قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان ما نسمع عنه عن تقدم في حل الملف اليمني عبر الوسيط الأممي فرقعات إعلامية بعيدة عن الواقع في الوقت الراهن كونها لا تلامس الواقع ولا تعالج القضايا الوطنية من السيادة وخروج المحتلين وترسيخ الوحدة الوطنية ومعالجة آثار العدوان من جبر الضرر والتعويضات ورفع الحصار ودفع رواتب الموظفين المنقطعة منذ 8 سنوات. وأضاف البروفيسور الترب انه لا يمكن اعفاء دول العدوان من مسؤوليتها فلا يمكن ان يتحول السعودي من معتدي الى وسيط وهذا مالا يمكن القبول به ومتاعنا عند السعودي وليس عند مرتزقته اما الاماراتي المستمر في عدوانه وباشكال اخرى فالحساب اكبر كونه من يقود الى تدمير النسيج الاجتماعي ويغذي الصراعات والانقسامات في اليمن وخاصة في الجزء الجنوبي والشرقي . ونبّه البروفيسور الترب من خدائع السعودية التي تسعى الى التنصل التدريجي من دفع تعويضات العدوان فالتفاوض المفترض يكون مع السعودية والأمريكان فهم الطرف المعني بالتفاوض وهم من يقودون العدوان أما المرتزقة فلا حوار معاهم كونهم أدوات بهدف دعم ومساندة كيان العدو الصهيوني الغاصب، بالأسلحة والذخائر والصواريخ والدعم السياسي والدبلوماسي وحماية سُفنه في البحر الأحمر ليواصل حربه الإجرامية على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.. أعلن وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن الليلة الماضية، عن تشكيل تحالف متعدد الجنسيات مكون من عشر دول باسم "حارس الازدهار". واكد البروفيسور الترب ان المرحلة الحالية حساسة وتحتاج الى التعجيل بترتيب البيت اليمني من الداخل وإعلان حكومة الكفاءات (حكومات حرب ومواجهة التحديات )- مع حوار وطني شامل كون المرحلة بحاجة الى العمل السياسي القوي بعد ان تم تحقيق القوة العسكرية الرادعة فما نلاحظة أن أمريكا تسعى إلى دفع أطراف دولية وإقليمية وبعض الأدوات المحلية للانخراط في هذا تحالف حماية السفن الصهيونية في البحر الأحمر وربما وافقت بعض الأطراف في ذلك تحت الرهبة والخوف والطمع في نيل الرضى الأمريكي، وربما تتساوق أطراف أخرى مع هذا التشكيل الذي تهدف الإدارة الأمريكية من ورائه إلى تأمين وحماية كيان العدو الصهيوني وسفنه في البحر الأحمر، بل وإلى كسر المعادلة التي فرضتها القوات المسلحة اليمنية، بهدف كسر الحصار الإجرامي على غزة وهذا يستدعي التنبه والعمل على البناء في مختلف المجالات اقتصاديا وسياسيا بعد البناء العسكري وقطع الطريق على دول العدوان التي تسعى لابقاء اليمن في صراعات وازمات. واكد البروفيسور الترب على موقف اليمن والداع للقضية الفلسطينية و أن التحالف الأمريكي الجديد لن يغير في مجريات المعركة ولن يغير موقف اليمن الداعم لفلسطين ولن يوقف العمليات البحرية. وقال البروفيسور الترب من اليوم على اليمن ان تستفيد من موقعها الجغرافي فلا تقتصر أهمية باب المندب على الجانب التجاري فقط بل يتمتع مضيق باب المندب بأهمية استراتيجية واقتصادية وعسكرية، جعلته ساحة للصراعات الإقليمية والدولية، وهو ما اغرى القوى الخارجية الطامعة لتعزيز نفوذها فيه بإنشاء قواعد عسكرية بالجزر والدول المشاطئة واستغلال التحكم بالمضيق وإغلاقه في وجه الخصوم عند الحاجة، فأصبح ورقة رابحة في الحروب والنزاعات ولكنه اليوم بات في قبضة يمنية خالصة استخدمت لقضية إنسانية وأخلاقية بحتة دفاعا عن المقدسات الإسلامية ودماء المدنيين الأبرياء في غزة.