعد صلاة المغرب وبحضور عدد من الوفود التي تشاركنا سنوياً من داخل الوطن من حضرموت وتعز وعدد من المحافظات الأخرى ومخارج الوطن أيضاً من ماليزيا وإندونيسيا والأردن وعدد من الدول الإسلامية والعربية.
مؤكداً أن الاحتفال يستمر لمدة تزيد عن أسبوع يبدأ أول يوم في مديرية زبيد بتاريخ 2 / 1 /2015م الموافق يوم الجمعة لهذا العام، يليه المهرجان الجماهيري الكبير بحضور الضيوف من خارج المحافظة واليمن، وسيقام في مدينة الحديدة يوم السبت ليلة ال 12 من ربيع الأول وسيقام بمديرية المراوعة، ومديرية الدريهمي، وبيت الفقيه، ووادي سهام، وسيختتم الاحتفال بهذه المناسبة التي تستمر خلال أسبوع.
مشيراً إلى من يدّعون أنها بدعة سيئة ويقول: لو عملنا نزولاً ميدانياً وطرحنا سؤالاً: متى كانت ولادة النبي؟ سنجد الأغلبية من الناس لا يعرفون تاريخ هذا اليوم, والسبب في ذلك هو التقصير الموجود ونقص الاهتمام بالمناسبات الدينية، فالشعارات والبروتوكولات والإعلام وغيرها من وسائل الثقافة لا تتحدث عنها ولو بالشيء القليل, بينما نجد فوق المنابر جملة من الاختلافات تصرف الجميع عن الاستماع, جامع يستنكر وجامع يؤكد على ضرورتها والبعض الآخر يستدل بالمواضيع القديمة التي ليس لها صلة بالموضوع.
بدعة حسنة
ويضيف: كل حياتنا بدع، هناك البدعة الحسنة يجب الالتزام بها من باب أنها شيء حسن ويخدم الإسلام ونشره من خلال التعرّف على سيرة نبيه المرسل للعالمين، إذا احتكمنا للعقل دون الرجوع للفقه الأجوف الذي زرع بين المسلمين نوعاً من التباعد لغرض طمس هويتنا الدينية.
وفي ذات السياق أضاف الدعير قائلاً: النقص والتهميش للمناسبات الدينية حاصل فيما الاهتمام بها في بعض الطوائف لغرض زيادة المشاحنة بين المؤيدين والمعارضين بقصد أو بدون قصد، ولو عملنا استقراءً في أغلبية المساجد ستجد البعض يحرّم والآخر يرد عليه، وتذهب المناسبة والمستمعون من الطرفين لم يستفيدوا شيئاً، ولم يشعروا بعظمة هذه اليوم، ولهذا ندعو كل الوسائل الإعلامية لنشر هذه الثقافة وسط المسلمين المحبين لرسوله لنستطيع أن نحييها في كل بقاع العالم كما يجب أن تكون، نشر سيرة المصطفى رحمة للعالمين.
وُلد الهدى
وعن قضية الاحتفال وأهمية مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفضله يقول الشيخ نعمان محمد حسن ناجي: الرسول هو أعظم رحمة للأمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الذي يلزمنا نحن كدعاة أن ننشر سيرته, فنحن نعرف مدى تغيّر معالم الأرض والسماء أثناء ولادته، لقد جاء والظلام يسود الأرض، والقوي يأكل الضعيف، والمرأة ضائعة ليس لها أي وزن في تلك الحقبة، بل كانت تُولد لتُدفن، وعندما جاء النور المبين غيّر مسارها من الموت إلى الحياة، وما أحوجنا إليه، فلقد ولد مع هذا النور الحريات والحقوق والمساواة، وأعطيت الطبقة المهمشة حقها، وضاعت الفوارق الطبقية والسلالية والمناطقية.
وأضاف: فنحن كل عام نحتفل لمناسبات قضت على عصور سكنتها بعض الظلمة لا تساوي شيئاً أمام ظلمة الجاهلية، والنبي احتفى بمولده قبلنا ولكن بطريقته الخاصة، فعندما سأله السائل: لماذا تصوم يوم الاثنين؟ فقال (ذاك يوم ولدت فيه) السائل يسأله عن العبادة والنبي يلفته إلى يوم الولادة، فقد ربط هذه العبادة بهذه المناسبة ليعلّمه مدى أهمية هذا اليوم، والقرآن يحتفي بالولادات ويسطّرها، فقد قال في حق يحيى (والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّا)، فما أحوج أمتنا الغافلة عن سيرته لقراءتها، وربط مجتمعاتنا وأبنائنا بها، لتغذي ثقافة إسلامية محضة، ونظهر فيها معالم الفرح، فمن سنّ سنة فله أجرها وأجر من عمل بها.
أقوال أئمة السنة في الاحتفال بالمولد النبوي:
المؤيدون:
قال السيوطي: «عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيّسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماطاً يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف».
ابن الجوزي، قال عن المولد النبوي: «من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام».
ابن حجر العسقلاني، حيث قال الحافظ السيوطي: «وقد سُئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد، فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنّب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجّى موسى، فنحن نصومه شكراً لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة.. إلى أن قال: وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة».
السخاوي، حيث قال عن المولد النبوي: «لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة, وإنما حدث بعدُ, ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم».
ابن الحاج المالكي، حيث قال: «فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكراً للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم». وقال أيضاً: «ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد».
ابن عابدين، حيث قال: «أعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي وُلد فيه صلى الله عليه وآله وسلم»، وقال أيضاً: «فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات من أعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات».
الحافظ عبد الرحيم العراقي، حيث قال: «إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور رسول الله في هذا الشهر الشريف، ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروهاً، فكم من بدعة مستحبة قد تكون واجبة.
الحافظ شمس الدين ابن الجزري، حيث قال الحافظ السيوطي: «ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا - وأشار لرأس أصبعه - ، وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي وبإرضاعها له. فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمّه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى اله عليه وسلم به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته؟، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيمة»..أبو شامة (شيخ النووي)، حيث قال: «ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين».
الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري)، حيث قال: «فرحم الله امرءاً اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء».
الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي، حيث قال في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي): «قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي»، ثم أنشد:
إذا كان هذا كافرًا جاء ذمّه
وتبّتْ يداه في الجحيم مخلّدا
أتى أنّه في يوم الاثنين دائمًا
يُخفّف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره
بأحمد مسرورٌ ومات موحّدا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.