في إطار التصنيع و التطوير المستمر للقدرة الصاروخية حققت قواتنا المسلحة بعون الله تعالى ثورة تطوير متقدمة على المستوى التقني والتطبيقي والعلمي لإنتاج منظومات متنوعة من الصواريخ الهجومية التي وصل بعضها منافسة النظائر الصاروخية التي تصنعها الدول الرائدة عالميا , فخلال المراحل الأخيرة حققت دائرة الصناعات الدفاعية بفضل الله تعالى وتسديده اختراق تكنولوجي في صناعة أجيال من نظم الصواريخ الباليستية أرض - أ رض التي تنافس إصدارات ( روسيا- _الصين-كوريا الشمالية ) ،منها صواريخ الدقة العالية المجنحة والصواريخ النقطية والصواريخ فرط صوتية التي تعتبر احدث تكنولوجيا. زين العابدين عثمان ماذا يعني صاروخ فرط صوتي؟ من المعلوم تقنيا وعسكريا إن الصواريخ بشكلها العام أخذت أطواراً متفاوتة في تطور تقنياتها وخصائصها كالسرعة والمناورة ودقة الاستهداف وكان التسلسل المرحلي لسباق التسلح بدأ في صناعة صواريخ ذات سرعات عند مستوى سرعة الصوت 1235كم /ساعة كأول تقنية صاروخية بدأت ترى النور بعد الحرب العالمية الثانية.. أما الفترة الثانية فكانت صناعة صواريخ فوق سرعة الصوت 2إلى 4 ماخ وهو النوع الجديد المتطور الذي تم تصنيعها خلال 20سنة الماضية. أما الفترة الأخيرة كانت صناعة صواريخ فرط سرعة الصوت أي 9 إلى 10ماخ وهذا أخر إصدار للصناعات الصاروخية التي رأت النور خلال عامي 2021-2022 حيث أنتجت روسيا ثلاثة طرازات مختلفة من هذه الصواريخ وكانت الدولة الأولى التي وصلت لهذا الانجاز وتبعتها دولة الصين والجمهورية الإسلامية في إيران . الخصائص التي تتميز بها الصواريخ فرط صوتية ليس فقط السرعة بل القدرة على المناورة وإصابة الأهداف لذا يمكن أن نتحدث عن مميزاتها الرئيسية كالتالي : 1- القدرة على المناورة العالية فالصاروخ فرط صوتي يتخذ مسار تحليق موجية يمكنه تفادي نطاق الرادارات وأنظمة الاستشعار الجوية 2- القدرة على التسارع من 1ماخ إلى 10ماخ وهي سرعة كافية بان تجعل ذرات الهواء المحيطة تتأين بشكل كبير ما ينتج طبقة من البلازما التي تغطي الرأس الحربي أثناء تحليقه وهذه الطبقة تمنح الصاروخ الإفلات بشكل فعال من الرادارات وأجهزة الإنذار المبكر الجوية والأرضية.. 3- ضرب الأهداف بدقة عالية وبهوامش خطأ قد تصل للصفر ومن خلال شحنة المتفجرات الكبيرة والسرعة العالية التي قد تصل 9ماخ يمكن للصاروخ فرط صوتي الانقضاض على الهدف بقوة نيران مدمرة لذلك هذه الخواص الاستثنائية هي ماتجعل الصواريخ فرط صوتية تتصدر قائمة أهم الأسلحة الإستراتيجية في مضمار التنافس الدولي وتمنحها الرقم الصعب في موازين القوة حيث نجحت روسياوالصين وكذلك إيران من الوصول لإنتاج هذه التقنيات وطورت أجيالاً وأنواعاً ضاربة من الصواريخ التي تبلغ سرعات من 6ماخ إلى 20 ماخ فيما أمريكا التي تدعي نفسها بأنها الدولة المهيمنة تقنيا فشلت في التوصل لأي نجاح في هذا التنافس وقد حاولت شركات التصنيع الأمريكية في مقدمتها شركة لوكهيد مارتن تجريب نماذج من الصواريخ التي طورتها في المراحل الماضية لتنتهي بفشل تنقي ذريع وفضائحي حيث كانت آخر محطات الفشل هي تجربة صاروخ "إيه جي إم - 183" من على متن الطائرة "بي - 52إتش" الذي فشل تماما . اليمن في نادي سباق التسلح الدولي إن وصول اليمن لعتبة امتلاك وتطوير هذه الصواريخ الاستراتيجية يعتبر أمراً استثنائيا واختراقاً تكنولوجياً كبيراً يجعل اليمن الدولة السادسة عالميا في النادي الصاروخي الذي يجمع الدول العظمى فقط أما على مستوى موازين القوة فاليمن بعون الله تعالى أصبح يمتلك ذراعاً نارية أكثر قدرة وفاعلية . ففي ظل الحرب البحرية التي تخوضها القوات المسلحة اليمنية ضد تحالف الشر الأمريكي البريطاني الإسرائيلي صارت تمتلك عنصر قوة يخولها تحقيق ضربات دقيقة و مدمرة في نفس الوقت ضد أساطيل وسفن هذا التحالف . فالصاروخ فرط صوتي وبالتحديد صاروخ حاطم 2 الذي تم الكشف عنه مؤخرا يمكنه بعون الله تعالى توجيه ضربات قاتلة للسفن والمدمرات وكذلك حاملات الطائرات الأمريكية فالبعد التقني لهذا الصاروخ تجعله ذا كفاءة عالية للإفلات من احدث نظم الدفاع الجوي وتحقيق استهدافات ناجحة ودقيقة وتدميرية جدا.. لذا نؤكد بفضل الله تعالى أن اليمن اليوم لم يعد يمن الأمس وإذا لم يتوقف العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزه وتتوقف حرب الإبادة والحصار والتجويع للفلسطينيين في غزة فالعمليات القادمة ستكون مؤثرة لدرجة إغراق السفن والمجموعات البحرية وتصل مفاعيلها إلى عظم العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني .