أكد أمين سر المجلس السياسي الاعلى الدكتور ياسر الحوري، أن ثورة ال21 من سبتمبر المجيدة استطاعت العبور بالشعب اليمني نحو السيادة والحرية والاستقلال وقطعت يد التدخل الخارجي.. مشيراً إلى وضع اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر وصل إلى مرحلة الانهيار الاقتصادي وعدم القدرة على دفع المرتبات، والانهيار الأمني وتنامي أعمال الجماعات التكفيرية وقيامها باستهداف المجتمع وترويعه من خلال التفجيرات والاغتيالات، ناهيكم عن الوضع السياسي الذي خضع للتدخلات الخارجية وصولاً إلى مشروع تقسيمه لدويلات وأقاليم برعاية خليجية وأمريكية وغربية. وقال الدكتور الحوري: "ما ميز ثورة 21 سبتمبر أنها ازدادت قوة وعنفواناً خلال عشر سنوات من الدفاع عن الحرية والاستقلال ومقدرات اليمن وثرواته".. مؤكداً أن الثورة مستمرة حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن وجزره وطرد كل المحتلين. كما تطرق أمين سر المجلس السياسي الأعلى من خلال الحوار التالي إلى جملة من القضايا والمواقف التي سطرتها القيادة الثورية والسياسية وعلى رأسها الموقف المساند للقضية الفلسطينية، والتطور في الصناعات العسكرية وامتلاك الصواريخ الفرط صوتية، والنجاحات العسكرية الكبيرة في المنازلة البحرية الكبرى مع العدو الأمريكي والبريطاني والصهيوني. حاوره: عبدالحميد الحجازي * في خضم احتفالات بلادنا بذكرى ثورة ال21 من سبتمبر المجيدة.. بعد مرور عشر سنوات كيف تقرأون أثر هذه الثورة في حياة الشعب اليمني؟ ** ثورة 21 سبتمبر منذ انطلاقها في العام 2014م وحتى اليوم لازالت تتصدى للعدوان والحصار الخارجي ولم تترك دول الوصاية والاستكبار التي تحكمت في القرار اليمني عبر السعودية على مدى قرون، لم تترك لليمن فرصة للبناء والتنمية، ورغم ذلك استطاعت القيادة اليمنية ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- ومعه كل المخلصين في قيادة الدولة والجيش، استطاعت العبور بالشعب اليمني نحو السيادة والحرية والاستقلال وقطعت يد التدخل الخارجي، بل وسجلت العديد من الانتصارات العسكرية، وكان للشعب اليمني الدور الاصيل في الصمود العظيم وتعزيز جبهات المواجهة ضد تحالف العدوان بقيادة السعودي والاماراتي ومن خلفهم الامريكي والبريطاني وعشرات الانظمة العربية والغربية العميلة. ويلمس المواطن اليمني اليوم حجم العزة والكرامة التي تسجلها اليمن في مساندة فلسطين وتطوير قدراتها العسكرية بحراً وجواً وبراً لردع الكيان الصهيوني ورعاته في الغرب. الانتصار لأهدافها * بالنظر إلى الأهداف التي انطلقت لتحقيقها ثورة ال21 من سبتمبر.. من وجهة نظركم هل تحققت تلك الاهداف؟ ** يكفي ان نقارن وضع اليمن مع ما كان عليه قبل ثورة 21سبتمبر 2014م حيث كان في مرحلة انهيار ويتوجه الخارج لتقسيمه الى دويلات ضعيفة تحت مظلة الأقاليم برعاية دول الخليج وأمريكا وفرنسا وغيرهم، اضافة الى عدم القدرة على دفع المرتبات والانهيار الأمني وتصفية الضباط والتفجيرات والاغتيالات التي كانت تقوم بها مايسمى بجماعات القاعدة وداعش وغير ذلك مما لو استمر لكانت اليمن في خبر كان. ثورة 21 سبتمبر هي استكمال لكل الثورات اليمنية المجيدة وهي مستمرة في العمل الجاد على تحقيق اهدافها كلما بقيت الثورة متوهجة لدى قيادة الدولة ورجال الثورة.. ففي اليمن تم العبث بأهداف ثورة 26 سبتمبر وتم الالتفاف عليها بعدة وسائل حتى تم تدجينها وفرض الوصاية بعد ذلك على اليمن، كما تم التحكم في القيادات وفرض الحكام، بينما ثورة 21 سبتمبر لازالت تخوض منذ عشر سنوات مواجهة كبرى مع أعداء اليمن ومرتزقتهم لتحقيق الحرية والاستقلال، ولابد ان يأتي اليوم الذي يتم فيه الانتصار لأهدافها التي هي امتداد لأهداف ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 اكتوبر، ولابد أن يأتي اليوم الذي تستقر فيه الأوضاع ويشهد فيه اليمن التنمية والتطور بما يليق بتضحيات وجهاد وبطولات ابنائه، ونرجو من الله ان يوفق اليمن إلى ذلك قريبا. معركة مستمرة * تكرس العداء الإقليمي تجاه الثورة اليمنية، وكان من نتائج ذلك شن العدوان على اليمن.. كيف تمكنت الثورة الفتية من الصمود ومواجهة العدوان وأدوات الاستكبار العالمي؟ ** الثورة الحقيقية والثوار المخلصون هم الذين يصمدون في وجه كل المؤامرات، والاصطفافات المحلية والخارجية وهو ماميز ثورة 21 سبتمبر التي ازدادت قوة وعنفوانا خلال عشر سنوات من الدفاع عن الحرية والاستقلال وفي الدفاع عن مقدرات اليمن وثرواته، والثورة مستمرة حتى تحرير كل شبر من أرض اليمن وجزره وطرد كل المحتلين باذن الله. وفيما يتعلق بالمواجهة مع قوى الاستكبار العالمية فهي معركة مستمرة، وقد حققت ثورة يمن 21 سبتمبر انتصارات تاريخية في المنازلة البحرية الكبرى مع الامريكي والبريطاني والصهيوني، والشعب اليمني الحر يصطف اليوم اكثر من أي وقت مضى الى جانب القيادة لمواصلة تحقيق اهداف الثورة، سواءً ما يخص الوضع الداخلي أو يخص الموقف مع فلسطين وكل ما يتعلق بمحور المقاومة والجهاد والانتصار لكل قضايا الامة العربية والإسلامية. تعزيز الصمود * مثل التصنيع الحربي وامتلاك القوة, ثمرة ومنجزاً كبيراً يحسب لثورة 21 من سبتمبر.. ما أهمية هذا الإنجاز وأثره في إظهار اليمن كقوة على مستوى المنطقة خصوصاً وجيشنا يخوض حالياً معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تأييداً وانتصاراً للقضية الفلسطينية والمقاومة في قطاع غزة؟ ** بفضل الله نجح التصنيع العسكري والانتاج الحربي اليمني خلال فترة وجيزة من تحقيق المعجزات وصولاً إلى الانجاز الاستراتيجي المتمثل بالصاروخ الفرط صوتي الذي يضع اليمن في طليعة دول العالم التي تمتلك هذا السلاح وهذا كنموذج فقط الى غير ذلك من التصنيع الذي عزز الصمود ثم الانتصار ومن المهم هنا الاشارة الى ان التطور الحاصل هو بسبب المنهج والقيادة والوعي الذي رسخته تجربة مواجهة العدوان والحصار وفرضته الظروف التي مر ويمر بها اليمن والتي تتطلب امتلاك القوة والإرادة واعداد العدة والعتاد العسكري لمواجهة اعداء اليمن وحتى اعداء الاسلام. قيادة ربانية صادقة * جاءت ثورة ال21 من سبتمبر متوجة للثورات السابقة حاملة أهدافها وغاياتها.. ما الذي ميز هذه الثورة وكيف استطاعت قيادة الثورة إدارة مرحلة مابعد الثورة وحافظت على مسارها التحرري بعكس الثورات السابقة التي تم الالتفاف على اهدافها؟ ** الذي ميز هذه الثورة أنها تحت قيادة ايمانية ربانية صادقة ومخلصة لله والوطن ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والذي سار على خطى مؤسس المسيرة القرآنية المباركة صاحب الرؤية الاستشرافية الواضحة والمنهج المستمد من القرآن الكريم وتوجيهاته، ولذلك استطاعت الثورة المباركة ان تنهض باليمن والشعب اليمني ليقف شامخاً في وجه كل التحديات، كما استطاعت هذه القيادة ان تفعل كل الخبرات والقدرات لدى كل افراد الشعب وفئاته لتعزيز الجبهة الداخلية وصمودها والحفاظ على تماسكها وديمومتها واستمرارها بإذن الله حتى تحقيق السيادة الكاملة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وأمنياً وفي كل المجالات والتأسيس لمستقبل افضل واكثر تطورا لليمن وابنائه الكرام. ارتياح كبير * في جانب التغيير الجذري، وبعد تشكيل حكومة التغيير والبناء والبدء بإصلاحات القضاء.. من وجهة نظركم، كيف تقيميون اهمية تلك الخطوات وأثرها على المستوى القريب والبعيد خاصة ما يمكن أن يلمسه المواطن في مختلف جوانب الحياة؟ ** القيادة من خلال هذا التغيير تستهدف الوصول لتقديم خدمة افضل للمواطنين ولدينا أمل كبير في أن تنجح خطوات التغيير خصوصا والسيد القائد- حفظه الله- هو من يشرف عليه رغم الظروف والإمكانات المحدودة.. والتغيير مبدأ مهم واستراتيجي ومن المهم أن يتوسع ويتم تقيمه باستمرار، وهناك ارتياح كبير في مختلف اوساط المجتمع ومكوناته التي تأمل ان ينجح المسار الإداري كما هو المسار العسكري والأمني. القدرات العسكرية * المواقف الصادقة والانتصارات العظيمة التي يحققها الأبطال في مختلف جبهات المواجهة، لردع الصهيوني والأمريكي والبريطاني، جعلت من اليمن رقماً لايستهان به.. مامدلول ذلك من الناحية السياسية والعسكرية، وكذلك في التوصل إلى خارطة طريق لإنهاء العدوان والحصار؟ ** من صالح السعودية والامارات اللتان تتزعمان تحالف العدوان على اليمن ان يمضيا في انجاح خارطة الطريق التي كانت قد انجزتها صنعاء مع السعودية قبل ان تتغير المعادلات في المنطقة والاقليم بشكل جذري، وفي غير صالحهما لاسيما في ظل التوجيه الصهيوني لتوسيع رقعة المعركة بسبب فشله في غزة ومؤشر ذلك العدوان الالكتروني على لبنان، وفي ظل تطور القدرات اليمنية العسكرية فخلال عام من معركة طوفان الاقصى قطع اليمن شوطاً يتجاوز عشرات السنين في قوته العسكرية المجربة والمختبرة بنجاح يشهد به الاعداء قبل الأصدقاء، واليمن لا يسعى لتهديد الجوار بل يريد فرض مكانته المستحقة واحترام قراراته وقطع يد التدخلات الخارجية التي تحاول العبث به او تقسيمه وتوسيع الصراع بين أبنائه والنيل من وحدته واستقراره وما هو متاح لهم اليوم وهو على الطاولة قد لا يكون متاحاً لاحقاً. كلمة أخيرة تودون توجيهها من خلال هذا اللقاء؟ نشكركم في صحيفة "26سبتمبر" لجهودكم الوطنية والإعلامية، ونبارك للقيادة والشعب الذكرى العاشرة للثورة المباركة ال21 من سبتمبر وكل الثورات اليمنية المجيدة.