ظن فرعون واهماً أنه بلحاقه بنبي الله موسى -عليه السلام- ومن معه من بني إسرائيل أنه سيقضي عليهم ، ولم يكن يعلم أن أنبياء الله ورسله وأولياءه إنما هم منصورون من عند الله سبحانه وتعالى، فقد كتب الله لهم النصر والغلبة كما أخبر سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم بقوله: [ كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ]، وقوله : [ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ]. فكانت النهاية والزوال الحتمي لفرعون وهامانه وجنودهما غرقًا في البحر ؛ لأنه كان يظن أن قوَّتَه سوف تحقق له النصر والغلبة على نبي الله موسى -عليه السلام- ومن معه ، لأنه كان ينظر إلى المعركة من خلال موازين القوى البشرية متجاهلاً لقوة الله التي لا تقهر ولا تغلب ولا تحتاج إلى المال أو السلاح أو الجنود، بل تحتاج إلى التأييد والعون الإلهي والسلاح البسيط كعصا موسى أو ما يماثلها اليوم من الطيران المسير والصواريخ الباليستية التي لا تتعدى تكلفتها آلاف الدولارات مقابل ملايين الدولارات لسلاح العدو ، إضافة إلى القوة الإيمانية العظيمة التي يمتلكها المجاهدون المؤمنون من أبناء القوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني العظيم ، ومع علمه بأن عصا موسى تلك العصا البسيطة التي كانت معه ستفعل ما لا يستطيع أن يتخيله هو ولا غيره ، ليضرب بها موسى -سلام الله عليه- البحر فينفلق نصفين كل فلق كالطود العظيم إيذانًا من الله تعالى بنجاة موسى وقومه ، وغرق فرعون وحلفه وأدواته. ولم يكن لدى نبي الله موسى -صلوات الله عليه وعلى نبينا وآله- سلاح يواجه به فرعون وطغيانه وجبروته إلا تلك العصا التي أذلّ بها جبروت فرعون وأولياء الطاغوت أجمعين. وها هي اليوم أمريكا ومعها الغرب الكافر والكيان الصهيوني الذين يمثلون طغاة هذا العصر وفرعونه، وهم أهل الباطل الظاهرون والمعلومون في هذا العصر الذين أذن الله بزوالهم وزهوق باطلهم بعد أن جاء الحق وجاء ولي الله القائم بالحق من آل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وهم لا شك وفقاً لسنة الله التي لا تتغير ولا تتبدل زاهقون وزائلون، وهذا الأمر الذي انطلق على أساسه السيد القائد المؤسس الشهيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- يوم أطلق صرخته المزلزلة المدوية في جبال مرّان: الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام. أطلقها مؤكدًا على أن ؛أمريكا وحلفها وطغيانها وجبروتها ليس إلا قشة لا يساوون شيئًا أمام ملك الله وقوته وجبروته ، قال هذا الكلام وأطلق صرخته يوم لم يكن يملك هو والذين معه إلا بعض قطع من السلاح الخفيف، لكنهم كانوا يملكون الإيمان العظيم بالله سبحانه وتعالى ، الإيمان المطلق والثقة والتوكل على الله واليقين بأن من يتحرك في سبيل الله كان له النصر والتأييد والتمكين والغلبة من الله بحوله وقوته. لكن العدو الأمريكي والغرب الكافر والكيان الصهيوني اليهودي وأدواتهم الرخيصة في الداخل العربي لم يستوعبوا هذا الدرس الذي لقنه إياهم الشهيد القائد ومن بعد أخيه السيد القائد وأولياء الله خلال حروبهم منذ العام 2004 ميلادية وحتى اليوم بحروب متعددة إما عبر الوكلاء المحليين أو الإقليميين ، وآخرها العدوان والحصار الظالم الذي دام قرابة تسعة أعوام بحلف كبير تتزعمه أمريكا وإسرائيل وآل سعود وآل زايد بمعية عشرات الدول ، لكنهم باؤوا بالفشل الذريع والنكسة المخزية . وبعد هذا كله يأتي العدو الأمريكي متجاهلًا