أحرز التحقيق في اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بنازير بوتو، تقدماً بالتعرف على هوية الانتحاري الذي نفذ عملية الاغتيال، فيما شكك زوجها آصف علي زرداري في أن يكون تنظيم القاعدة وراء العملية خصوصاً أنها نفت أن تكون قتلتها، ومتسائلاً «لم علينا أن نصدق الحكومة وليس القاعدة؟». وذكرت وكالة «آي بي بي» الباكستانية أنه استناداً إلى التفاصيل، فإن القاتل المزعوم ظهر في العديد من الأشرطة التي التقطت أثناء حادثة اغتيال بوتو في مدينة روالبندي في 27 من الشهر الماضي. وأضافت الوكالة أنه استناداً إلى المحققين فإن القاتل المزعوم لقي مصرعه في التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة بوتو. وبعد التعرّف على هوية القاتل، دهمت الشرطة الباكستانية منزله في منطقة «سوابي». يأتي ذلك بعد بضعة أيام على وصول فريق من خبراء شرطة سكوتلنديارد البريطانية للمساعدة في التحقيق الذي يجري في مقتل بوتو. ويواصل محققو شرطة سكوتلنديارد التحقيق في اغتيال بوتو عبر معاينة أشلاء الجثث المجهولة الهوية، بين 22 قتيلاً سقطوا في العملية الانتحارية. وذكر مسؤول رفيع في الشرطة رفض الكشف عن اسمه، أن الخبراء الخمسة في الطب الشرعي ومكافحة الإرهاب، أمضوا جزءاً من يومهم الثالث من التحقيق في مشرحة روالبندي، المدينة الكبرى في ضاحية إسلام أباد حيث قتلت بوتو. وأضاف المسؤول أن الخبراء «فحصوا أعضاء تخص ضحايا مجهولي الهوية أو مرتكبي الهجوم والتقطوا الصور، واخذوا عينات وفحصوا أدلة تم جمعها من المكان». كما استمع المحققون البريطانيون إلى إفادة شرطي جرح في الاعتداء زاروه في المستشفى العسكري في روالبندي. وكانت صحيفة باكستانية نقلت عن هذا الشرطي أمس قوله أنه رأى رجلاً يطلق النار من مسدس على بوتو من مسافة قريبة قبل الانفجار، وتماشى الوصف الذي قدمه الضابط للرجل مع الصور التي ظهرت بعد أيام من التفجير لرجل قصير الشعر يضع نظارة شمس ويرتدي سترة بنية اللون. وكان الرئيس الباكستاني برويز مشرف عقد أمس اجتماعاً مع فريق التحقيق البريطاني التابع لقيادة مكافحة الإرهاب في شرطة «ميتروبوليتان» في لندن، وهو الأول منذ وصول الفريق. وأعلن الناطق الرئاسي الباكستاني رشيد قرشي أن مشرف الذي شكر الحكومة البريطانية لاستجابتها الفورية لطلب باكستان وإرسالها فريق التحقيق، حث المحققين البريطانيين على التوصل لنتائج في قضية مقتل زعيمة المعارضة الباكستانية بنظير بوتو في أسرع وقت ممكن. وكانت تصريحات مشرف في الأيام الأخيرة تناقضت مع تصريحات وزير داخليته، عندما قال الرئيس إنه من الممكن أن تكون بوتو قد قتلت بالرصاص وليس نتيجة لارتطام رأسها بسقف السيارة بعد الانفجار كما صرح بعض المسؤولين. وهذا ما دفع آصف علي زرداري زوج بوتو للاستمرار في المطالبة بفتح تحقيق دولي في الاغتيال. وشكك زرداري في تصريح لافت لوكالة فرانس برس أمس في أن يكون «القاعدة» وراء عملية الاغتيال كما تقول الحكومة، لكنه أكد أن حزبه سيواصل محاربة الإسلاميين حتى لو كان ذلك من خلال تدخل أميركي. وتساءل زرداري قائلاً أن «القاعدة لم تكن مرشحة ضدنا في الانتخابات، وخصوصاً أنها نفت أن تكون قتلتها، إذاً لم علينا أن نصدق الحكومة وليس القاعدة؟». وأكد زرداري أن حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بنازير بوتو والذي بات يتزعمه هو عملياً سيواصل مكافحته ل «التهديد الإسلامي» الذي تعهدت ب «القضاء عليه». وفي معرض رده على سؤال عن موقف حزبه من احتمال حصول تدخل أميركي في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان كشف زرداري أن «الأميركيين ينشطون من الآن في الأراضي الباكستانية وثمة محاولة للتعتيم على ذلك من خلال القول انهم غير متواجدين»، مشيراً إلى أن زوجته قالت انها ستوافق على عملية كهذه لو كانت في السلطة، وأنها «ومن خلال حكمتها الكبيرة قالت إن باكستان بحاجة إلى مساعدة اكبر وان (طلبنة) البلاد تتعزز». وكالات