فاز آصف علي زرداري- أرمل رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو بانتخابات الرئاسة الباكستانية أمس السبت. وفي إشارة إلى المشاكل التي سيواجهها بعد توليه رئاسة باكستان قتل انتحاري يقود سيارة ملغومة أمس السبت 30 شخصاً على الأقل في هجوم استهدف مركزاً للشرطة في مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان. وأصيب ما يقارب 70 شخصاً.وقالت الشرطة: إن عدد القتلى يمكن أن يرتفع حيث دفن العديد من الأشخاص تحت أنقاض مبان قريبة أنهارت بفعل الانفجار. ويأمل المستثمرون والحلفاء الأجانب بقيادة الولايات المتحدة أن تؤدي الانتخابات إلى تحقيق قدر من الاستقرار بعد أشهر من الاضطراب السياسي واشتداد عنف المتشددين، وأدى عدم اليقين إلى تراجع الأسهم والروبية بشكل كبير. ورحبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بانتخاب زارداري أمس السبت، وأشادت بما قالت: إنه تشديده على مكافحة الإرهاب. وقالت للصحافين: "الآن في ظل وجود رئيس جديد.. اعتقد أن لدينا طريقاً ممهداً للمضي قدماً." وزرداري هو رجل أعمال سابق ومقرب من الولايات المتحدة ويؤكد التزام باكستان بالحملة التي لا تحظى بشعبية ضد التشدد. وصوت أعضاء البرلمان الباكستاني المكون من مجلسين وأربعة مجالس إقليمية في انتخابات لاختيار رئيس خلفاً لبرويز مشرف الذي استقال في الشهر الماضي بعد تسعة أعوام في السلطة التي تولاها في إنقلاب.. ووفقاً للنتائج غير الرسمية للجنة الانتخابية فإن زرداري الذي كان من المتوقع بشكل كبير أن يفوز حصل على 480 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي ومجموعها 702 . وقضى زرداري الذي كان لاعب بولو في شبابه 11 عاماً في السجن بتهمة الفساد والقتل. . ولم تتم إدانته أبداً، ونفى أن يكون أرتكب أية مخالفة، ولكنه يواجه شكوكاً واسعة النطاق بشأن صلاحيته لمنصب الرئيس.. وقال زرداري لجمع من زملائه في الحزب: إن هذا الفوز هو إتمام للعملية الديمقراطية. وقال بينما وقف بين ابنتيه "لأولئك الذين قد يقولون: إن حزب الشعب أو الرئاسة ستكون محل جدال تحت وصايتنا وتحت قيادتنا أريد أن أقول (استمعوا إلى الديمقراطية)." وقتلت والدة الفتاتين في هجوم انتحاري في 27 ديسمبر كانون الأول من العام الماضي بعد أسبوع من عودتها من المنفى. ويقود الآن حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه الحكومة كما يتولى الرئاسة. وسيتعين على زرداري (53 عاماً) معالجة سلسلة من المشكلات في ذلك البلد المسلح نووياً والحليف للولايات المتحدة، من بينها تصاعد أعمال عنف المتشددين واقتصاد يواجه أزمة. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض: إن الرئيس جورج بوش يتطلع إلى العمل مع زرداري في "قضايا هامة بالنسبة للبلدين بما فيها مكافحة الإرهاب والعمل على تمتع باكستان باقتصاد مستقر وآمن." وقال مالك نافيد خان رئيس الشرطة الإقليمية: إن الانفجار في بيشاور دمر مركز الشرطة وأدى إلى انهيار أسقف مبان مجاورة. وكان الانتحاري يستهدف على ما يبدو الجمعية الإقليمية ، حيث كان يجتمع النواب للتصويت لاختيار الرئيس، وأعلنت طالبان الباكستانية مسؤوليتها. وبرز زرداري على مسرح السياسة بعد اغتيال زوجته. وجعل فوز حزب الشعب الباكستاني في الانتخابات التي أجريت في فبراير شباط من زرداري واحداً من أقوى الشخصيات في باكستان. وأدى قرار أتخذه زرداري في أغسطس /آب ببدء إجراءات لمساءلة الرئيس السابق برويز مشرف بهدف عزله إلى استقالة الأخير.