يسكن سماحة الأمين العام لحزب الله شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله في قلوب كل اليمنيين الذين تشتعل قلوبهم بالحنين إليه، غير مستوعبين فراق الشهيد بعد مرور عام من جريمة اغتياله الآثمة، ففي كل منزل، وحي، ومسيرة جماهيرية ترفع صور السيد نصر الله، باعتباره الأمين المحبوب لديهم. ويعدُّ الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله أحد النماذج الثورية الملهمة لليمنيين، ومن سيرته وكفاحه وبلاغته، وقوة شخصيته، استمد اليمنيون العزيمة والصبر والصمود في جميع المحطات والمراحل أثناء مواجهة الأعداء، فالشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي مؤسس المشروع القرآني في اليمن يقدّم السيد حسن نصر الله كنموذج وقائد مهم وقوي تحتاجه الأمة، كما يقدّمه كمثال للأشخاص الذين يثقون بالله من منطلق ثقتهم بالقرآن، وكقائد يتحدث عن كيان العدو الإسرائيلي بكلمات شجاعة، وليس كأي زعيم عربي. وبعد مرور عام على فاجعة اغتيال الشهيد السيد حسن نصر الله، لا يزال اليمنيون يعيشون الصدمة، فالحزن والأسى لا يفارقهم، فصور الشهيد تعلق على حائط كل منزل، وترفع على الشوارع، وفي المسيرات والوقفات، فاليمنيون يؤمنون أن الشهيد نصر الله منهم وهم منه، ولهذا فإن الارتباط به فوق كل ما يتخيل الآخرون. وفي هذا الجانب يقول رئيس تحرير موقع "المسيرة نت" أحمد داود إن الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله هو الملهم لليمنيين، وهو زعيم، وقائد عربي لا مثيل له في الكون، منوهاً إلى أن فاجعة اغتياله كان ثقيلة على اليمنيين، وأن المصاب كان جلل، وأن اليمنيين بكوا كثيراً على فراقه. ويضيف داود "عندما تعرض اليمن للعدوان السعودي الإماراتي عام 2015م، وقف الزعماء العرب خلف المملكة مؤيدين قصف اليمن ومقدراته، ووحده الشهيد القائد السيد حسن نصر الله الذين صدح بكلمة الحق، وعبّر بموقف شجاع عن وقوفه إلى جانب اليمنيين، ومدحهم بأفضل العبارات قائلاً: إذا لم يكن اليمنيون من العرب فمن هو العرب؟". ويشير داود إلى أن علاقة اليمنيين بالشهيد القائد عميقة واستراتيجية، وهي تنطلق من الروابط الإيمانية والأخوية، وتتجاوز المصالح السياسية، ولذلك فقد كانت العلاقة بين اليمن والسيد نصر الله قائمة على قاعدة صلبة متينة، وبفضل حزب الله وأمينه المحبوب السيد حسن نصر الله تمكن اليمن من التغلب على العدوان وكسر شوكته، والانتصار عليه، مبيناً أن الأسلحة المتطورة لليمن من طائرات مسيرة وصواريخ فرط صوتية كان للشهيد السيد حسن نصر الله دور في ذلك، ولولا جهوده لما حقق اليمن كل هذه الطفرة من التطور في القدرات العسكرية النوعية. وتتجسد العلاقة بين اليمن وحزب الله في كل مرحلة ووقت، فمصاب لبنان هم مصابنا، وألمهم هو ألمنا، لكن وعلى الرغم من كل هذه التحديات يشدّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أن المقام الآن هو السير على خطى الربَّانيين، مؤكداً ان التضحيات الكبيرة والمظلومية العظيمة، لن تضيع هدراً، وأنَّ الله تعالى سيتقبَّلها، ويكتب بها لعباده المؤمنين، الصابرين، المحتسبين النصر وحسن العاقبة. ويشير السيد عبد الملك إلى أن ما ينبغي علينا في هذا الظرف الحسَّاس والمهم، هو السعي لتخييب أمل الأعداء الصهاينة المجرمين، الذين يعوِّلون على جريمتهم الفظيعة، في كسر الروح المعنوية، وإضعاف جبهة حزب الله، التي هي جبهةٌ رائدةٌ، ومتصدِّرةٌ، وقويةٌ في مواجهة العدو الصهيوني، منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه مسيرة حزب الله الجهادية. وفي هذا الشأن يقول الكاتب والمحلل السياسي منصور البكالي إن اليمن هو البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي يسير على خطى السيد الشهيد حسن نصر الله، فهو يقدم التضحيات الجسمية من أجل مواصلة إسناد غزة، وقائده السيد عبد الملك الحوثي يلقي الخطابات الأسبوعية على طريقة نصر الله في إعلاء كلمة الله، ومقارعة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، منوهاً إلى أن الشهيد نصر الله كان النموذج المحبوب لدى اليمنيين، ومحبته عظيمة في قلوب كل اليمنيين. ويضيف البكالي أن اليمن لن يترك غزة ولا لبنان، وهو أكثر البلدان العربية التي لن تترك حزب الله يتعرض للهزات والضربات الموجعة من قبل كيان العدو الإسرائيلي، وأنه سينخرط سريعاً في أية معركة مقبلة للحزب مع كيان العدو، فهذا موقف ايماني ومبدأي لا يمكن لليمنيين التنازل عنه. وإذا كان محور المقاومة قد خسر حليفاً استراتيجياً بخروج سوريا منه، بعد سيطرة جماعة الشرع على مقاليد الحكم في دمشق، ومسارعته نحو التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي، فإن البديل لسوريا كان اليمن بقيادته الشابة المخلصة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وبجيشه المسلح وشعبه المؤمن الواعي بحجم المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة. وتُعد الجبهة اليمنية هو الأكثر حرجاً وازعاجاً للعدو الإسرائيلي، فالطائرات المسيرة تضرب الآن في مدينة أم الرشراش التي يطلق عليها العدو تسمية [ايلات] دون أن تتمكن الدفاعات الجوية من رصدها أو اكتشافها، والصواريخ الفرط صوتية تهز مغتصبات كيان العدو في يافا [تل أبيب] وغيرها، وهي جهود لم تكن لتنضج لولا مساندة حزب الله لليمن في محنته أمام العدوان السعودي الإماراتي منذ عام 2015م، ولا يستطيع أحد أن ينكر دور الحزب ورجاله المخلصون في هذا الجانب. وعلى الرغم من فداحة المصاب، إلا أن حزب الله بقيادته الجديدة يواصل المشوار على خطى الشهيد السيد حسن نصر الله، وقد تمكن الحزب من إعادة ترتيب صفوفه، وترميم بنيته، وهو الآن يواجه العدو الإسرائيلي وكل المؤامرات بكل ثبات وصبر وتحد، ومعه اليمن الصامد الذي لن يتردد لحظة واحدة في تقديم العون والمساعدة لحزب الله مهما كانت التحديات والمؤامرات. لقد رحل الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله، وارتقى شهيداً إلى العلياء في مقام الأنبياء والصالحين والشهداء، لكنه سيظل خالداً في القلوب، ومسيرته لن تتوقف، وعطاؤه لن ينضب، ورجال نصر الله ليسوا في لبنان فحسب، وإنما هم في كل مكان من أنحاء العالم، وهم في اليمن كثيرون وبأعداد لا يمكن للعدو أن يتصورها.