يشتكي معظم اهالي قطاع غزة من تردي اوضاعهم المعيشية بصورة كبيرة في ظل الحصار المفروض عليهم منذ سيطرة حركة حماس علي القطاع منتصف حزيران (يونيو) الماضي الامر الذي ادي الي فقدان الكثير من السلع بعد اقدام سلطات الاحتلال الاسرائيلي علي اغلاق معابر القطاع. وفي ظل الحصار المفروض علي اهالي غزة ونفاد الكثير من السلع، وقطع اسرائيل للامدادات النفطية قبل اكثر من اسبوع شهد سوق الحمير ارتفاعا قياسيا بعد تزايد الطلب عليها في ظل سعي بعض اهالي غزة استبدال سياراتهم بالحمير كونها لا تحتاج الي قطع غيار او وقود لتشغيلها. وحسب مصادر محلية فان سعر الحمار ارتفع بنسبة 60 % منذ حزيران (يونيو) الماضي، وذلك عقب تقليص إسرائيل إمدادات الوقود إلي القطاع وما نجم عن ذلك من ارتفاع في تكلفة النقل للمنازل من ناحية تزويدها بالمياه والحاجات الأخري الأساسية.وقال التاجر صابر جبور إنه باع سيارته وإنه ينوي الآن شراء حمار وعربة كي يتمكن من بيع محصوله الزراعي من الخيار والبصل والخضراوات الأخري متجولا بين البيوت بدلا من السيارة التي تحتاج للوقود وقطع الغيار.ويري جبور أن الحمار أصبح أفضل للنقل من السيارة في ظل ندرة قطع الغيار وتذبذب التموين بالوقود كونه لا يحتاج لقطع الغيار ولا للوقود.وقد أدت أزمة الوقود في غزة الأسبوع الماضي حسب وكالة معا المحلية إلي تقليص العدد المعروض من الحمير في سوق الشجاعية إلي أقل من 300 حمار رغم أن عددا كبيرا من المشترين المفترضين لا يزالون في حالة ترقب لمعرفة امكانية حل ازمة الوقود الذي تقطعه اسرائيل عن القطاع بين الفينة والاخري.واوضحت مصادر محلية في قطاع غزة ان هناك ندرة في الحمير بالقطاع وان سعر بعضها تجاوز 800 دولار امريكي وذلك حسب سنه ومقدرته علي العمل في ظل عدم توفر الغذاء له بشكل دائم وخاصة حبوب الشعير نتيجة الحصار. وفي ظل سعي اهالي غزة لاستبدال وسائل النقل التي تعمل علي الوقود وتحتاج لقطع الغيار بالحمير الا انهم لا يستطيعون استبدال الادوية بشيء اخر لمعالجة المرضي الذين مات اكثر من 30 شخصا منهم خلال الاسابيع الماضية نتيجة فقدان الادوية وعدم اخراجهم من القطاع لتلقي العلاج. واوضحت مصادر محلية في قطاع غزة ان القطاع الصحي يشهد كارثة حقيقية في ظل النقص الحاد في الادوية والمسلتزمات الطبية. وكان برنامج غزة للصحة النفسية حذر من النتائج الخطيرة المترتبة علي استمرار الأوضاع المعيشية والانسانية القاسية في قطاع غزة الأمر الذي سيؤدي إلي تدهور كبير وخطير وحاد في مستوي الصحة النفسية للسكان في قطاع غزة بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام، داعيا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلي التدخل العاجل للضغط علي الحكومة الإسرائيلية لوقف تنفيذ خطتها بخنق قطاع غزة لأن ذلك سيفاقم من المعاناة الإنسانية وسيؤدي إلي المزيد من التدهور الأمني والسياسي في المنطقة والعالم.واشار البرنامج في بيان صحافي له بمناسبة ذكري مرور 59 عاماً علي صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صادف امس العاشر من كانون الاول (ديسمبر) انه تأتي هذه المناسبة بينما لا تزال فلسطين والمنطقة برمتها تعيش أحداث العنف والاضطرابات السياسية وتشهد خروقات واسعة لحقوق الإنسان ولا يزال الشعب الفلسطيني تخترق حقوقه الانسانية بشكل كبير، كما تطبق إسرائيل حصارها السياسي والاقتصادي الخانق علي الشعب الفلسطيني عبر سياسة الاغلاق والحصار والحواجز، وتتحكم بشكل فاعل في الحياة المدنية الفلسطينية محولة قطاع غزة إلي ما يشبه السجن الكبير، كما تستمر إسرائيل في اتباع سياسة الاغتيال وقصف المدنيين وسرقة الأرض وبناء جدار الفصل العنصري واقتلاع الاشجار وهدم المنازل والمنشئآت ومنع السكان من استغلال مصادرهم الطبيعية كالاراضي والمياه والثروة السمكية.واوضح انه في خطوة جديدة منعت إسرائيل كل أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من الحركة بشكل كامل بمن فيهم المرضي (باستثناء عدد قليل جداً من الحالات الحرجة جدا) والطلاب ورجال الأعمال والعائلات محولة 1.5 مليون نسمة إلي معتقلين إلي أجل غير مسمي، وقد أدي منع دخول البضائع والمواد الخام الأساسية إلي شلل في كافة مناحي الحياة وانهيار شبه كامل للاقتصاد الفلسطيني، وساهم الحصار في ازدياد هائل في معدلات الفقر والبطالة بين الفلسطينيين ما أدي إلي تداعيات إنسانية ونفسية خطيرة علي المواطنين الفلسطينيين. كما لم يسلم من العقوبات الجماعية والحصار القطاع التعليمي الأمر الذي أدي إلي تأثر العملية التعليمية نتيجة نقص في الكتب ونقص المواد الخام اللازمة للطباعة وحرمان آلاف الطلاب من الوصول إلي جامعاتهم خارج قطاع غزة، ما يشكل تهديداً خطيراً لمستقبل الأجيال الفلسطينية بل وينذر بكارثة اجتماعية وتعليمية. وشدد علي ان للحصار والإغلاق نتائج خطيرة علي الحالة النفسية والاجتماعية للإنسان حيث يؤدي إلي ازدياد معدلات الاضطرابات النفسية بصورة عامة ويشيع الاكتئاب النفسي والقلق والاضطرابات الجسدية الناجمة عن أسباب نفسية، كما يساهم بحدوث انتكاسات مرضية علي نطاق واسع لدي المرضي النفسيين، مبينا ان هذه المعاناة النفسية تعكس نفسها في مستوي عالٍ من العنف الأسري والعشائري والمجتمعي بشكل عام، ما يعزز الشعور بالغضب والنقمة علي المجتمع الدولي من عدم تمكنه من التدخل العادل من أجل إحقاق حقوقه المشروعة كشعب وبضمنها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية والسيادة علي أرضه ومصادره الطبيعية.ووجه البرنامج نداء عاجلاً إلي المجتمع الدولي لإنقاذ المواطنين الفلسطينيين وحمايتهم والعمل علي رفع الحصار عن قطاع غزة وإرغام اسرائيل علي الالتزام بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ووقف كافة أشكال الانتهاكات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين.