الصلف الصهيوني المستمر وتهكمه وإمعانه في استهداف المدنيين والأحياء السكنية، سلوك إجرامي ليس بالجديد، ففي غزة الصمود يحاول الكيان الغاصب يائساً صنع الانتصارات باستهداف المنازل والأبراج السكنية بمن فيها من الأطفال والنساء والشيوخ، كتعبير عن عجزه العسكري، وكذلك الحال في يمن الثبات والعزة الذي قظ مضاجع الصهاينة بدعمه وإسناده المستمر لغزة، فعبرت طائرات الصهاينة عن حجم هزيمتهم بشن عدوان آثم على مقر صحيفتي "26 سبتمبر" و "اليمن"، في إجرام يتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية الكافلة حقوق الحماية للإعلاميين والصحفيين سواءً في أوقات السلم أو الحرب، ناهيكم عن أن منطقة التحرير المستهدفة في قلب العاصمة صنعاء المكتضة بالسكان والمارة في الشوارع. وكما قلنا، الإجرام والقتل ليس بجديد على العصابة الصهيونية، وما يحدث في قطاع غزة منذ عامين من إبادة وحصار وتجويع دليل على النازية الصهيونية التي لن تقف عند حد معين من الدماء بل تتعطش لسفك المزيد، وتوسيع دائرة الاستهداف من فلسطين إلى لبنان وسوريا وإيران واليمن وقطر ، ولن تكون مصر والأردن وتركيا وحتى السعودية والإمارات المطبعة في مأمن من الهجمات الصهيونية ومشروعها التوسعي في المنطقة الذي أفصح عنه بكل وقاحة رئيس وزراء الكيان نتنياهو. هذا الوضع التهكمي الاستفزازي الذي ينتهجه العدو الصهيوني بدعم وغطاء أمريكي، الذي حذر منه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في أكثر منه خطاب، يحتم على أنظمة دول المنطقة أن تذيب جليد العدوات فيما بينها وتوجه بوصلة العداء للمحتل الصهيوني ومؤامراته ومخططاته التوسعية، بدءاً بتفعيل المقاطعة الاقتصادية للبضائع الإسرائيلية والأمريكية، وإلغاء اتفاقيات التطبيع المشؤومة مع إسرائيل، ودعم المقاومة الفلسطينية وفتح الحدود والمعابر التي تسهل إدخال المال والسلاح والرجال والمشاركة في تحرير فلسطين والمسجد الأقصى .. هذا إذا كانت دول المنطقة قد استوعبت واستشعرت الخطر الصهيوني ومشروعه التوسعي. أما إذا ظل الجميع يتفرج على حرب الإبادة الصهيونية في غزة وما يليها من تهجير لسكان القطاع والضم المعلن عنه للضفة الغربية، فإن الدور قادم على المطبعين والصامتين دولة دولة.. والله المستعان على ما تصفون.