وصف تقرير اقتصادي حديث لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) حال مخزون القمح ب "المقلق" وذلك في ظل وجود مخاوف من أن يؤدي حجم الطلب القوي علي القمح في خضم الزيادة غير الكافية في الإنتاج للعام الجاري، مما سيؤدي إلى تراجع المخزون بمقدار 14 مليون طن على الأقل من حجم المخزون المتيسر ليصل إلى 143 مليون طن، واعتبر ذلك المستوى الأدنى منذ 25 عاماً. واعتبر أحد الخبراء في النظام العالمي للمعلومات والإنذار المبكر التابع للمنظمة بول راشونزر، أن موسم الحصاد للعام الجاري سيلبي فقط مستويات الاستهلاك المتوقعة العام المقبل، لذا توقع أن يبقى مخزون الحبوب عند "مستوياته المنخفضة جداً" في المستقبل القريب. وتوقع تقرير (الفاو) الذي جاء بعنوان "حالة الأغذية وآفاق المحاصيل في العالم" أن يصل إجمالي فاتورة الدول النامية علي وارداتها من الحبوب إلى 52 مليار دولار في السنة 2007 - 2008. وذكر التقرير أن أسعار القمح الدولية سجلت ارتفاعات قياسية في شهر سبتمبر الماضي، وجاء ذلك في الوقت الذي تسبب فيه الجفاف في أستراليا إلى خفض إنتاج القمح، وهو ما دفع المخزون العالمي إلى التراجع لأدنى مستوياته منذ 26 عاما. وتوقع التقرير أن ترتفع فاتورة واردات الحبوب الإجمالية لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، للسنة الثانية، لتسجل رقما قياسيا مقداره 28 مليار دولار في 2007 - 2008 أي بزيادة قدرها 14% مقارنة بمستواه المرتفع أصلاً العام الماضي. وأشارت "الفاو" في تقريرها الذي أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية إلى ارتفاع أسعار الذرة، مقارنة بمستوياتها المسجلة العام الماضي، على رغم الانتعاش المحقق هذه السنة، ما يعكس في شكل رئيس حجم طلب علي الوقود الحيوي المتواصل والقوي على هذا المحصول، حيث من المعروف ان التوجه نحو انتاج الوقود الحيوي يتطلب الاستعانة بمحصول الذرة في الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك الذرة ببعض الدول النامية. وتوقعت أن يرتفع حجم الإنتاج في الولاياتالمتحدة، التي تعد أكبر منتج للذرة في العالم، 26% مقارنة ب 2006، وأن تسجل مستويات قياسية لموسم حصاد الذرة في أمريكا الجنوبية، بزيادة 25% في البرازيل، مقارنة بالمستوى المسجل العام الماضي. ولفتت المنظمة في تقريرها إلى أن موسم الإعصار في منطقة البحر الكاريبي أحدث أضراراً في البنية التحتية وخسائر جسيمة في المحاصيل الغذائية والإيرادات النقدية في البلدان في مختلف أنحاء هذه المنطقة، كما يواجه 36 بلداً الآن من العالم أزمات غذائية. هذا وقد أنهت أسعار القمح في الأسواق العالمية الأسبوع الماضي، أول أسبوع من الانخفاضات وذلك منذ يوليو في ظل التوقعات التي سيطرت على الأسواق بشأن إمكانية عودة المزارعين عالميا للتوسع في زراعة المحصول للاستفادة من الأسعار التي وصلت لمستويات قياسية في الشهر الماضي. وأشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى أن عمليات زراعة القمح في فصل الشتاء بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية متوقع تزايدها بشكل حاد وذلك بعد قرار الاتحاد الأوروبي بإعادة استخدام الأراضي التي كان قد تجنبها لأعمال الصيانة وذلك لإنتاج القمح. وقد شهدت أسعار القمح التي تضاعفت على مدى 6 أشهر تراجعا خلال الأسبوع الحالي بنحو 5.2% وهو ما يعتبر أكبر تراجع منذ 5 يناير. وأشارت شبكة "بلومبيرج" الإخبارية إلى تراجع أسعار التعاقدات الآجلة للقمح لشهر ديسمبر في بورصة شيكاغو وذلك بمقدار 16 سنتا أو بنسبة 1.8% ليبلغ سعر البوشل 8.90 دولارا. وكانت أسعار القمح قد وصلت في 28 سبتمبر الماضي إلى 9.61 دولار وهو ما أعتبر أعلى مستوى على الإطلاق لتعاقدات شهر ديسمبر. وقد سجلت أسعار التعاقدات الآجلة مستويات قياسية على مدى 23 مرة منذ يونيو الماضي وذلك نتيجة انخفاض مستويات المخزون العالمي في ظل الأحوال الجوية غير المواتية في الدول المنتجة. فيما أشارت شبكة "بلوم برج" الإخبارية إلى أن الطلب المتزايد على القمح من جانب مصر والهند بالإضافة إلى الأحوال الجوية السيئة التي تسببت في إتلاف محصول القمح في كل من كندا وأستراليا قادتا أسعار القمح العالمية بنسبة 80 % خلال العام الحالي. وذكرت مؤسسة الإحصاء الكندية أن المخزون الكندي من الحبوب، وهي ثاني أكبر مصدر للقمح في العالم، قد تراجع بنسبة 29 % بنهاية شهر يوليو الماضي عن العام السابق. وأشارت صحيفة "الفايناشيال تايمز" إلى أن كندا التي تعد ثاني أكبر منتج للقمح في العالم قد حذرت من أن الإنتاج قد يقل بنحو 20 % عن المستوى المسجل في العام الماضي نتيجة الأحوال الجوية التي كان لها تأثير سلبي علي المحصول مثلما كان في أوروبا واستراليا.