وصل فريق من الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) إلى باكستان بطلب من إسلام آباد للمساعدة في التحقيق باغتيال زعيمة حزب الشعب بينظير بوتو. ويأمل الرئيس الباكستاني برويز مشرف من خلال المحققين البريطانيين أن يضع حدا لجدل يدور حول مقتل رئيسة الوزراء السابقة. وترى الإدارة الأميركية في المساعدة البريطانية تطورا إيجابيا. وقال الناطق باسم السفارة البريطانية في إسلام آباد إيدان ليدل إن الفريق وصل لتوفير المساعدة للتحقيق الباكستاني و"بذل ما يمكنهم في هذا المجال". وقال مصدر في الداخلية الباكستانية رفض الإفصاح عن هويته إن الفريق مكون من خمسة محققين، فيما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن ستة خبراء في مكافحة الإرهاب -الوحدة الشهيرة في الشرطة الجنائية البريطانية- خرجوا من مطار إسلام آباد وصعدوا إلى حافلة صغيرة دون أن يدلوا بأي تصريح. ويعتقد أن مهمة الفريق البريطاني صعبة بسبب الأخطاء الإجرائية الكثيرة التي ارتكبتها الحكومة وخصوصا التصريحات الإعلامية المتناقضة غداة الاغتيال والتي غذت فرضية المؤامرة وتورط أجهزة الاستخبارات الباكستانية فيما لا يتردد أنصار زعيمة المعارضة السابقة بوصف مشرف بأنه "قاتل". واقر مسؤول في الحكومة الباكستانية أن المحققين البريطانيين سيطلبون أسباب الوفاة وتقرير التشريح، وأضاف "نحن لا نملك أجوبة على ذلك"، وأضاف المسؤول بأسف "أعتقد أنه لم يعد هناك شيء كثير يمكن القيام به". من جهة أخرى يؤمل أنه لا يزال بالإمكان تحديد هوية المنفذين من خلال البقايا البشرية وإعادة تكوين الجراحين لوجه الانتحاري الذي تنشر وسائل الإعلام صورته ومشاهد لمطلقي النار المحتملين ومنفذ الاعتداء التي التقطها هواة فيديو ومصورون. وكان الرئيس مشرف اقر أمس أنه "ليس راضيا تماما" عن التحقيق الباكستاني الجاري حاليا، لكنه أكد أن الحكومة وأجهزة الاستخبارات لم تحاول إخفاء "أسرار". وأعرب عن استيائه لأن عمال التنظيفات قاموا بتطهير مكان الجريمة بخراطيم المياه بعد عملية الاغتيال. وأكد مشرف -في مؤتمر صحفي- ثقته بأن أولئك العمال لم يفعلوا ذلك بنية إخفاء أسرار وأن "أجهزة الاستخبارات لم تأمرهم بإخفاء أسرار". " وفي وقت سابق أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن مباركة واشنطن جهود السلطات البريطانية في التحقيقات، وأبدى استعداد إدارته لتقديم المساعدة في هذا الشأن. وقال "إذا احتاجونا فإننا سنكون سعداء أن نقدم المساعدة لكن سكوتلانديارد أهل لهذه المهمة، ما يهم هو معرفة الحقيقة معرفة ماذا حدث بالضبط؟".