دانت الجهورية اليمنية واستنكرت بشدة التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة السيدة بنازير بوتو- زعيمة حزب الشعب الباكستاني المعارض ورئيسة الوزراء السابقة- لدى حضورها اليوم تجمعا انتخابيا لحزبها في روالبندى بالعاصمة إسلام آباد. ووصف مصدر يمني مسئول هذا التفجير بالعمل الإرهابي المؤسف، معتبرا هذا التفجير الانتحاري الإرهابي، يستهدف زعزعة أمن باكستان ووحدته الوطنية. ودعا المصدر الحكومة الباكستانية وكافة القوى السياسية إلى التنبه لتلك المخططات وتفويت الفرصة عليها في تحقيق أهدافها، والتعامل مع هذا الاعتداء الآثم بحكمة وبما يحفظ أمن واستقرار باكستان ويصون البلاد من الإنجرار في طريق العنف وردود الفعل. وأكد المصدر على أهمية تظافر الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه وتعقب مرتكبي الحادث لينالوا جزائهم العادل. وعبر المصدر عن صادق تعازي ومواساة الحكومة والشعب اليمني, للحكومة والشعب الباكستاني الشقيق والى أسرة الزعيمة بنازير بوتو وأسر ضحايا الحادث .. سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيدة بوتو بواسع الرحمة ويسكنها فسيح جناته ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.. "إنا لله وإنا إليه راجعون " اغتيال بنازير بوتو اغتيلت بنازير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وزعيمة حزب الشعب وأحد قادة المعارضة في باكستان في تفجير انتحاري قوي وقع اليوم الخميس خلال تجمع جماهيري أقيم تأييدا لها. وقد أدى هذا التفجير أيضا إلى مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة عدد من الأشخاص بجراح وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية. حزن وصدمة أنصار بوتو على مقتلها ووقع الهجوم في مدينة روالبندي، إحدى ضواحي إسلام أباد، حينما فجر انتحاري نفسه قرب موكب بوتو عقب إلقائها خطابا أمام تجمع مناصريها. وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة الباكستانية في وقت لاحق أن بوتو أصيبت برصاصة في العنق أطلقها عليها الانتحاري قبل أن يفجر نفسه. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما "بحسب معلوماتنا، لقد توفيت، يبدو أن شظية من القنبلة أصابتها". وأوضح شيما أن "انتحاريا فجر القنبلة التي كان يحملها فيما كان الناس يغادرون التجمع." مشرف يدعو إلى الهدوء هذا ودعا الرئيس الباكستاني برويز مشرف مساء الخميس إلى الهدوء في البلاد بعيد ساعات على اغتيال رئيسة الوزراء السابقة والزعيمة المعارضة بنازير بوتو كما أعلن التلفزيون الرسمي الباكستاني. أنصار بوتو الغاضبين أضرموا النار في حافلة في كراتشي احتجاجا على اغتيالهاإلا أن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مراسلها أنه تم إحراق مقر المحكمة ومبان أخرى في يعقوب أباد مسقط رأس رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة إثر اغتيالها. يذكر أن الشرطة الباكستانية قد فرقت بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع أكثر من 100 مناصر لبوتو في مدينة بيشاور مطلقين شعارات معادية للرئيس مشرف. شريف يخوض "الحرب" نيابة عن بوتو وقد تعهد رئيس الوزراء الباكستاني السابق وأحد زعماء المعارضة نواز شريف بأنه سيخوض الحرب إنابة عن الزعيمة الراحلة بنازير بوتو. وقال شريف إنه يشاطر الشعب الباكستاني فجيعة مقتل بوتو. وكان شريف يخاطب بتأثر الحشد الذي تجمع أمام المستشفى حيث توفيت بوتو متأثرة بجروحها. وقال لمناصري بوتو وأشخاص كثيرين كانوا يبكون "أعدكم بأنني سأخوض معركتكم اعتبارا من الآن." يذكر أن بوتو قادت حملة ضد مشرف وضد الإسلاميين الأصوليين واعدة بإزالة التهديد الإسلامي من باكستان. من هي بنازير بوتو؟ ولدت بوتو عام 1953 وعاشت ضمن حياة سياسية معقدة فهي الابنة الكبرى لوالدها الرئيس الباكستاني الأسبق ذو الفقار علي بوتو الذي أسس حزب الشعب عام 1967. وشارك والدها في الحياة السياسية الباكستانية منذ الخمسينات من القرن الماضي، ويعود له الفضل في حصول باكستان على مفاعل نووي من فرنسا، حيث قادته الانتخابات إلى منصب الرئاسة عام 1970. في انقلاب قاده ضياء الحق عام 1976، وضعت بنازير تحت الإقامة الجبرية آنذاك، حتى إعدام والدها ذو الفقار علي بوتو في السجن عام 1979. وبعد وفاة الرئيس ضياء الحق إثر سقوط مروحيته في ظروف غامضة، تولت بنازير بوتو رئاسة الحكومة بعد عودتها إثر انتهاء دراستها في جامعة أكسفورد. وقادت حزب والدها لتكون أول امرأة مسلمة تتولى رئاسة الحكومة في العالم قبل أن يقيلها الرئيس الباكستاني غلام خان بتهم الفساد عام 1990، وسجن زوجها حتى عام 1993 حين استطاعت أن تعود إلى الحكم بالتحالف مع العسكر، قبل أن تمنى بخسارة مرة أخرى عام 1996 في الانتخابات التي فازت فيها الرابطة الإسلامية. ولاحقت تهم الرشى والفساد بوتو وزوجها مما دفعهما إلى اللجوء إلى انكلترا ثم إلى دبي عام 2002 حتى أصدرت المحكمة حكما يمنعها من دخول باكستان لعدم مثولها أمام المحكمة، ثم طلب الرئيس برويز مشرف من المحكمة العليا إصدار حكم يحدد سقفا لعدد مرات تولي رئاسة الحكومة لكي لا تزيد على مرتين لمنعها من الترشح. وعادت بوتو إلى باكستان في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عفو رئاسي أصدره مشرف في إطار اتفاق تقاسم السلطة. وقد تعرضت بوتو منذ عودتها إلى هجوم استهدف موكبها ومناصريها بتفجيرين انتحاريين في كراتشي في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهما التفجيران القويان اللذان أديا إلى مقتل أكثر من 125 من مناصريها.