عندما يكتبُ العقل تكون الكلمة أجمل ، وعندما يكتبُ القلب تكون الكلمة أصدق . بهذه المعاني تمسكُ بالقلم أناملي لتكتبَ سطوراً من نور في صفحة من ذهب لمجلد التاريخ اليماني العظيم المليء بالمآثر الخالدة والأمجاد التليدة لأولي البأس الشديد . ونحن في هذه الأسطر أمام واحد من عظماء هذا الوطن المعطاء الراسخون بقيمهم وإيمانهم وثباتهم . الذي رحل عنا ولم يرحل منا ؛ الحاضر بقلوبنا الغائب بعيوننا. انه الشهيد المجاهد أكرم محمد علي احمد الشعبي. لقد كان الشهيد الراحل واحداً من رجال الأمن المخلصين الذين لبوا نداء الواجب المقدس في أحلك الظروف ، وشارك في أكثر الجبهات القتالية كتفاً بكتف مع رفاق السلاح متصدياً لمساعي الأعداء ، وتعامل مع الواقع بادراك عميق وجدية عالية . لقد رحل الشهيد أكرم "أبو آدم" والدمعُ يلاحقهُ فهو الحاضر الغائب ، الحاضر بقلوبنا الغائب بعيوننا . اختفى صوته وبقيت سيرته العطرة . وترك الحنين في قلوب أحبته ؛ وستبقى ذكراه معنا لأنه كما قلنا أولاً رحل عنّا ولم يرحل منّا." سكبَ الله على قبور كل من رحلوا عنا ومازالوا أحياءً في قلوبنا رحمةً وطمأنينةً من عفوه ومغفرته. وأنبتهم طاهرين مطهرين إلى جناته يوم يبعثون وجعلني وإياهم ممن يورثون الجنان ويُبشرون بروح وريحان.