طالب الكاتب الكويتي أحمد الربعي الكويتيين بالاهتمام بأنفسهم وترك الآخرين يفعلون ما يشاوءن وتساءل في مقال له بعنوان " بالمقلوب .. الانفعال ومصالحنا الكبرى " نشرته صحيفة القبس الكويتية اليوم في معرض تعليقه على ردود الأفعال الكويتية من اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وما خلفه من مواقف على المستوى العربي وغير العربي : متى ندرك في هذا البلد ان الدنيا من حولنا قد تغيرت؟ متى نتصرف بشكل منطقي ومسؤول يفكر في مصالحنا من خلال عقولنا، ولا يفكر بالإثارة من خلال عواطفنا؟ وقال : صدام ذهب إلى غير رجعة، اندحر من بلدنا، وحاسبه شعبه بغض النظر عن التفاصيل الكثيرة التي رافقت ذلك، وعلينا ان ننتبه إلى إصلاح بيتنا الداخلي والكف عن الاعتقاد ان الشأن العراقي مازال شأنا كويتيا، فلقد كان الشأن العراقي مرتبطا بوجود صدام وما شكله من تهديد لحياتنا، وكانت هناك ملفات عالقة كالحدود والأسرى وغيرها، اما اليوم فنحن أمام عراق جديد يجب ان تكون قراءتنا له مختلفة، ورصدنا لتطوراته مختلفا، وردود أفعالنا تجاهه مختلفة. وزاد الربعي في مقالته : ما لنا وللآخرين؟ لماذا ندس أنوفنا في كل قضية خارجية؟ والى متى نعتقد اننا محامون في الشأن العراقي، ولماذا نريد ان نوتر علاقاتنا بدول عربية .... كم تساءل الربعي : ما الذي يدفع أحد نوابنا الى مهاجمة الرئيس حسني مبارك على خلفية قضية داخلية مصرية بين الحكومة والإخوان المسلمين المصريين، وهل نحن وكلاء عن إخوان مصر، بل وهل لأحد منا الحق للتدخل في شأن داخلي مصري وأكدت المقالة ان " الوقت قد حان للاهتمام بتنظيف غرفنا، والاهتمام ببيتنا وببلدنا وترك الآخرين يفعلون ما يشاؤون، ويمارسون الجنون بكل ألوانه، ولقد حان الوقت ان نفصل بين مصالح وطننا والانفعال السياسي " واختتم الربعي مقالته بالقول : ليتنا ندرك ان السياسة الخارجية يجب ان تترك لمتخذي القرار، وان هذه السياسة يجب ان ترتبط بالمصالح الاستراتيجية والاقتصادية للوطن وليس بالانفعالات والتصعيد، وعلينا ان نتذكر اننا لسنا أوصياء على الآخرين، وليس مهمتنا ان نمنع احدا من ان ينتحر وهو بكامل وعيه.