لما حدث له وما صار عليه من بعد ما كسرت شوكته في عدوانه الآثم على اليمن ، يأتي ليهدد ويتوعد أهل اليمن شعبًا وقيادة وهو لا يعلم ولا يدرك أن الله قد اصطفى بهذا البلد الأمين قائدًا ربانيًا حكيما ووليًا من أوليائه وعلمًا من أعلام الهدى ، خصّه الله بالهدى والإلهام والنصر والغلبة والتمكين حتى زوال الطغيان الأمريكي من الأرض كلها ، ونهاية وزوال الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب في أرض فلسطين، وتحرير الأقصى بمشيئة الله سبحانه وتعالى. ومن فضل الله -سبحانه وتعالى- على المؤمنين أنه يسوق أعداءهم اليوم سوقًا إلى البحر الأحمر بأساطيلهم وأسلحتهم وبوارجهم وعتادهم وجنودهم ؛ لتكون معركة الفصل الذي فيها سيكون النصر حليف المؤمنين ، لأن النصر هو عطاء من الله -سبحانه وتعالى- لأوليائه، ولا يمكن أن يناله أعداؤه إلا بتفريط -لا سمح الله- من أبناء الأمة ، وهذا -بفضل من الله سبحانه وتعالى- ما لا يوجد في أمتنا ؛ لأن قيادتنا الحكيمة تدرك مخاطر التفريط والتقصير التي تبعد النصر عنها. ومنذ أعلن العدو الأمريكي تحالفه المهزوم سلفًا -والمخذول من الله بلا شك- تأكد لنا من خلال إعلان هذا التحالف أنه تحالف مشؤوم مخذول مهزوم بحول الله وقوته ، هذا التحالف الهش الذي أثبت -بما لا يدع مجالاً للشك- أن اليمن أقوى من الطغيان الأمريكي بألف مرة ؛ لأن العدو الأمريكي الذي كان يتغطرس ويتجبّر ويتكبّر في المنطقه أصبح اليوم عاجزاً يتسوّل تحالفًا لمحاربة اليمن ، هذا البلد الذي يعاني من الحصار وحرب تسعة الأعوام التي شُنّتْ عليه ، لكنه خرج منها أقوى وأعظم وأشد بأسًا وقوةً. واليوم ها نحن نرى رجال اليمن الصادقين المؤمنين يبادرون وينفرون وينطلقون استعدادًا لمعركة الفصل التي سينتصر فيها الحق -لا محالة- بقيادة السيد القائد المجاهد الولي بن الولي عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- قائم آل محمد ، وعلم الهدى وسبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وها هي أمريكا تجري وتسابق قدرها لحسم نهايتها وزوالها على أيدي أولياء الله المؤمنين اليمنيين الذين توكلوا على الله واعتمدوا عليه ، وأعدوا ما استطاعوه ، فلا عاصم اليوم للعدو الأمريكي والإسرائيلي ومعهم الغرب الكافر وأدواتهم في المنطقة من أمر الله ، ومن بأس هذا الشعب العظيم ، وإنها لمعركة الحق والباطل، وفيها سينتصر الحق ويزهق الباطل كما قال سبحانه وتعالى: [ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ]، إنَّ مواجهة العدو الأمريكي والكيان الصهيوني اليهودي العدو الأصيل ، هي أسمى أماني هذا الشعب ، بل هي أمنية أكد عليها السيد القائد المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- انطلاقاً من الضمانات الإلهية بالنصر المحتم لرسل الله وأوليائه والمؤمنين بقوله تعالى: [إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد] ، وعلى العدو الأمريكي السافل أن يعلم بأن تواجده في أرض الأمة هو تهديد للأمن القومي اليمني والأمن القومي العربي معًا ، وعليه أن يستعد للرحيل ورفع قواعده العسكرية من الأراضي العربية وأساطيله وبوارجه البحرية من بحار العرب والخليج ، وإلّا فسوف تكون جميعها فريسة وغنيمة للقوات المسلحة اليمنية وللشعب اليمني يغتنمها ، ومن ثم يستخدمها لمواجهة وإذلال العدو الأمريكي ومعه الكيان الصهيوني اليهودي وكل أدواته في المنطقة بلا استثناء. والله من ورائهم محيط، والعاقبه للمتقين، والحمد لله رب العالمين.