في تطور دراماتيكي يعكس عمق الأزمة داخل ما يسمى "مجلس القيادة الرئاسي" المشكل من الرياض وابوظبي، غادر رئيس المجلس الخائن رشاد العليمي، عدن متوجهاً إلى الرياض، في مغادرة وصفتها مصادر اعلامية ب "القسرية" و"المهينة". وتأتي هذه المغادرة المفاجئة بعد تصريحاته التي هدد فيها بملاحقة رئيس مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الخائن عيدروس الزبيدي، دولياً ك "مجرم حرب" على خلفية أحداث حضرموت والمهرة. كشف ناشطون أن مغادرة العليمي جاءت عقب "مضايقات" من قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للفريق الأمني المرافق له. وأشار الناشطون إلى أن قوات الانتقالي اقتربت بشكل لافت من الفيلا التي يقيم فيها العليمي داخل قصر معاشيق الرئاسي، ما دفعه إلى طلب تدخل القوات السعودية لتأمين مغادرته. كما أفادت مصادر اعلامية بتفاصيل مثيرة حول عملية المغادرة، حيث أكدت أن العليمي غادر القصر الرئاسي في المعاشيق مصطحبًا كامل فريقه، وأوعز بإفراغ مكتبه بالكامل. وذكرت المصادر أن موظفيه قاموا ب "إحراق المستندات والملفات الحساسة"، وسحب السلاح والسيارات التابعة للرئاسة وإخراجها من محيط القصر قبل مغادرته، في إشارة واضحة إلى أن المغادرة كانت نهائية وغير قابلة للعودة في المدى المنظور. ويربط مراقبون بين هذه المغادرة القسرية والتصريحات الأخيرة التي أطلقها العليمي، والتي اعتبرت تحدياً مباشراً لسلطة المجلس الانتقالي الفعلية في عدن. وكان العليمي قد خرج عن صمته المطبق منذ اجتياح قوات الانتقالي المدعومة إماراتياً لمحافظتي حضرموت والمهرة، حيث أطلق تصريحات متمسكاً فيها بالموقف السعودي تجاه الأوضاع في حضرموت، مؤكداً على "حق أبناء حضرموت إدارة شؤونهم المحلية"، ورافضاً "أي إجراءات أحادية من شأنها تقويض الشرعية أو تهديد الاستقرار"، في إشارة مباشرة إلى التحركات العسكرية لقوات الانتقالي. كما أعلن العليمي عن تشكيل "لجنة تحقيق دولية" للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والاعتداءات التي طالت المواطنين والممتلكات خلال المواجهات الأخيرة في مديريات الوادي والصحراء بحضرموت، مؤكداً على "عدم إفلات المتورطين من العقاب".