قرر مجلس الامن الدولي عقد اجتماع طارئ الخميس لبحث الوضع في باكستان اثر اغتيال بنازير بوتو كما اعلنت متحدثة باسمه. وقالت المتحدثة ماري اوكابي ان "مجلس الامن قرر الانعقاد عند الظهر (17,00 تغ) لاجراء مشاورات بشأن الوضع في باكستان". وقتلت رئيسة الوزراء السابقة والزعيمة المعارضة بنازير بوتو الخميس في اعتداء انتحاري اسفر ايضا عن مقتل 16 شخصا على الاقل اثر تجمع انتخابي في روالبندي قرب العاصمة اسلام اباد وذلك قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية. الى ذلك دان الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس الوزراء المكلف ميان سومرو بشدة الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة رئيسة الوزراء الباكستانيةالسابقة بينظير بوتو في مدينة روالبندي اليوم. من جهتها شجبت المفوضية الاوروبية بشدة عملية اغتيال بينظير بوتو مسؤولة حزب الشعب الباكستاني في مدينة روالبندي. وقال رئيس الجهاز التنفيذي الاوروبي خوزيه بارزو في بيان نشره مكتبه في بروكسل انه يشعر بالصدمة والاسى امام هذه الجريمة المروعة والتي تاتي قبل اسبوعين فقط من تنظيم الانتخابات العامة المقررة في باكستان. وقال باروزو ان المفوضية تامل عدوة الامن والاستقرار الى باكستان وان التكتل الاوروبي لا يزال مستعدا لمواكبة الانتخابات المقبلة ونشر مراقبين وفق ما تم الاعلان عنه حتى الان. وأكدت وسائل الاعلام الباكستانية ان الرئيس مشرف دعا الى عقد اجتماع رفيع المستوى لمناقشة الوضع الأمني في باكستان. وقالت مصادر مطلعة ان زعيمتين في حزب الشعب الباكستاني أصيبتا بجراح خطرة جدا في الهجوم الانتحاري. وأوضحت المصادر ان هاتين الزعيمتين كانتا ترافقان موكب بوتو وهما شيري رحمان وناهد خان. وخرجت جموع من الجماهير تندد بمقتل بوتو في مدينة روالبندي وجنوبي اقليم السند معقل بوتو. وكانت بوتو التي ولدت في الحادي والعشرين من يونيو عام 1953 في مدينة كراتشي أول سيدة تتسلم منصب رئاسة الوزراء في باكستان. أعدم والد بينظير بوتو في عهد حكومة ضياء الحق العسكرية فيما اغتيل أخوها ابان فترة توليها رئاسة الوزراء. وعادت بوتو الى باكستان في الثامن عشر من اكتوبر الماضي بعد ان انهت سني ابعادها منذ عام 1998 حيث كانت تتطلع الى تشكيل حكومة تحالف مع الرئيس مشرف بدعم امريكي. بيمنا أعرب ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني عن صدمته لمقتل زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو يوم الخميس ودعا الى ضبط النفس. وقال في بيان "باستهداف بينظير بوتو .. فإن الجماعات المتطرفة تضع نصب اعينها كل الملتزمين بالعملية الديمقراطية في باكستان. لا يمكن ولا يجب ان تنجح." واضاف "هذا وقت ضبط النفس وايضا وحدة الصف من جهتها اعتبرت الهند اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو الخميس مأساة وضربة مفجعة للعملية الديمقراطية. وقال سانجايا بارو المتحدث باسم رئيس الوزراء مانموهان سينغ " بوفاتها فقدت شبه القارة (الهندية) زعيمة متميزة عملت من اجل الديمقراطية والمصالحة في بلادها." وقتلت بوتو (54 عاما) في هجوم بالرصاص وقنبلة بعد اجتماع انتخابي حاشد عقدته يوم الخميس في مدينة روالبندي قبل الانتخابات العامة في الثامن من يناير كانون الثاني. وقالت الشرطة ان انتحاريا اطلق الرصاص على بوتو وهي تغادر مكان الاجتماع الحاشد في احدى الحدائق قبل ان يفجر نفسه. وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية اناند شارما لقناة ان.دي.تي.في التلفزيونية الاخبارية "ان حدوث هذا في وقت يتطلع فيه شعب باكستان اليها (بوتو) امر يدعو الى الحزن." واضاف "انه ضربة مفجعة للعملية الديمقراطية وليس هناك كلمات تكفي لادانة هذا العمل البغيض. "نقدم تعازينا الى افراد اسرتها المكلومين وايضا الى اصدقائها وانصارها." وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين أن روسيا تدين بحزم العمل الإرهابي الذي أسفر عن مصرع زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو. وقال كامينين في حديث للصحفيين: "ندين بحزم ما حدث ونعرب عن تعازينا ومواساتنا لأهل وأقرباء بوتو". وأضاف: "نعول على أن يتسنى لقيادة باكستان اتخاذ الإجراءات لضمان الاستقرار في البلاد". وتوفيت بوتو في المستشفي بعد تعرضها لإصابات بليغة نتيجة العمل الإرهابي الذي وقع في مدينة راولبندي الباكستانية اليوم الخميس. قال البيت الابيض يوم الخميس ان الرئيس الامريكي جورج بوش ادان هجوم باكستان الذي قتلت فيه زعيمة المعارضة بينظير بوتو. وقال سكوت ستانزل المتحدث باسم البيت الابيض "ندين اعمال العنف التي وقعت اليوم في باكستان. سيدلي الرئيس ببيان بشان الوضع (في باكستان)." وسيتحدث بوش الذي يقضي عطلة في مزرعته في كروفورد بولاية تكساس عن الوضع في الساعة 1100 بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. السيرة الذاتية لبيناظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانيةالسابقة بنازير بوتو التي قتلت الخميس في هجوم انتحاري على هامش تجمع انتخابي في روالبندي ضاحية اسلام اباد اول امرأة في العصر الحديث تقود بلدا مسلما في الخامسة والثلاثين من عمرها. وقد تولت مرتين رئاسة الوزراء في باكستان من 1988 الى 1990 ومن 1993 الى 1996. لكنها في كل مرة كانت تقال من منصبها بتهمة "الفساد" و"سوء الادارة". وسجن زوجها بتهمة الفساد ايضا بين 1996 و2004. وفضلت العام 1999 الهرب الى لندن ومنها الى دبي لتفادي المصير نفسه. ومنذ عودتها من منفاها في منتصف تشرين الاول/اكتوبر اصبحت احد ابرز الوجوه المعارضة للرئيس برويز مشرف استعدادا للانتخابات التشريعية والاقليمية المقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير. وكان مشرف تولى السلطة بانقلاب ابيض العام 1999. في الرابعة والخمسين تمكنت من العودة الى بلادها قبل شهرين من دون قلق عدما عفا عنها مشرف في اطار مفاوضات بين الجانبين حول تقاسم مقبل للسلطة. لكنها ادارت ظهرها للرئيس الباكستاني قبل شهر وذلك بعدما فرض حال الطوارىء متذرعا بالتهديد الارهابي الاسلامي. واتهمته بالسعي الى الاحتفاظ بالسلطة بكل الوسائل. ولدت بوتو في 21 حزيران/يونيو 1953. وهي الابنة الكبرى لرئيس الوزراء الباكستانيالسابق ذو الفقار علي بوتو الذي شنق في نيسان/ابريل 1979. وتلقت دروسها في جامعة هارفرد في الولاياتالمتحدة ونالت دبلوما في الفلسفة من جامعة اوكسفورد. عادت الى باكستان العام 1977 حين اطاح الجنرال ضياء الحق بوالدها قبل ان يعدمه النظام العسكري للاخير. سجنت ووضعت قيد الاقامة الجبرية مرارا واعادت تنظيم حزب الشعب الباكستاني الذي اسسه والدها. نفيت في كانون الثاني/يناير 1984 الى لندن لكنها سجلت عودة تاريخية العام 1986. وبعدما سجنت مجددا لايام اثر تظاهرة حظرها ضياء الحق نجت من اعتداء في كانون الثاني/يناير 1987. في تشرين الثاني/نوفمبر 1988 فاز حزب الشعب الباكستاني في الانتخابات التشريعية وتولت بوتو رئاسة الوزراء. لكنها اقيلت في اب/اغسطس 1990 بتهمة الفساد واستغلال السلطة ومثلت امام محاكم خاصة بين ايلول/سبتمبر 1990 وايار/مايو 1991 بتهمتي سوء استخدام السلطة واختلاس اموال عامة وممارسات اخرى برئت منها العام 1994. وبعدما هزمت في انتخابات تشرين الاول/اكتوبر 1990 انضمت بوتو الى المعارضة. لكنها عادت الى السلطة في تشرين الاول/اكتوبر 1993 مع فوز حزبها قبل ان تزاح مجددا في نهاية 1996 للاسباب نفسها. وظلت الملاحقات القضائية بحقها عالقة طوال فترة منفاها حتى عفا عنها مشرف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. تزوجت بوتو العام 1987 من آصف علي زرداري وهي ام لثلاثة اولاد.
