كشفت مصادر فلسطينية رفيعة ل(26 سبتمبر نت) عن مرور الساحة الفلسطينية خلال الأيام القليلة القادمة بلحظات حاسمة وحساسة للغاية يتخللها اتخاذ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مواقف حاسمة تنهي العزلة الدولية المفروضة على الشعب الفلسطيني. وأوضحت هذه المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها أن من بين الخطوات التي قد يتخذها أبو مازن منح حركة حماس فرصة أخيرة من اجل تصويب مواقفها لتتلاءم مع الموقف الدولي وفي حال رفضت حماس ذلك سيلجأ عباس إلى إعلان حكومة طورايء قد يتولى هو شخصيا رئاستها. واوضحت ذات المصادر أن أبو مازن غير معني بخلافات على الساحة الفلسطينية لكنه عاقد العزم على إيجاد حلول تخرج الشعب الفلسطيني من المأزق الحالي. وكان عباس قد أكد فجر اليوم على أن بقاء قضية فلسطين دون حل، واستمرار احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية منذ العام 1967، سيشكل عوامل انفجار وتوتر، ويبقي على جذوة الصراع مشتعلة، ويفسح المجال أمام كل أشكال العنف والإرهاب والمواجهات الإقليمية والأزمات الدولية. وكرر الرئيس في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، النداء الشهير الذي أطلقه الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات من على منصة الأممالمتحدة قبل اثنين وثلاثين عاماً، قائلاً: "لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، وها أنا أكرر هذا النداء، لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي، لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي".وأضاف الرئيس في تصريحات نقلتها وكالة وفا: "أنه من المؤسف أن نرى اليوم أن خططاً ومشاريع دولية، وفي مقدمتها خطة خارطة الطريق، التي حظيت بمصادقة مجلس الأمن الدولي، وصلت إلى حالة من الجمود والتراجع، حتى الدعوة إلى استئناف المفاوضات تعترضها اشتراطات مسبقة". الرئيس: لا تسقطواوقال: "ويزداد اليأس والإحباط، في ظل استمرار عمل الجرافات التي تبني المستوطنات غير الشرعية، وتغيّر الطابع الديمغرافي للقدس، وتقيم جدار الفصل العنصري، داخل أرضنا المحتلة وبين أجزائها المختلفة، بينما يستمر الحصار المريع، من خلال حواجز عسكرية حوّلت مدننا ومحافظاتنا إلى معازل، ويتواصل مسلسل القتل والاغتيالات، التي يذهب ضحيتها مئات المدنيين، وهدم المنازل، وتستمر الاعتقالات التي طالت أكثر من ثمانية آلاف فلسطيني، من بينهم أعضاء في البرلمان والحكومة، ومن بين هؤلاء المعتقلين مَن تستمر معاناتهم لثلاثة عقود خلت، وتنتظر عائلاتهم وشعبهم إطلاق سراحهم وتمتعهم بالحرية".وتساءل: كيف يتوقع المجتمع الدولي أن يتراجع التطرف، أو أن تنحسر موجات العنف؟، وكيف سيكون بمقدورنا نحن وجميع قوى الاعتدال والسلام في المنطقة أن نتدخل بقوة، وأن نقنع الرأي العام في بلادنا، أن هنالك أملاً في الأفق، وأن اختيار الحوار والمفاوضات والتمسك بالشرعية الدولية هو الخيار الاستراتيجي، والطريق الذي ندعو إليه بقوة، ولن نتخلى عنه أبداًً، وسوف يكون مجزياً ويحظى بفرص نجاح حقيقي؟. وقال الرئيس: إن المجتمع الدولي، والقوى الدولية المؤثرة مدعوة الى تقديم أدلة ملموسة على أنها سوف تدعم استئناف مفاوضات غير مشروطة، وأن توفر غطاءً دولياً حقيقياً لهذه المفاوضات، يعززها ويحقق نجاحها، وأن تعمل على وقف الاستيطان والعقوبات الجماعية وجدران العزل، حتى يتوفر المناخ الإيجابي لانطلاق المفاوضات ووصولها إلى هدفها المنشود، في إحقاق سلام عادل يستند الى حل الدولتين الذي دعا إليه الرئيس جورج بوش.وشدد على أن الحل لا بد أن يستند إلى الشرعية الدولية التي تمسكت بها مبادرة السلام العربية من خلال قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، والوصول إلى حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الذين يشكلون أكثر من نصف شعبنا الفلسطيني وفق القرار 194.وأضاف: إذا كنا قد سمعنا من حكومة إسرائيل مؤخراً، أنها سوف تقلع عن سياسة الخطوات الأحادية والانفرادية، فهذا أمر مشجع، شريطة ألاّ يكون البديل عن هذا الإقلاع هو الجمود واستمرار سياسة فرض الأمر الواقع، بل العودة الى مائدة المفاوضات والتوصل إلى حل شامل لجميع قضايا الوضع النهائي، بما يضمن مستقبلاً آمناً لأطفالنا وأطفالهم. وأكد الرئيس، أن كل حكومة فلسطينية قادمة، سوف تلتزم بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية في الماضي من اتفاقيات، خاصة رسالَتَي الاعتراف المتبادل المؤرخة في 9 أيلول 1993 بين الراحلين الكبيرين ياسر عرفات واسحق رابين، وهاتان الرسالتان تحتويان على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير، وعلى نبذ العنف، واعتماد المفاوضات طريقاً للوصول الى حل دائم، يقود إلى قيام دولة فلسطين المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل. وسوف تلتزم كل حكومة قادمة بضرورة فرض الأمن والنظام وإنهاء ظاهرة تعدد الميليشيات والفلتان والفوضى والالتزام بسيادة القانون، لأن هذه حاجة وطنية فلسطينية بالدرجة الأساسية.وقال الرئيس "أود أن أؤكد أن المفاوضات مع إسرائيل كانت وستبقى شأناً يخص منظمة التحرير الفلسطينية التي أترأسها، وكل النتائج التي سوف تسفر عنها سأقوم بعرضها على المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يمثل أعلى هيئة وطنية فلسطينية أو على الاستفتاء الشعبي العام. وإن ما حققناه على هذا الصعيد، ينبغي أن يكون كافياً لرفع الحصار الظالم المفروض على شعبنا، والذي ألحق ضرراً فادحاً بمجتمعنا ومعيشته، ووسائل نموه وتقدمه". وقال: بكل بساطة أريد للغد أن يكون أفضل من اليوم، أريد لوطني فلسطين أن يصبح وطناً لا سجناً، مستقلاً سيداً أسوة بكل شعوب العالم، وأريد للقدس أن تكون ملتقى حوار الأنبياء جميعاً، وعاصمة لدولتين جارتين تعيشان بسلام ومساواة0