رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    تعرف على أبرز المعلومات عن قاعدة "هشتم شكاري" الجوية التي قصفتها إسرائيل في أصفهان بإيران    أمن عدن يُحبط تهريب "سموم بيضاء" ويُنقذ الأرواح!    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    حالة وفاة واحدة.. اليمن يتجاوز المنخفض الجوي بأقل الخسائر وسط توجيهات ومتابعات حثيثة للرئيس العليمي    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    ايران تنفي تعرضها لأي هجوم وإسرائيل لم تتبنى أي ضربات على طهران    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    اشتباكات قبلية عنيفة عقب جريمة بشعة ارتكبها مواطن بحق عدد من أقاربه جنوبي اليمن    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قمة حلف الناتو.. المواجهة المفتوحة على روسيا والصين
نشر في 26 سبتمبر يوم 20 - 06 - 2021

في أول قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) المنعقدة يوم الاثنين الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل التي استمرت مدة يومين،
وهي أول قمة في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن وتتطلع الدول الأعضاء في الحلف البالغ عددهم ثلاثون دولة إلى عودة الولايات المتحدة لاستئناف دورها القيادي الذي كان قد تضاءل خلال حقبة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
واتفق حلفاء الناتو في هذه القمة على طي صفحة التوترات التي ميزت حقبة ترامب والتركيز بدلا من ذلك على التحديات الراهنة التي خيمت على أجواء القمة التي تفرضها روسيا والصين من تطورات متسارعة في مجال الفضاء وصناعة التقنيات واكتساح الأسواق العالمية، وما يتعلق في مجال صناعة الأسلحة الحديثة، وتشبيك العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية مع دول العالم التي شكلت انقلابا على الاحتكارات الرأسمالية، وتلبية حاجات المجتمعات بالسلع والمنتجات المنافسة الأقل كلفة والأكثر جودة.
التهديد المتنامي
وقد شكل هذا الصعود المضطرد أن تبرز الصين كقوة عالمية عظمى جديدة يرى الأوروبيون والأمريكان ظهور هذين الخصمين العملاقين خطرا سيؤدي إلى خفوت دورهم واضمحلالهم التدريجي وتقليص هيمنتهم ونفوذهم على العالم، لذلك ارتفعت أصوات الحاضرين في القمة على تسمية ذلك بالتهديد المتنامي، لذلك اتجهت رؤيتهم إلى الاتفاق حول وضع خطة استراتيجية للحلف حتى العام 2030م والاقرار الرسمي في البدء في إصلاح جوهر العقيدة العسكرية الاستراتيجية لحلف الناتو، والذي كان آخر تحديث أجري عليها في العام 2010م.
كما أقر مؤتمر حلف شمال الأطلسي رص الصفوف من أجل مواجهة ما أسموه ب«التحديات الجديدة» وتأكيد رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إحياء التحشيد في التحالفات الجديدة، وخصوصا مع زيادة أعضاء الحلف إلى 30دولة بعد انضمام دول كانت محسوبة سابقا على المعسكر الاشتراكي وكان من بين الملفات الهامة قرار انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، والتدخلات التركية في سوريا وليبيا والقوقاز، وصعود الصين على الساحة العالمية، والقضايا الأمنية المرتبطة بتغير المناخ، والدفاع الإلكتروني، والتكنولوجيا العسكرية الجديدة، وغيرها من الملفات الساخنة.
واتفق قادة حلف الناتو في ختام قمتهم في بروكسل على تعزيز الدفاع المشترك ضد التهديدات والخطر المتنامي من كل الجهات غير أن الدبلوماسيين يشيرون إلى أن أهم ما يشغل زعماء الحلف هو ضرورة إعلان بايدن التزام الولايات المتحدة من جديد بالدفاع الجماعي للناتو بعد عهد ترامب، ومواجَهة الوجود العسكري والاقتصادي المتزايد للصين في المحيط الأطلسي، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة مع روسيا برد قوي من قادة الحلف.
