شيّع فلسطينيون جثامين ثلاثة شهداء من كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) سقطوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية فجر اليوم، في وقت كشفت مصادر فلسطينية عن هوية الشهداء الثلاثة الآخرين الذين سقطوا في قطاع غزة. وردد المشيعون في نابلس هتافات منددة بالاعتداءات الإسرائيلية وطالبوا بالانتقام والثأر للشهداء، في حين أُعلن الحداد وأغلقت المحال التجارية في كافة أنحاء المدينة بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي الفلسطيني. تفاصيل العملية ونقل مراسل الجزيرة نت في نابلس عاطف دغلس عن مصادر طبية قولها إن الشهداء الثلاثة، وهم عنان أبو شرخ ونادر عبد الجبار زغلول (المعروف باسم رائد السركجي) وعنان صبح، استشهدوا إثر دهم قوات الاحتلال عددا من المنازل في حي رأس العين والبلدة القديمة بنابلس في الساعات الأولى من فجر اليوم السبت. وأوضح المراسل أن قوات إسرائيلية اقتحمت منزل السركجي وأطلقت النار داخله مما أدى إلى اشتعال النيران فيه دون أن تسمح لطواقم الإسعاف أو الدفاع المدني بالوصول للمكان، مشيرا إلى أن زوجة الشهيد السركجي أصيبت في الهجوم الذي استهدف زوجها وهو في غرفة النوم. كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عنان صبح وقامت بتفجيره بإطلاق قذائف مضادة للدروع وقنابل حارقة مما أدى لتصدع المنزل واحتراقه، حيث أكدت مصادر محلية للجزيرة نت أن عملية اقتحام المنزل استمرت عدة ساعات، وهو ما يرجح أن تكون القوات المهاجمة قد قامت باعتقال صبح أولا والتحقيق معه والتنكيل به قبل اغتياله. أما الشهيد الثالث فهو غسان أبو شرخ الذي قام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه فور اقتحام منزله دون أي مقاومة منه، مما أسفر عن إصابته برصاصات قاتلة في الرأس، مع الإشارة إلى أن غسان هو شقيق القائد العام لكتائب الأقصى بنابلس الشهيد ياسر أبو شرخ الذي اغتالته سلطات الاحتلال عام 2006. وأوضح مراسل الجزيرة في نابلس حسن التيتي أن مصادر في قوات الاحتلال قالت إن عملية الاغتيال استهدفت الخلية التي نفذت قتل مستوطن إسرائيلي قبل يومين على الطريق الرئيسية بين نابلس وطولكرم. وكانت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- وكتائب شهداء الأقصى قد أعلنتا أمس الجمعة مسؤوليتهما المشتركة عن مقتل المستوطن الإسرائيلي قرب مستوطنة شافي شومرون شمال الضفة الغربية، ردا على الاعتداءات المتواصلة من المستوطنين على الفلسطينيين وتحديدا إحراق مسجد ياسوف. شهداء غزة وفي قطاع غزة كشفت مصادر فلسطينية أن الشهداء الفلسطينيين الثلاثة، الذين سقطوا بنيران قوات الاحتلال فجر اليوم قرب المنطقة العازلة عند معبر بيت حانون، هم شبان في العشرينيات من العمر ومن سكان القرية البدوية شمال القطاع. وقالت مصادر خاصة لوكالة "قدس برس" إن الشهداء الثلاثة الذين لم يتم تسليم جثامينهم بعد هم "محمد جمعة الشراتحة وهاني سليمان أبو غزال وبشير سليمان أبو دحيل". وأكد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح أن الشهداء الثلاثة ومعهم فلسطيني رابع كانوا يحاولون التسلل قرب المعبر شمال القطاع، إلا أن قوة إسرائيلية اكتشفت أمرهم فأطلقت النار عليهم وقتلتهم فيما تمكن الرابع من النجاة والفرار من المكان دون أن يصاب بأذى. وأضاف المراسل أن الشاب الرابع محتجز حاليا لدى أجهزة الأمن الداخلي التابعة للحكومة المقالة في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن موقع مراقبة تابعا له رصد الفلسطينيين الأربعة وهم يزحفون محاولين التسلل إلى إسرائيل، وإن قوة عسكرية أطلقت النار باتجاههم وعندما لم يتراجعوا أطلقت طائرة إسرائيلية النار باتجاههم من الجو فقتلت ثلاثة وأصابت الرابع بجروح. وأضاف الجيش أنه يجري تحقيقا ميدانيا للتأكد مما يهدف له الفلسطينيون الأربعة من وراء سعيهم للتسلل إلى إسرائيل، لكن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن مصادر فلسطينية في القطاع تأكيدها أن الفلسطينيين الأربعة هم عمال وحاولوا التسلل من قطاع غزة إلى إسرائيل للبحث عن عمل.