قال تقرير حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ان أسعار القمح شهدت ارتفاعاً حاداً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وسجلت زيادة قياسية في سبتمبر الماضي . وعزا التقرير الارتفاع الكبير في أسعار القمح إلى تراجع الإمدادات العالمية وانخفاض المخزون العالمي ، إضافة الى ارتفاع حجم الطلب على هذا المحصول. وأكد التقرير ان 36 دولة في مختلف أنحاء العالم تواجه أزمات غذائية لاسيما بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض.. وتوقع التقرير الذي يحمل عنوان "حالة الأغذية وآفاق المحاصيل في العالم " ان تسجل قيمة واردات الحبوب لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض ارتفاعاً كبيرا للسنة الثانية على التوالي لتصل إلى 28 مليار دولار خلال عامي 2007- 2008 وبزيادة تقدر 14 % تقريبا اذا ما قورن بسعره في العام الماضي. متوقعاً أن تنفق البلدان النامية مبلغ 52 مليار دولار على وارداتها من الحبوب. واعتبر تقرير منظمة الزراعة والأغذية أن الترابط بين الأسعار المرتفعة للصادرات وأسعار الشحن المرتفعة جداً دفعت بزيادة الأسعار الداخلية للخبز وبعض الأغذية الأساسية في البلدان النامية المستوردة واثّر بشدة على بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض وخلقت اضطرابات اجتماعية في بعض المناطق. وتشير التقديرات الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية ان أسعار القمح شهدت ارتفاعاً بمقدار 23 مره عن السعر السابق المسجل في شهر يونيو الماضي ، بسبب التصريحات الأمريكية بانخفاض إنتاجها وبنسبة بلغت 1.9 % عن المخطط له . وأكدت وزارة الزراعة الأمريكية ان انخفاض المنتوج الأمريكي من القمح سجل 1.9 في العام الماضي بحسب تقديرات شهر سبتمبر المنصرم، وبما يقدر ب 1.717 مليار بوشل, في حين كان المتوقع ان تحقق إنتاجا يصل إلى 1.839 مليار بوشل .. (البوشل وحدة قياس بريطانية للحبوب). الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار القمح في أمريكا بنسبة 0.6 % للبوشل الواحدة وبما يعادل 9.6 دولار. وفيما يتعلق بالمحاصيل الأخرى وخاصة الذرة فقد سجلت ارتفاعاً في أسعارها هي الأخرى اذا ما قورنت بمستوياتها المسجلة في العام الماضي .. وهو ما يعكس بشكل رئيسي حجم الطلب القوي المتواصل على هذا المحصول من جانب قطاع الطاقة البايولوجية.