مثلما كانت "دويلة الإمارات اللاعربية" سبَّاقةً في إتيان خطء التطبيع، فقد باتت -في سبيل إشباع رغبة أو نهم الضجيع الذي أعني به "الكيان الصهيوني"- أشد تهيُّؤًا وأكثر استعدادًا لاقتراف أيِّ جُرم لاأخلاقيٍّ فظيع، وغدت أكثر البلدان مسارعة واندفاعًا لمشاركة دولة "الكيان الصهيوني" في تنفيذ كل مشاريعه واستراتيجياته التهويديَّة القائمة على أفكار توراتية زائفة والهادفة إلى وأد ما تبقى من حقٍّ للشعب العربي الفلسطيني وتضييعه. ففي ضوء الاستراتيجية العسكرية الصهيونية الاحتلالية الاستئصالية التي تقتضي بقاء جيش دولة الكيان بمختلف قواه وأسلحته وتشكيلاته في حالة جاهزية فنية وقتالية عالية، وفي حالة تأهب دائم لاقتلاع أبناء الشعب الفلسطيني من منابتهم ومواطنهم الأصلية بصورة كلية- نفذ سلاح جو "الكيان الصهيوني" في الفترة "26 - 28" من أكتوبر الماضي في صحراء "النقب" الفلسطينية التمرين العسكري الدولي الذي أطلقت عليه تسمية "العلم الأزرق" الذي نُفذ بمشاركة كل من "الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليونان، والهند"، فتسبب ذلك التنفيذ المتعدد الأطراف -نتيجة ما سبقه من ترتيب وتنسيق دقيق- في تحليق مقاتلات 7 دول -معظمها ضالعة في جريمة توطين الصهاينة في أرض "فلسطين"- في سماء الأراضي العربية المحتلة لأول مرة منذ الإعلان عن قيام دولة "كيان صهيون" عام 1948. وبالرغم من أن هذا التمرين العسكري يقام كل ثاني عام منذ أن تقرر تنفيذه بشكلٍ متكرر في عام 2013، فإن مناورة هذا العام 2021 -بالنظر إلى تميزها باضطلاع 1500 متدربٍ من جنسيات متعددة بمهاجمة واستهداف مئات الأهداف المفترضة والتعاطي مع مئات التهديدات المعادية المحتملة وفي ظروف الخطوط الجوية المعقدة ب880" طلعة جوية بواسطة أكثر من 70 طائرة مقاتلة من دول عدة- تُعَدُّ المناورة العسكرية الكبرى والأكثر ضخامةً وتطوُّرا من جميع ما سبقها من مناورات أخرى منذ أن دنست أقدام الصهاينة ثرى أرض الإسراء. ولم تفُت سلطات "دويلة الإمارات" المفرطة في الممارسات والسلوكيات العَمِالِيَّة فرصةُ تشريف هذه الفعالية الاحتلالية بحضور رسمي تمثل بصفةِ وشخصِ قائد القوات الجوية الإماراتية اللواء الركن "إبراهيم ناصر محمد العلوي" الذي عكس -بصدى حضوره المدوي- ما بات يربط سلطات الكيان الصهيوني بنظام بلاده المنحرف عن الصراط السوي من ارتباط قوي يتجاوز بقوَّته ومتانته ما يربط بين أبناء الملة الواحدة من رباط أخوي. ونظرًا لما يمثله حضور المسئول العسكري الإماراتي من أهمية بالغة لدى سلطات الكيان الصهيوني "التوراتي" فقد كان لهُ بالانتظار على أرض المطار -يوم الإثنين ال25 من أكتوبر- قائد سلاح جو العدو اللواء "عميكام نوركين" الذي استقبله -بحسب ما تناقلته الكثير من وسائل الإعلام التي غطت زيارته من عدة جوانب- بترحيب واحتفاءٍ مبالغٍ فيهما بالرغم من اقتصار حضوره على صفة "عضو مراقب"، وهي مبالغةٌ تؤكد أنه قد عُد -على سبيل عرفان سلطات الكيان بما تتلقاه من نظام الإمارات من دعم مالي متجدد- ضيف شرف الفعالية في محاولة من المضيفين الصهاينة لإغرائه وإغراء نظرائه بالحضور -أعضاءً مشاركين- في نظيرتها المستقبلية التي من المقرر لها أن تقام بعد عامين بالتمام. وفي سياق ما حظي به المدعو "علوي" من استقبال رسمي قال اللواء الصهيوني "نوركين" -بحسب قناة "روسيا اليوم"-: (أشكرك قائد سلاح الجو الإماراتي على استعدادك للوصول إلى إسرائيل، فهذا يوم تاريخي ومهم للتعاون بين سلاحي الجو الإسرائيلي والإماراتي). وإمعانًا من المسئولين الصهاينة في استدراج الضيف المحدود الدراية ونظام بلاده الزائغ عن سُبل الهداية إلى الانغماس أكثر فأكثر في مستنقع الغواية، فقد اعتبر رئيس العمليات في سلاح الجو الصهيوني المدعو "أمير لازار" -بحسب ما نُشر في "العين الإخبارية"- (زيارةَ قائد القوات الجوية الإماراتية "إبراهيم العلوي" مهمة للغاية). وفي مسعى من المسئولين الصهاينة إلى رفع حدَّة التوتر بين "دويلة الإمارات" التي تُدار بطيش وسفه أولاد "زايد بن سلطان آل نهيان" وبين أقوى من يحيط بها من الجيران، زعم محللون عسكريون إسرائيليون -بحسب ما نشر في موقع "الجزيرة نت"-: (إن زيارة "العلوي" ومشاركته في مناوراتٍ فعالةٍ لسلاح الجو الإسرائيلي تحمل في طياتها رسالة واضحة ل"إيران" مفادها "أن مناورات إسرائيلية إماراتية في الخليج -وعلى مرمى حجر من إيران- لن تكون بعيدة جدًّا من الآن". بل لقد حمل سلطات العدو جهدها الحثيث والمثابر في توسيع مساحات وأطر ودوائر التوتر على الإيعاز لبعض ما تتبناه من مصادر أن تتوقع -وفق ما أورده موقع الجزيرة نت" في سياق ذلك الخبر- (مشاركة "الإمارات" ودول أخرى بشكل فعال في مناورات "العلم الأزرق" بعد عامين، لا سيما أنها تحاكي سيناريوهات تتعلق بشن هجمات على "إيران").