قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كيسنجر) إن تحقيق نصر من الناحية العسكرية في العراق يعني إحكام السيطرة على كل متر مربع في هذا البلد، وهذا أمر غير قابل للتحقيق في ظل الظروف الراهنة. ودعا المسؤول الأمريكي الأسبق، في مقابلة مع صحيفة ( دي برسه ) النمساوية نشرت في فيينا اليوم الأربعاء 6/6/2007 إلى وضع تقييم للأهداف السياسية والعسكرية كل على حدة، ومدى تأييد الرأي العام الأمريكي لمثل هذه الأهداف. ورداً على سؤال حول تصريحات وزير الدفاع الأمريكي (روبرت غيتس) الأخيرة التي أشار فيها إلى أمكانية تطبيق النموذج الكوري الجنوبي في العراق من خلال إبقاء أعداد كبيرة من القوات الأمريكية في العراق، قال كيسنجر " نحن بحاجة إلى اتفاقية دولية تنظم الوضع في العراق، وهي بحاجة الى تواجد عسكري أمريكي محدد ". وحول ما أعلنته المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية (هيلاري كلينتون) بشأن عزمها سحب القوات الأمريكية من العراق في حال فوزها في الانتخابات حذر كيسنجر من عواقب هذه الخطوة وقال " سيؤدي هذا الأمر إلى الفوضى، وهذا ما تعرفه السيدة هيلاري أيضاً ". وعندما سأله الصحفي النمساوي (كريستيان أولتش الذي أجرى المقابلة) حول موقفه السابق المؤيد للحرب على العراق وتأكيده على وجود استراتيجية وحيدة للخروج من العراق تكمن في تحقيق نصر على المنتفضين رد كيسنجر قائلاً " إنني كنت من بين مؤيدي غزو العراق، لكنه ظهرت اليوم نتائج لم نكن نتوقعها في السابق، إذ يتطلب الوضع في العراق تقديم تنازلات من كافة الأطراف". وتناول كيسنجر العلاقات مع إيران وقال في هذا الصدد " إنني أنصح بالتفاوض مع إيران، وليس مهماً بالنسبة لي طرح شروط مسبقة، بل الأهم هو نتائج مثل هذه المفاوضات، هناك مشكلتان بيننا وبين إيران الأولى تتعلق بالموضوع النووي الذي يصعب جداً إيجاد حلول وسط بشأنه، والثانية تتصل بدور إيران في الشرق الأوسط ". ومضى كيسنجر في حديثه للصحيفة النمساوية يقول " يمكن إقناع إيران بالتخلي عن خططها النووية التسليحية من خلال إتمام عمليات تخصيب اليورانيوم خارج إيران، لكن هذا الأمر متروك للمفاوضات". ورداً على سؤال فيما إذا كان تحقيق الديمقراطية هو الحل بالنسبة لمشاكل الشرق الأوسط، قال كيسنجر " يتعين على الولاياتالمتحدة أن تواصل دعم الديمقراطية، ولكنني لا أشاطر رأي أولئك الذي يعتقدون بقدرتنا في تطبيق الديمقراطية في دول إسلامية تقليدية خلال وقت قصير". وتناول كيسنجر في حديثه أيضاً الخلاف الأمريكي الروسي الأخير بشأن الخطط الأمريكية لنصب درع صاروخي في أوروبا، وقال في هذا الخصوص " إنه بسبب مساحتها الجغرافية وتاريخها فأن روسيا ستلعب دوراً هاماً في أوروبا وآسيا، ولكن طالما أن روسيا لا تريد مهاجمة أوروبا فأن توفير حماية صاروخية للقارة الأوروبية( من هجمات قد تأتي من خارج القارة) لن يكون له ضرر على موسكو ". هذا وأقر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ( هنري كيسنجر) في ختام المقابلة بأنه لا يمكن لدولة واحدة أن تقود العالم حتى لو امتلكت القوة اللازمة لذلك، إلا أنه أشار إلى ما وصفه بحالات نادرة وخطيرة تستدعي تحرك دولة كبرى.