أعلن رئيس اللجنة الانتخابية الباكستانية انتخاب آصف علي زرداري زوج الراحلة بنازير بوتو زعيمة المعارضة سابقا، السبت 6-9-2008 رئيسا لباكستان من قبل البرلمان والمجالس الإقليمية، فيما سقط عشرات القتلى والجرحى في هجوم انتحاري استهدف مركز تفتيش للجيش والشرطة في شمال غرب باكستان. وقال قاضي محمد فاروق من على منبر البرلمان "إن آصف علي زرداري حصل على 281 صوتا من 426" في مجلسي البرلمان. وقد أعلن في وقت سابق أن زوج بنظير بوتو التي اغتيلت في 27 من ديسمبر/ كانون الأول 2007 حصل على غالبية الأصوات في المجالس الإقليمية الأربعة. وكان فوز مرشح أبرز أحزاب الائتلاف الحاكم منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في شباط/ فبراير الماضي، مضمونا. وكان الاقتراع الذي يشارك فيه أعضاء مجلسي البرلمان والمجالس الإقليمية الأربعة بدأ قبل ظهر السبت بالتوقيت المحلي، وتأتي هذه الانتخابات بعد 20 يوما من استقالة الرئيس السابق برويز مشرف بضغط من التحالف الحاكم الجديد المنبثق عن الانتخابات التشريعية ليوم 18 من شباط/ فبراير والذي يتزعمه حزب الشعب الباكستاني. ويتزعم حزب الشعب زرداري منذ اغتيال زوجته رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو التي كانت تقود المعارضة قبل اغتيالها. وزرداري -53 عاما- المعروف حتى الآن في الخارج بسمعته غير الجيدة، لا تزال تلاحقه صفة "السيد 10 بالمئة" في بلاده، ويظل رمزا للفساد في التسعينيات عندما كانت زوجته رئيسة للوزراء، وكان هو أحد وزرائها. وزرداري لا يحظى بشعبية بين أفراد الشعب الباكستاني ال168 مليونا، غير أنه تولى رئاسة حزب الشعب في إجراء أثار صدمة غداة اغتيال زوجته ثم عين مرشحا للرئاسة رغم تململ داخل حزبه. وقد أمضى زرداري 11 عاما في السجن حتى 2004 بعدما أدين بتهمتي الفساد والقتل، ثم تمت تبرئته من قسم من الاتهامات الموجهة إليه، فيما شطبت التهم الباقية عندما عفا عنه الرئيس برويز مشرف عام 2007، حين كان يتفاوض على تقاسم للسلطة مع بنظير بوتو. وأجمعت الصحف تقريبا في افتتاحياتها على إبداء تخوفها منذ الآن حيال "التأثيرات السلبية" لتنصيب شخصية مثيرة للجدل إلى هذا الحد رئيسا في وقت تقف البلاد على شفير الإفلاس والفوضى، ويبدو فيه أن المقاتلين الإسلاميين يحققون مكاسب ميدانية وتكثف فيه الولاياتالمتحدة إطلاق الصواريخ على أنصار القاعدة في شمال غرب باكستان انطلاقا من أفغانستان. وكانت القاعدة أعلنت قبل عام "الجهاد" ضد سلطات إسلام آباد، كما تدفع البلاد ثمنا باهظا ل"الحرب على الإرهاب"؛ حيث شهدت موجة من العمليات الانتحارية أوقعت نحو 1200 قتيل خلال أكثر من عام. ومنذ 2002 خسر الجيش الباكستاني أكثر من ألف جندي في معارك مع متطرفين مقربين من القاعدة وطالبان في أفغانستان, تقول واشنطن، إنهم أعادوا بناء قوتهم في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان المحاذية لأفغانستان. ومع ذلك فإن الولاياتالمتحدة أكبر ممول لباكستان اعتبرت في الآونة الأخيرة أن باكستان لا تقوم بجهد كاف في مواجهة الإسلاميين المتطرفين. وبدأت قبل ثلاثة أيام أول تدخل عسكري مباشر في الأراضي الباكستانية انطلاقا من أفغانستان. وتقول إسلام أباد، إن 15 مدنيا على الأقل قتلوا في قرية حدودية في حين رفضت واشنطن التعليق على الأمر من دون أن تنفيه. وأصبحت عمليات إطلاق الصواريخ الأمريكية التي تستهدف القاعدة بيد أنها لا توفر المدنيين, شبه يومية ما عزز مشاعر مناهضة للأمريكيين شائعة أصلا بين الباكستانيين. وعلاوة على كل ذلك فإن أيام تحالف حزب زرداري تبدو معدودة، فالحكومة التي تشكلت في مارس/ آذار والعاجزة عن التصرف عمليا, تقع تحت رحمة تشكيلات صغيرة تتناقض مصالحها بشكل كبير تشمل علمانيين تقدميين ومتطرفين إسلاميين مرورا بقوميين. وتوقع خبراء اقتصاد انهيارا اقتصاديا في غضون شهرين في حال لم تنجح إسلام أباد في تحسين حساباتها العامة. ويعاني السكان من مستوى تضخم قياسي في آسيا؛ حيث شهدت البلاد منذ بداية العام ارتفاعا بنسبة 60% في أسعار الكهرباء والمحروقات والمواد الغذائية الأساسية. *وكالات