وفي هذا السياق قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان مخاطبا الأعضاء: "لن تروا فقرات وفقرات عن الصين في بيان الحلفاء"، مضيفا "اللغة لن تكون تحريضية ستكون واضحة ومباشرة وصريحة".
مدونة سلوك
من المتوقع أيضا تعهد القمة بتقليص قواتها المسلحة بصورة كبيرة، وكذا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول 2050 م كما اتفق الحلفاء على تبني مدونة سلوك لوضع حد للتوترات التي تسببت بها القرارات الأحادية للولايات المتحدة بشأن الانسحاب من أفغانستان، والتدخلات العسكرية التركية في سوريا وليبيا والقوقاز.
وندد قادة الدول الأعضاء بالمنظمة بالتهديد المتنامي الذي تشكله روسيا والصين وإيران. ووجه قادة الناتو في ختام القمة رسالة محددة إلى روسيا الخصم التقليدي للتحالف العسكري الغربي،
وأشار البيان الختامي إلى الترسانة العسكرية لروسيا التي تشكل تهديداً للنظام العالمي داعين موسكو إلى احترام القانون الدولي، فيما أعرب قادة الحلف عن قلقهم حيال طموحات الصين المعلنة، وتطويرها هي الأخرى لترسانتها النووية لما يشكل ذلك من تحديات كبيرة لأسس النظام الدولي. وأوضح البيان أنه ما دامت روسيا لا تظهر أنها تحترم القانون الدولي، وتفي بالتزاماتها ومسؤولياتها الدولية، لا يمكن أن يعود الوضع إلى طبيعته»، مضيفاً أن :«طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند على قواعد الأمن الدولي وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة لأمن الحلف»، كما دعا إيران إلى وقف كل أنشطة الصواريخ.
وتناول الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام زعماء الدول الأعضاء في القمة قضية الدفاع عن أوروبا وتركيا وكندا ما أطلق عليه الالتزام "بالحلف المقدس" كقضية دفاع مشترك بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وإعادة النظر فيما كان يطرحه دونالد ترامب من تهديدات بالانسحاب من حلف الناتو.
الحلف المقدس مفهوم سياسي تاريخي أطلق في العام 1815م عندما اتفقت الانظمة الرجعية الملكية القمعية في أوروبا [النمسا وبروسيا (ألمانيا) وروسيا (القيصرية) للوقوف في وجه أي ثورة شعبية محتملة، وأن الملوك يهتدون من في علاقاتهم المشتركة بمبادئ وتعاليم المسيحية وقد عرض هذا الاتفاق فيما بعد على بقية رؤساء الدول الغربية، فلم يمتنع عن تأييده سوى البابا وملك بريطانيا ورئيس الولايات المتحدة .
الحلف المقدس
وبالرغم من أن هذا الاتفاق لم يكن ملزما دبلوماسيا إلا أنه كان له مردود زجري واضح في العلاقات الدولية أنداك فقد أطلق هذا المفهوم مرة أخرى بنفس العنوان الحلف المقدس في نوفمبر 1815م وهو عبارة عن معاهدة دفاعية بين بريطانيا والنمسا وبروسيا وروسيا للحيلولة دون نقض فرنسا لمعاهدة باريس ومنع إطاحة النظام الملكي فيها مرة أخرى، بالإشارة إلى الثورة الفرنسية، ونصت المادة السادسة منه على عقد مؤتمرات دورية للمصالح الكبرى المشتركة وحفظ السلام لكن الحلف المقدس مثل مرحلة سوداء في تاريخ القارة الأوروبية، إذا أصبح يعادل في نظر الليبراليين الأوروبيين القمع الرجعي، وكبت الحريات السياسية ومقاومة الدول الصغيرة الطامحة لنيل استقلالها .
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد سعى مجدداً لدى وصوله إلى بروكسل للمشاركة في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في إنجلترا مطلع الأسبوع الماضي إلى حشد الحلفاء الغربيين لدعم الاستراتيجية الأمريكية لاحتواء الصعود العسكري لروسيا والمنافسة الاقتصادية للصين بصرف النظر عما احتوته قمة الدول السبع من موضوعات لكنها تصب حول المصالح المشتركة للولايات المتحدة وحلفائها. وفي مؤتمر قمة حلف الناتو أشار الرئيس الأمريكي إلى أن «البند الخامس الذي يتضمن التزام الحلف المقدس في إشارة إلى تعهد الدفاع الجماعي للحلف عبر الأطلسي، وأردف: «حلف شمال الأطلسي مهم للغاية بالنسبة لنا»، مؤكداً أن كلاً من روسيا والصين لا تتصرفا بطريقة فيها اتساق مع ما كنا نأمله في إشارة إلى الجهود الغربية منذ منتصف التسعينات لجلب البلدين إلى حظيرة الديمقراطيات ".
تناقض مع الواقع
هذا المفهوم الذي تسوقه الولايات المتحدة لابتزاز الدول بينما لا تعمل على تعزيزه، ومثل هذا الطرح يتناقض مع ما يقوله نخب البيت الأبيض للعالم، إذ تمثل العنصرية نهجا سياسيا في الولايات المتحدة في معاملة السود وانتهاك فاضح للقيم الديمقراطية وحرية المواطنة وحقوق الفرد التي ترقى إلى مسألة القتل تحت أقدام أجهزة الأمن لعشرات الاشخاص السود، بحيث أضحت الديمقراطية التي ناضلت من أجلها الشعوب مهددة بالأفكار المتطرفة والعنصرية التي تغذيها الصراعات الداخلية المناهضة لمثل هذه القيم التي كشفت الكثير من الممارسات وآخرها اقتحام الكبيتول.
في مؤتمر القمة عبر زعماء الحلف بقلق إزاء الحشد العسكري الروسي على الحدود الروسية الأوكرانية، فضلاً عن هجمات موسكو السرية السيبرانية مشيرين إلى أن ذلك يقوض دول غربية مع أن موسكو تنفي ارتكاب أي مخالفات، وقد شدد بايدن على الحاجة إلى تنسيق أكبر بين الحلفاء.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي النرويجي ينس ستولتنبرغ: «سنرسل رسالة مهمة إلى موسكو: ما زلنا متحدين وروسيا لن تستطيع تقسيمنا»، وتابع: «نحن نشهد زيادة كبيرة في قوة الصين إنها تستثمر في القدرات النووية والأسلحة المتطورة، ولديها موقف عدائي في بحر الصين، وهي لا تشاركنا قيمنا، كما تظهر حملة القمع في هونغ كونغ، واستخدام تقنية التعرف على الوجوه لمراقبة السكان الصينيين»، وأوضح أنه لم يعد يُنظر إلى الصين على أنها شريك تجاري لا يمثل خطورة، مضيفاً: «الصين تقترب منا في الفضاء الإلكتروني وفي أفريقيا وفي القطب الشمالي، وباتت تستثمر في أوروبا للسيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية». وأكد ستولتنبرغ أن الوجود العسكري الصيني المتنامي في دول البلطيق وإلى أفريقيا معناه أن حلف الأطلسي يجب أن يكون جاهزاً.
وقال ستولتنبرغ للصحافيين: "لن ندخل في حرب باردة جديدة والصين ليست خصمنا، وليست عدونا.. لكننا في حاجة إلى أن نواجه معاً بصفتنا حلفاء التحديات التي يطرحها صعود الصين على أمننا». وقال في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية قبل القمة: «نلاحظ أن روسيا والصين تتعاونان بشكل متزايد على الصعيدين السياسي والعسكري، وهذا يشكل تحدٍيا خطيرا لحلف شمال الأطلسي".
