أقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية على اتخاذ خطوة خطيرة تعد من الخطوات التحضيرية الحقيقية نحو اشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة عندما وجهت القيادة السياسية والعسكرية برفع طاقة التصنيع الحربي الامريكي 500% وهذا يعد مؤشرا غاية في الخطورة وهي بهذه الخطوة تضع الامن العالمي على حافة الهاوية خاصة وان قيادة روسيا الاتحادية السياسية والعسكرية على اهبة الاستعداد لاستخدام النووي في حال اصرت أمريكا ودول حلف الناتو على هزيمة روسيا في الحرب الجارية رحاها على الاراضي الاوكرانية التي يقطن فيها غالبية سكانية روسية والتي مضى عليها ما يقارب العام . الرئيس الروسي فلادمير بوتين لم يدخل هذه الحرب إلا بعد ان استنفد كل الطرق السلمية والتحذيرية مع القيادة السياسية الاوكرانية ومن ورائها الدول الغربية والتي كان يطالب فيها ضمان حقوق المواطنين الاوكران ذوي الاصول الروسية والقاطنين في اقليم دونباس وخاركيف وسومي وزاباروجيا وخيرسون وجزء من موكالايف واوديسا وبعض الاقاليم شرق نهر الدنيبر.. إضافة إلى جعل اوكرانيا دولة محايدة وفاصلة بين دول الناتو وروسيا وعدم ضم اوكرانيا إلى الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو. إلا أن القيادة السياسية الاوكرانية وبتحريض مباشر من أمريكا وبولندا ودول البلطيق رفضت تنفيذ اتفاقية مينسك التي كانت قد وقعت عليها في العام 2013م والتي كانت تنص على ضمان حقوق المواطنين الاوكران من أصول روسية في تلك الاقاليم . لم تكتف أمريكا ومن معها من الدول المعادية لروسيا بهذا الرفض، بل قامت بتجهيز الجيش الاوكراني من أجل محاربة الجيش الروسي وهزيمته من أجل اسقاط بوتين ومن ثم تكرار ما حدث للاتحاد السوفيتي عام 1992م وتقسيم روسيا إلى دول متناحرة وشطب الاتحاد الروسي من خارطة العالم إلى الأبد والتفرغ فيما بعد لتدمير جمهورية الصين الشعبية ويخلو العالم للغرب وتتم السيطرة على اقتصاد ومقدرات العالم دون منافس. وعندما أدركت القيادة الروسية خطط الغرب اضطرت إلى الدخول في الحرب لقطع رأس الأفعى في كييف و التي تستخدمها دول الغرب في تنفيذ مخططاتهم الاجرامية ضدها التي تعدت الحدود واصبحت الحرب في اوكرانيا هو المعول المهم في يد أمريكا لتحقيق خططها الاجرامية نحو روسيا وتهديد امنها القومي وتقسيمها والاستيلاء على ثرواتها الهائلة. أن الحرب في اوكرانيا لم تحقق الهدف الحقيقي من اشعالها للغرب رغم حجم الدعم الاقتصادي والعسكري الغربي لاوكرانيا الذي لم يسبق له مثيل في الحروب السابقة التي حدثت في العالم. وباعتقادي أن الخطوة الأمريكية الخطيرة التي اتخذتها في رفع معدل التصنيع الحربي إلى مستوى الحرب هو بداية للتدخل الغربي المباشر في هذه الحرب . واذا ما تم ذلك فأن روسيا لن تستطيع بمفردها من مواجهة دول حلف الناتو وبقية الدول التي ستنظم اليه من خارج الحلف ولن يتبقى لروسيا إلا استخدام سلاح الردع النووي للدفاع عن وجودها أمام العدوان المحتمل شنه عليها خلال الأشهر القريبة القادمة خاصة بعد انقضاء الشتاء وذوبان الثلوج.. حتى تفقد روسيا سلاحاً مهماً في الحرب المنتظرة ألا وهو سلاح الثلج التي استخدمته في حروبها ضد نابليون وهتلر . أن إصرار أمريكا بالذات على اشعال هذه الحرب وهزيمة روسيا إضافة إلى ما ذكر اعلاه هو قيام روسيا بالسيطرة على الاقاليم الشرقية والجنوبية الاوكرانية التي تخبئ في جوفها أكثر من 13 ترليون دولار من الثروات النفطية والغازية والذهب والالماس والفحم الحجري ومعادن أخرى ذات أهمية كبرى في الصناعات الانية والمستقبلية ناهيك عن حجم المياه العذبة التي تزخر بها تلك الاقاليم والحجم الزراعي الكبير الذي يتجاوز 35% من الإنتاج الزراعي الاوكراني إضافة إلى الغابات المهولة، التي فيها ملايين الأشجار التي يمكن استخدامها كأخشاب وتصديرها للعالم والتي كانت أمريكا تنوي الاستحواذ على كل هذه الثروات في اوكرانيا. واصبحت كل هذه الثروات الآن تحت السيطرة الروسية لذلك نرى الحجم الهائل من الدعم المالي والعسكري لاوكرانيا من قبل الغرب. هذه الحرب أصبحت حرباً متعددة الأهداف ولن تسمح أمريكالروسيا ببساطة أن تستولي على هذه الثروة الهائلة.. خاصة وان روسيا قد استولت على ثروات ضخمة في المحيط المتجمد الشمالي بحكم موقع روسيا الجغرافي المطل على المحيط الذي مكنها من السيطرة على 80% من حجم ثرواته. فاذا ما فازت روسيا في هذا الصراع المرير فأنها ستصبح الدولة الاغنى في العالم وسيكون لها الدور الرئيس في التحكم بكل واردة وشاردة في عالمنا المستقبلي، من هنا يجب أن نفهم حقيقة هذه الحرب الخطيرة وتداعياتها على كل امم العالم .. في الأخير .. القول الفصل .. بوتين مدرك لكل ما ذكر اعلاه ولا يمكنه أن يسمح للغرب بالانتصار، وتحقيق اهدافه واذا ادرك أن جيشه سيخسر هذه الحرب فأن استخدام النووي الروسي سيكون واقعا لا محالة ..خاصة وانه صرح بالقول ليس هناك جدوى من وجود البشرية دون روسيا .