نجد أن الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" الذي قاد حملته الانتخابية بشعار تغيير سياسة بيع السلاح الأمريكي لحلفائه في الخليج، وألغى صفقات كان وقعها سلفه دونالد ترامب مع كل من السعودية والإمارات، تطرح موافقة إدارته على الصفقة الأخيرة علامات استفهام عدة، وانتقادات حول تراجعه عن مواقفه السابقة. ومع ذلك قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية إن الحرب في اليمن أودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص.. ولاشك أن مبيعات الولاياتالمتحدة للأسلحة الهجومية أو الدفاعية للسعودية والإمارات ساهمت في ذلك. وأكدت أن بين عامي 2015 و2020، وافقت الولاياتالمتحدة على تسليم أسلحة للرياض تقدر بأكثر من 64.1 مليار دولار من الأسلحة. أي أنها باعت للرياض ب 10.7 مليار دولار كل سنة.. أفادت عدة تقرير بأن 73% من واردات السعودية من الأسلحة تأتي من الولاياتالمتحدة و13% من المملكة المتحدة يبدوا أن إدارة بايدن أكثر حساسية لحقوق الإنسان من الجمهوريين. ولكن لا يزال هناك ثقل لوبي السلاح. لذلك هل تعزز الولاياتالمتحدة السلام بتسليح السعودية؟ ومن المتوقع أن يتم استخدامها في الحرب ضد اليمن؟ أن إدارة بايدن تلعب على الجانبين، فبعد رش الماء على الموقد اليمني ، ترمي واشنطن الآن النفط هناك! الوكالة رأت أنه بعد تسعة أشهر ، لا يزال القتال محتدما بين قوات هادي المدعومة من السعودية وقوات صنعاء.. لقد سيطر الجيش واللجان بشكل شبه كامل على محافظة مأرب الاستراتيجية.. فمنذ التدخل السعودي في عام 2015، استمر الجيش واللجان الشعبية في استعادة مناطق استراتيجية.. واليوم يسيطرون على عدة محافظات يمنية، بما في ذلك صنعاء، والحديدة وميناءها الرئيسي. من جانبه قال المحلل السياسي الإيطالي "جوزيبي جاجليانو" في تحليلً نشرته صحيفة "ستارت ماج"الإيطالية إن أفضل تعليق يمكن الإدلاء به فيما يتعلق بالتطورات "الجديدة" بين أمريكا بايدن والسعودية "السيئة"،هو "أخيراً عاشوا جميعاً في سعادة دائمة". وأكد أن بين 6 و7 يوليو ، عقد نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان اجتماعات ثنائية مع أهم ممثلي الأمن القومي الأمريكي ، بما في ذلك مستشار الأمن القومي ، جيك سوليفان ، ووزير الدفاع لويد أوستن الذي شدد على أن واشنطن ستبقى محافظة على علاقتها مع الرياض ، وستعمل على إنهاء الصراع اليمني. وذكر أن الأهم من ذلك يمكننا أن نطرح على أنفسنا بضعة أسئلة ، سيما فيما يتعلق بالحاجة التي بشر بها بايدن على مستوى الحملة الانتخابية لتدشين سياسة الانقطاع عن العمل مع السعوديين مقارنة بتلك التي انتهجها ترامب. ماذا حدث لقضية جمال خاشقجي؟ ألم يقل الرئيس بايدن في 4 شباط/فبراير إن الولاياتالمتحدة من الآن وصاعداً لم تقدم أي دعم للسعودية في حربها ضد اليمن ؟ هل هذا التغيير بالطبع لا يتزامن مع الذي أدخلته الحكومة الإيطالية ؟ أم أن الولاياتالمتحدة هي التي نصحت الصديق والحليف الإيطالي بإعادة النظر في قراراتهم؟ ولكن بعيداً عن الفرضيات ، ما الذي يربط الولاياتالمتحدة و السعودية بشكل وثيق ؟ ألن يتم تصدير النفط مقابل صفقات الأسلحة؟ ألا يساهم تأثير الأسلحة إسهاماً كبيراً في تفاقم الوضع الحالي وتدهور الظروف البيئية الراهنة ؟ أليست الدول الأوروبية وغير الأوربية التي تجتمع لتقرير المصير البيئي للعالم هي أيضاً من بين المنتجين والمصدرين الرئيسيين للأسلحة؟ لذلك إذا تمت الموافقة على الصفقة التي تبلغ قيمتها 650 مليون دولار، فستكون أول صفقة بيع للسعودية منذ أن تبنت إدارة بايدن سياسة عدم بيع الأسلحة.