في اليوم الثاني للعدوان على مدينة نابلس استشهد المواطن عنان الطيبي(42 عاماً) وأصيب نجله بجراح متوسطة. بينما تواصلت عمليات دهم المنازل وتشديد الحصار على البلدة القديمة وتحولت منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية. وقالت مصادر طبية أن المواطن عنان الطيبي وأصيب نجله أشرف بجراح متوسطة، إثر إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما في منزلهما داخل البلدة القديمة وأفادت المصادر أن قوات الاحتلال، التي تنفذ عملية عسكرية واسعة في مدينة نابلس لليوم الثاني على التوالي، أطلقت النار على المواطن عنان الطيبي ونجله بينما كانا داخل منزلهما في الحي الغربي من البلدة القديمة، فأصيب الوالد بعيار ناري في العنق واستشهد على الفور، فيما أصيب ابنه أشرف بعيار ناري في يده. وقد منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان لإنقاذ الجرحى، وبدلاً من ذلك قامت باحتجاز جثة الشهيد ونجله المصاب بحجة التأكد من هويتهما. وواصلت قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في البلدة القديمة، ودارت مواجهات في مناطق مختلفة من المدينة بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال، وتم خلال هذه المواجهات إحراق عربة عسكرية إسرائيلية في شارع الباشا القريب من البلدة القديمة. وقد اختطفت قوات الاحتلال منذ يوم بدأت العملية أكثر من خمسين مواطناً بعد أن قامت بدهم عشرات المنازل للمواطنين وحوّلتها إلى ثكنات عسكرية. وتعرضت دورية اسرائيلية داخل نابلس لاطلاق النار من قبل مقاومين فلسطينيين ما اسفر عن وقوع اضرار مادية بإحدى الاليات العسكرية دون وقوع اصابات في الارواح- وفق مصادر اسرائيلية. وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الشيخ نايف نافذ بريك (43 عاما)، مدير وصاحب محطة "السنابل" التلفزيونية في نابلس وصادرت كافة أجهزة البث فيها. و قوات الاحتلال اقتحمت المحطة الواقعة في البلدة القديمة في تمام الساعة الثالثة والنصف من فجر أمس واعتقلت الشيخ نابغ وصادرت جهاز الارسال وعدداً من الكمبيوترات وأربع فيديوهات اضافة الى عشرات أشرطة الفديو". وحولت قوات الاحتلال مدرسة جمال عبد الناصر الواقعة في محيط البلدة القديمة الى مركز للتحقيق، حيث اقتادت عشرات المواطنين من حي الياسمينة اضافة الى مواطنين من عدة أحياء أخرى الى المدرسة حيث قامت بالتحقيق معهم. وقال شهود عيان أن عشرات من ضباط جهاز المخابرات الاسرائيلي يشاركون في عملية التحقيق مع المواطنين وتتركز أسئلتهم حول معلومات عن مجموعة من المطلوبين ا خاصة من أفراد كتائب شهداء الاقصى والتي تعتبر البلدة القديمة في نابلس معقلا رئيسيا لهم. وفجرت قوات الاحتلال منزل قائد كتائب شهداء الاقصى في نابلس، باسم أبو سرية المعروف ب "القذافي" بالمتفجرات والكائن فى حي الياسمينة في البلدة القديمة من نابلس وفجرت قوات الاحتلال المنزل بعد أن قامت باقتحامه وتفتيشيه عدة مرات مما أدى الى تضرر عشرات من المنازل المحيطه لمنزل القذافي الذي تطارده قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ سبعة سنوات ونجا من عدة محاولات لتصفيته واعتقاله. وكانت أكثر من مائة عربة عسكرية ترافقها طائرات مروحية، قد اقتحمت مدينة نابلس منذ فجر أمس الأول في أوسع عملية حربية ضد المدينة منذ سنوات، حيث فرضت نظام منع التجول في المدينة، وقامت بمحاصرة المستشفيين الحكوميين في المدينة، في حين تعرقل حركة سيارات الإسعاف. وأدان الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك وعضو المجلس التشريعي عن دائرة نابلس العملية العسكرية الاسرائيلية في نابلس، واصفا إياها بالعملية "الوحشية" التي تعبر عن عقلية التخريب والدمار لدى الاحتلال. وحمَل البيتاوي دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة المواطنين في المدينة, داعيا الدول العربية والإسلامية وحكام العالم الحر للتدخل ولجم الترسانة العسكرية التي انفلتت من عقالها على حد قوله. واتهم البيتاوي حكومة الاحتلال بالقيام بعملية اجتياح نابلس لصرف أنظار العالم عن أعمالها في مدينة القدس ولإبعاد ما تقوم به من أعمال هدم وتهويد هناك عن أعين الإعلام، داعيا الفلسطينيين جميعا للتحرك لحماية مدينتهم المقدسة. واستنكر الاتحاد العام للنقابات الاسلامية للعمال في فلسطين الهجمة الاسرائيلية على مدينة نابلس، وحذر من كارثة انسانية ستلحق بالمواطنين جراء الحصار وفرض منع التجول. ووصف الاتحاد ما يقوم به جيش الاحتلال دليل ضعف وانكسار امام صمود الشعب الفلسطيني ووحدته وافشاله لكل المخططات التي كانت تستهدف النيل منه وكسر ارادته واشغاله باقتتال داخلي تجاوزه الفلسطينيون بمسؤولية عالية واقتدار. وناشد الاتحاد الهيئات الدولية والمؤسسات الانسانية بالتدخل وتقديم العون لمدينة نابلس المحاصرة منذ سنوات والتي يفرض الان عليها منع التجول وتداهم منازلها ومؤسساتها وتعطل فيها الحياة. طالب تيسير نصر الله، عضو المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع الدولي والمجموعة الرباعية وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لإنقاذ مدينة نابلس التي تتعرض لحصار عسكري إسرائيلي مشدد، واجتياح متواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من خمس سنوات. وقال نصر الله أنّ إسرائيل تستهدف نابلس من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والصحية والتعليمية، مما يستدعي وقفة جادة بهدف رفع الحصار عن المدينة، وإعادة الحياة إلى مجاريها. وشكك نصر الله بالمبررات التي تحاول إسرائيل تسويقها في إجتياحاتها المتكررة للمدينة، بإدعائها البحث عن المطلوبين، ووصفها بالمبررات الواهية التي لم تعد تنطلي على أحد. وقال نصر الله:" أنّ إسرائيل تهدف من وراء قيامها باجتياح نابلس جرّ الفلسطينيين إلى مربع رد الفعل وإدامة الفوضى، وإفشال الهجوم السياسي الفلسطيني الذي تقوم به القيادة الفلسطينية لتسويق اتفاق مكةالمكرمة والقرارات الصادرة عنه وخاصة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كما تهدف إسرائيل إلى إفشال الخطة الأمنية التي أعدتها السلطة الوطنية في نابلس بمشاركة جميع القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والشخصيات الاعتبارية بهدف فرض النظام والقانون في المدينة بعد حالة الفوضى والسرقات والفلتان التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية". ودعا نصر الله الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية والإسلامية الحيّة إلى الصمود في وجه المخططات الإسرائيلية التي تستهدف كسر إرادته السياسية وصموده، وتجسيد أعلى درجات الوحدة والتلاحم.