وأوضح ستولتنبرغ لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الأمر لا يتعلق بنقل حلف الأطلسي إلى آسيا، بل مراعاة حقيقة أن الصين تقترب منا، وتحاول السيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية"، مضيفاً: «يجب على الحلف أن يتشاور بوتيرة أكبر، وأن يزيد من استثماراته.
تحد واضح
وفيما يتعلق بسباق تسلح الفضاء قال: إن الحلف مستعد للرد عسكرياً إذا هوجم في الفضاء أو منه، وأشار قادة الناتو إلى أنه «نرى أن الهجمات في الفضاء تمثل تحدياً واضحاً لأمن التحالف، ويمكن للأثر الناجم عنها يشكل تهديدا على رخاء وأمن واستقرار المجتمعات الحديثة، كما يمكن أن تكون ضارة بها بصفتها هجوماً تقليدياً». وأكد البيان أن مثل هذه الهجمات يمكن أن تدفع إلى إعمال البند الخامس من الميثاق، وهو بند الدفاع الجماعي للحلف وخصوصا بعد أن أصبحت أوروبا أكثر عرضة للخطر بعد انسحاب الولايات المتحدة من معاهدات عدة أبرمت مع موسكو بشأن القوى النووية، وأدى عدم ثقة دونالد ترامب بالأوروبيين إلى تضرر القارة العجوز، وسبب رفضه تذكير تركيا بواجباتها من تفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبي.
وفي موازاة ذلك كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وصف وضع التحالف بأنه «في حالة موت دماغي». وأكد ماكرون عشية القمة أنه «يجب على حلف الأطلسي بناء قواعد للسلوك بين الحلفاء». ويقول الأوروبيون إنهم مستعدون لذلك، لكنهم يريدون «اعترافاً كاملاً» بمساهمتهم في الأمن الجماعي، ويطلبون أن يكونوا شركاء في مفاوضات ضبط عملية التسلح وفق الإليزيه.
وقدر النائب الأوروبي أرنو دانجان أن «بايدن سيبدي انفتاحه على تطوير الدفاع في أوروبا، لكن ذلك لن يكون مجانياً سيكون الأمريكيون أكثر احتياجا من الأوروبيين لضبط أولوياتهم في آسيا والمحيط الهادئ». وما زالت هناك حاجة إلى تصنيف الأوروبيين «أهلاً للثقة». فهناك 21 بلداً من دول الاتحاد الأوروبي أعضاء في حلف الأطلسي، لكن 8 فقط منها ملتزمون بتخصيص 2 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي لصالح الإنفاق العسكري، وفرنسا واحدة منها بخلاف ألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وقد رحبت برلين باقتراح ستولتنبرغ منح التحالف وسائل مشتركة من أجل إنفاق أكثر وأفضل، لكن باريس رفضته ويبقى الإجماع أمراً حتمياً لاتخاذ القرارات داخل الحلف.
على هامش القمة
وعلى هامش القمة التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع مغلق استغرق 45 دقيقة في أول لقاء لهما منذ تولي بايدن الرئاسة حيث نشرت الرئاسة التركية صورًا عبر حسابها في تويتر قائلة إن أردوغان التقى بايدن ضمن اجتماعاته الثنائية على هامش قمة حلف الناتو المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسل ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي إنه عقد "اجتماعاً "جيداً للغاية" مع نظيره التركي، ورفض بايدن تقديم أي تفاصيل أخرى بشأن لقائهما الذي كان من المتوقع أن يكون مثيرًا للجدل.
وكان الصحفيون ينتظرون لأكثر من ساعة لالتقاط صورة مع بداية الاجتماع، لكن لم يُسمح إلا للمصورين الرسميين بالدخول في البداية وفي مؤتمر صحفي لاحق قال الرئيس التركي إن بلاده ستعمل مع الولايات المتحدة على زيادة التعاون في الفترة المقبلة.
وأشار أردوغان إلى أنه ناقش مع بايدن الوضع في أفغانستان قائلاً: "نحن جاهزون، ولا يمكننا القيام بإهمال طالبان في أفغانستان، جاهزون للتعامل معهم إذا ما حصلنا على دعم الولايات المتحدة، وكذلك دول أخرى من أجل إحلال السلام للشعب الأفغاني، ولا توجد مشاكل أو عراقيل في ذلك".
وأشار إلى أنه نقل وجهة النظر التركية بشأن شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي للصواريخ الروسية اس 400، التي سبق أن أثارت خلافا بين البلدين، كما طرح أرودغان تعثر صفقة حصول تركيا على طائرات اف 35 موضحًا: "قمت بعرضها على رئيس الولايات المتحدة مرة أخرى".
وذكرت أنباء الاناضول أن أول اتصال هاتفي بين بايدن وأردوغان قد حدث في أبريل الماضي قبل وقت قصير من إعلانه اعتراف واشنطن بمذبحة الأرمن التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية عام 1915م والتي راح ضحيتها مليون ونصف المليون شخص في مذبحة وإبادة جماعية للسكان المدنيين الأرمن، وهذا الملف الذي زاد من توتر العلاقات بين البلدين.
اردوغان وقبيل توجهه إلى بروكسل للمشاركة في أعمال قمة الناتو قال إنه سيبحث هذا الأمر مع الرئيس بايدن وقال : " لا نعرف لماذا تتعامل الولايات المتحدة وكأنها محامية عن الدولة الأرمينية، ووجه تساؤلات في خطابه إلى بايدن بالقول :" يا سيد بايدن هل انتهيت من كل مشاغلك، وتسعى الآن لتصبح محاميا عن الأرمن؟ ". وتابع بالقول :" في قمتنا المقبلة سأسأله عن ذلك وعن أسباب هذا التوتر في العلاقات فنحن حلفاء ومن يتخذ قرارات ضد تركيا فسوف يخسر حليفا مهما له .
التوتر المتصاعد في العلاقات التركية الأمريكية زادت في أعقاب قيام أنقرة بشراء منظومة الدفاع الصاروخي اس 400 من موسكو رغم تحذيرات واشنطن المتكررة لها صفقة يعتبرها الناتو خطرا يهدد نظامه الدفاعي .
وقررت واشنطن أن تعاقب أنقرة بإلغاء صفقة بيع 155 طائرة حربية من طراز اف 35، بل وأخرجتها من برنامج صناعة تلك الطائرات، وفرضت عقوبات على بعض كياناتها، لكن تركيا تصر على أن لديها حلولا لا تجبرها على التخلي عن صفقة اس 400 .
وسائل إعلام أمريكية تحدثت عن أفكار يجري التباحث بشأنها من بينها إلغاء تفعيل المنظومة الصاروخية مقابل إلغاء العقوبات الأمريكية .
وكان بايدن في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حينها نائبا له وقد تعامل بشكل متكرر مع أردوغان وقام بأربع رحلات إلى تركيا، بما في ذلك في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016م، ولكن منذ ذلك الحين قدم وجهة نظر غير وردية عن الزعيم التركي.
وقال بايدن لهيئة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2020م : "لقد أمضيت الكثير من الوقت معه إنه مستبد وأكثر من ذلك بكثير. وقال:" ما أعتقد أننا يجب أن نفعله هو اتخاذ منهج مختلف تمامًا تجاهه الآن، مما يوضح أننا ندعم قيادة المعارضة".
وقد أثار تناقل مقطع فيديو لتسريبات بايدن استياء المسؤولين الأتراك فيما رأى دبلوماسيون أن أردوغان شخصية برجماتية وهو مدرك لحدود سياسته فهو لا يريد مغادرة الناتو من جهة، كما لا يريد أن يذهب بعلاقاته مع روسيا من جهة أخرى، بل جعل حلف الناتو عدوا رئيسا لروسيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.