ذكر قادة الاتحاد الأوروبي أنهم يستعدون للانتهاء من وضع التفاصيل الفنية لاتفاق لتخفيف العقوبات على واردات النفط الروسي، فيما تنازعوا بخصوص كيفية التعامل مع تداعيات أوسع نطاقا للحرب في أوكرانيا، فى الوقت الذى كانوا فيه يختتمون قمة في بروكسل استمرت ليومين. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي عقب القمة أن الاتفاق "سيسهم الآن في دفع روسيا ثمن أنشطتها بتبعات كبيرة". وتتضمن التسوية التي جرى التوصل لها أمس حظر النفط الوارد لأوروبا عن طريق البحر فقط وليس خطوط الأنابيب، إذْ تتضمن إعفاءات لخط أنابيب "دروجبا العملاق" الذي يعود للحقبة السوفيتية ويربط روسيا بالعديد من دول أوروبا الشرقية والوسطى، وذلك بعد ضغوط شديدة من المجر. وسوف تستمر المناقشة بشأن التفاصيل التقنية والقانونية للاتفاق في الأيام المقبلة وتاتي عقب أسابيع من توقف المحادثات. ويوم مسؤولو الاتحاد الأوروبي بتقييم الخطوات المقبلة، في ظل تجنب حدوث أزمة محتملة، لكنهم ظلوا مترددين إزاء مناقشة موضوع حظر واردات الغاز الروسية وسيجري إيقاف واردات النفط عن طريق البحر بحلول نهاية العام ، حسبما أكدت مصادر دبلوماسية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). وتشكل هذه الواردات ثلثي جميع واردات النفط من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر اليوم إن فرض حظر كامل على واردات الغاز الروسي أمر "غير مطروح" للنقاش، رغم مطالبات دول البلطيق. وقالت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس، والمدافعة عن إقرار حظر كامل لكافة واردات الطاقة الروسية، إن الغاز لن يكون ضمن الحزمة السابعة التي سيفرضها الاتحاد على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا. وذكرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين أنه من المهم أن يتم تقييم "محاولات للالتفاف " على العقوبات المفروضة و "ثغرات خفية " تحمل فى طياتها مخاطر بالتهرب منها. ووافق قادة الاتحاد الأوروبي وسط الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة، في بيان مشترك على الاستعداد بشكل أفضل "لانقطاعات كبرى محتملة للإمدادات" عن طريق "الموافقة على اتفاقات تضامن ثنائية" وملء سعات التخزين قبل الشتاء المقبل. وذكرت فون دير لاين أن منشآت تخزين الغاز في التكتل مملوءة حاليا بنسبة 41 %، بزيادة 5 % مقارنة بنفس الفترة من .2021 وشغلت أزمة غذاء تلوح في الأفق بسبب حظر روسيا لصادرات الحبوب من أوكرانيا، وهي أحدى أكبر الدول المنتجة للحبوب في العالم، مما أدى لارتفاع الأسعار ، اهتمام زعماء الاتحاد الاوروبى فى اليوم الثانى للقمة . وقال الرئيس السنغالي وهو الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى ماكي سال، الذي وجه خطابا لقادة الاتحاد الأوروبي عبر رابط فيديو اليوم الثلاثاء ، بحسب نسخة من الخطاب اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "إن الموقف يدعو للقلق وقد يأتي الأسوأ إذا استمرت الاتجاه الحالي". إلى ذلك فرضت كندا الثلاثاء عقوبات على لاعبة الجمباز الروسية السابقة ألينا كاباييفا التي يعتقد أنها "عشيقة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى 21 مسؤولا روسيا وأربع مؤسسات مالية، على خلفية غزو موسكولأوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في تصريح للصحافيين في أوتاوا "نستهدف مصارف وأثرياء روسا من النافذين المقرّبين من نظام بوتين، وأيضا، لا أعلم كيف أصفها، شريكته"، في إشارة إلى كاباييفا. وستجمّد أصول المستهدفين بالعقوبات وبينهم كاباييفا والمصرف الزراعي الروسي و"إنفست تريد بنك" وشركتان لإدارة الأصول، وسيُمنعون من دخول الأراضي الكندية. وبحسب أجهزة الاتحاد الأوروبي تشغل كاباييفا منصب رئيسة مجلس إدارة مجموعة "ميديا غروب الوطنية" وهي شركة قابضة تملك حصصا كبيرة في الغالبية الساحقة من وسائل الإعلام الفدرالية الروسية الرئيسية. وتفيد تقارير وسائل إعلام عدة بوجود علاقة تربط الرئيس الروسي بكاباييفا منذ سنوات، وهو ما نفاه بوتين في العام 2008. وبحسب تقرير أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين أميركيين، جمعت كاباييفا وعائلتها ثروة من جراء تواجدها ضمن الحلقة المقرّبة من بوتين. وأورد التقرير نقلا عن معلومات استخبارية أميركية أن كاباييفا تستفيد من ثروة بوتين. وقالت جولي إن الهدف من العقوبات هو "خنق نظام بوتين"، وهي أشادت بقرار الاتحاد الأوروبي حظر استيراد معظم الموارد النفطية الروسية. ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، فرضت كندا عقوبات على أكثر من 1050 فردا وكيانا في روسياوأوكرانيا وبيلاروس أو من هذه الدول.