تفجرت آمس مفاجأة مثيرة في قضية مصرع الأميرة ديانا وصديقها المصري عماد (د ودي) الفايد، حيث أعلن الصائغ الفرنسي ألبرتو ريبوسي أنه يشهد بأن الأميرة ديانا اختارت من محله خاتم خطوبة بهدف الزواج من دودي الفايد. وتأتي شهادة ريبوسي متناقضة مع ما قاله في السابق عن أن الخاتم لم يكن مخصصاً للخطوبة. وقد فسر ذلك بان اتهم عناصر من شرطة سكوتلانديارد بأنهم ضغطوا عليه من أجل إنكار موضوع الخطوبة، بعد وفاة الأميرة والفايد في حادث السيارة منذ 10 سنوات. واعلن ريبوسي في تصريحات لصحيفة لاستامبا الايطالية انه كان قد اعطي البوليس البريطاني دليلا مكتوبا علي أن الخاتم كان هدية الخطوبة، وان الأميرة وافقت شخصياً علي شراء خاتم خطوبة يحمل ماسة علي شكل نجمة وتقدر قيمته ب130 ألف جنيه استرليني، وأن الفايد كان ينوي تقديمه إليها في ليلة الحادث الذي أودي بحياتهما. ومن المتوقع ان تشكل هذه الشهادة تغييرا محوريا في مسار التحقيق الذي بدأته السلطات القضائية البريطانية حول الحادث. وكان محمد الفايد، والد دودي، اتهم عملاء الاستخبارات البريطانية بتدبير حادث السيارة عندما بدا جلياً أن ديانا ستعلن زواجها من دودي وأنها كانت حاملاً منه. وقال ريبوسي للصحيفة من المحتمل أن أكون الشاهد الوحيد علي قرار خطوبة الأميرة ديانا ودودي . وقد توجهت هيئة محلفين بريطانية مكلفة بالتحقيق في مقتل الاميرة ديانا وصديقها دودي الفايد امس الاثنين الي باريس لاستعادة اللحظات الاخيرة قبل مقتلهما بين فندق ريتز ونفق جسر الما في باريس، حيث وقع حادث السيارة الذي اودي بحياتهما قبل اكثر من عشر سنوات. وقد وصل القاضي سكوت بيكر الذي يشرف علي التحقيق وهيئة المحلفين المؤلفة من ست نساء وخمسة رجال في باص بعيد الظهر امام الفندق الباريسي الفخم الشهير بمواكبة دراجتين ناريتين للشرطة الفرنسية. ومن المفترض ان تزور هيئة المحلفين يومي الاثنين والثلاثاء مختلف الاماكن المرتبطة بوقائع المأساة. وكانت الاميرة ديانا وصديقها تناولا العشاء في فندق ريتز الواقع في ساحة فندوم الراقية في باريس قبل ان يتوجها الي شقة الاخير الباريسية ليل 30 الي 31 اب (اغسطس) 1997. الا ان سيارتهما المرسيدس ارتطمت بأحد اعمدة نفق الما بعد دقائق معدودة من ذلك. كما من المفترض ان تزور هيئة المحلفين مستشفي لا بيتييه سالبيتريير حيث فارقت الاميرة الحياة. وتحاط هذه الزيارة الي العاصمة الفرنسية بقدر كبير من السرية. فقد بقي برنامج الزيارة سريا لتجنب اي تشويش يعكر صفوها وللحد من خطر امكانية التعرف علي اعضاء هيئة المحلفين الامر الذي يحظره القانون البريطاني. وقد بدأ التحقيق القضائي في مقتل ديانا وصديقها في الثاني من تشرين الاول (اكتوبر) امام المحكمة العليا في لندن. ومن الممكن ان يستمر حتي ستة اشهر. ويجري هذا التحقيق في اطار تشريع خاص سار في انكلترا وبلاد الويلز في حال حصول وفاة في ظروف عنيفة او غير منجلية. ويبدأ تلقائيا عند موت مواطن بريطاني في الخارج. ويهدف الي التعرف علي هوية الاشخاص المتوفين وتحديد زمان ومكان الوفاة. وهو ليس محاكمة اذ ليس هناك من متهمين ولن تصدر في ختامه اي ادانة. الا ان المحلفين سيصدرون حكما علي اسباب الوفاة: حادث او قتل، او حكما مفتوحا لعدم توافر ادلة كافية. ولن يسمح سوي لمجموعة صغيرة من الصحافيين بتغطية زيارة هيئة المحلفين الي فرنسا. وقد نقلت هيئة المحلفين في طائرة خاصة واحيط المكان الذي تنزل فيه في باريس بسرية. ودعا القاضي بيكر الاسبوع الماضي وسائل الاعلام التي تتعرف بالرغم من كل ذلك علي هذا المكان الا تفصح عنه. اما بالنسبة للاطراف الاخرين المعنيين بالقضية مثل المقربين من ديانا وصديقها فقد سمح لهم بالمشاركة في الزيارة. لكن لن يكون في عدادها اي ممثل عن نجلي ديانا الاميرين وليام وهاري ولا لمحمد الفايد والد دودي. وكانت شرطة سكوتلنديارد خلصت في تقريرها الذي نشر في 14 كانون الاول (ديسمبر) 2006 الي ان ديانا (36 عاما) ودودي (42 عاما) وقعا ضحية حادث مأسوي ناجم عن السرعة المفرطة والسائق هنري بول الذي قضي حتفه ايضا في الحادث. وكان الاخير شرب كثيرا من الكحول وسعي للهروب من المصورين. وهذه النتائج جاءت مماثلة للنتائج التي توصلت اليها الشرطة الفرنسية. لكن محمد الفايد يصر علي ان ثمة مؤامرة قد حيكت بموافقة الامير فيليب زوج الملكة اليزابيث الثانية لمنع اي زواج بين ديانا ومسلم. والاسبوع الماضي ردت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ الدعوي التي رفعها الفايد ضد فرنسا في اطار قضية مقتل نجله والاميرة ديانا، معتبرة ان نقاط الخلاف بين مقدم الدعوي وقضاة التحقيق لا تكفي لاثبات وجود ثغرات في التحقيق او عيوب تعوق التوصل الي اثبات ظروف مقتل ابن مقدم الدعوي . وكان الفايد يعترض في دعواه علي طريقة سير التحقيق الرسمي حول ظروف مقتل نجله. كما احتج علي فصل اجراءات التحقيق والطابع غير الالزامي لخبراء الطب الشرعي. وطالب الفايد امام المحكمة بحق الحصول علي محاكمة عادلة والطعن. وبعد المحطة الباريسية سيتواصل تحقيق هيئة المحلفين البريطانيين اعتبارا من الاربعاء مع اولي الافادات التي سيدلي بها الشهود خصوصا تريفور ريس جونز مرافق ديانا الذي نجا من الحادث./ القدس العربي
