التوحُّش والتغوُّل والهمجية الإجرامية الصهيونية الأمريكية ليست لها حدود ولا توقفها إلا القوة، والعدوان الذي استهدف حكومة البناء والتغيير ممثلةً بالشهيد المجاهد أحمد غالب الرهوي ورفاقه وهم سياسيون مدنيون تكنوقراط تحمَّلوا المسئولية عن وعي وإدراك وروح استشهادية في مرحلة وطنية وعربية وإسلامية، وواصل هذا الكيان إجرامه باستهداف مؤسسة صحفية وحيٍّ في منطقة مكتظة بالسكان بهدف إحداث الصدمة والترويع التي هي نهجٌ يهدف إلى إرهاب الشعوب والأنظمة، متصوّراً أن بإمكان التوحُّش والإجرام أن يحقق غايته، ويقيس كيان العدو الصهيوني نفسيات الشعب اليمني بقطعان المستوطنين الغاصبين؛ غير مدركٍ أن جرائمه الوحشية لن تزيد اليمنيين إلا إيماناً وقناعةً بمواصلة معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس انتصاراً للمظلومين الذين يتعرضون للإبادة في غزة وكل فلسطين، ودفاعاً عن وطنهم وعن هذه الأمة والتي غالبيتها بفعل أنظمتها المتصهينة خانعةٌ مستسلمةٌ بانتظار أن يأتي أولئك اللقطاء الصهاينة لذبحها واستعبادها والسيطرة على ثرواتها بعد إلغاء هويتها. الشهداء من الأخوة والزملاء الذين سبقونا في صحيفتي "26 سبتمبر، واليمن" وكل الجسم الإعلامي في هذه المؤسسة التي كانت تؤدي واجبها على الجبهة الإعلامية بوعي وشجاعة، نحتسبهم عند الله أحياءً يُرزقون، وهم كذلك بإذنه تعالى، وكذلك الشهداء من الأطفال والنساء والأبرياء في هذا الحي الذي يتوسط العاصمة صنعاء، وندعو للجرحى بالشفاء العاجل.. وأن العدو الصهيوني لن يزيد النار التي اشتعلت على إخوانهم في غزة إلا تأجيجاً، وهذا ما رأيناه في المظاهرات والمسيرات المليونية الممتدة على كل المحافظات اليمنية الحُرة والمستمرة أسبوعياً كل جمعة طوال حرب الإبادة والحصار في غزة.. لطالما نبَّهنا وحذَّرنا من حقيقة الأمريكي والصهيوني والغربي الاستعماري الهمجي الذي لن يستهدف فقط مَنْ يتصدى له ويواجهه، بل وحتى أولئك المنخرطين في مشروعه الذين ينظر إليهم باحتقارٍ شديد؛وانتهاك السيادة القطرية تحت ذريعة أنه قرر تصفية حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي هي بكل المعايير والمقاييس الإنسانية والدولية حركة تحرُّر وطني مع أن لعب دور الوساطة من قطر هو بطلب أمريكي صهيوني وكذلك استضافة حماس في هذا البلد العربي الخليجي.. الأهم أن أمريكا وتحديداً رئيسها الذي لعب دور الخديعة في مشروعه المقدَّم لحماس عبر الوسيط القطري وسبقه واستتبعه بالتهديد والوعيد لحركة حماس، واستُدعي الوفد الفلسطيني المفاوض إلى قطر لمناقشة مشروع ترامب الذي لم يكن هدفه ومعه نتنياهو الموافقة على هذا المشروع بل تجميع قيادة هذه الحركة التحررية الإسلامية وتصفيتها، وتقديم رسالة أن لا أحد -حتى في هذه الدول الوظيفية التي سخَّرت ثروات الأمة لخدمة المشروع الصهيوني عبر الأمريكي- خارج الاستهداف، والمطلوب منها المزيد من الخضوع، وقد صرَّح الصهاينة أن عليهم أن يتحملوا تكاليف إبادة الشعب الفلسطيني في غزة ومن ثم إبادتهم وإذلالهم.. ختاماً، نقول والألم يعتصرنا لكوكبة إخواننا وزملائنا الذين سبقونا بالشهادة: لقد قدَّمتم أرواحكم وأنفسكم من أجل أقدس وأنبل قضية دينية وإنسانية، وعلى مصيرها يتحدد مصير الأمة كلها وحاضرها ومستقبلها.. أما فيما يخص التنديد والاستنكار والتضامن مع الأشقاء في قطر من كل دول العالم وأيضاً دول مجلس التعاون الخليجي التي رفعت السقف واستعدت لاتخاذ إجراءات ترقى إلى مستوى انتهاك سيادة إحدى دولها وإلى الرد القطري الذي على ما يبدو لن يصل إلى ما هو معلَن، ومن قبل بإبادة وحصار وتجويع لإخوانٍ لهم في الدين والدم واللسان؛ والأهم أنهم -أطفالاً ونساءً وشيوخاً ومقاومين- يشكّلون خط الدفاع الأول للعرب والمسلمين، فإنه سيقبل بهذه الإهانة التي لا تساوي ما اعتاد عليه، ولن نعيد التذكير بالتاريخ القريب والبعيد، ونرجو أن يكون الموقف عند مستوى ما سمعنا من تصريحات ومواقف تضامنية، ولا نريد أن يتجاوزوا الحد الأدنى في مواجهة هذه الجريمة التي فيها رسالة واضحة من أمريكا وكيان الصهاينة أن عليكم أن تخضعوا، ودوركم الوظيفي انتهى.