هاجم مفجر انتحاري بسيارة ملغومة فندق ماريوت في اسلام اباد ليقتل 40 شخصا على الاقل ويصيب 250 اخرين ويشعل حريقا اجتاح المبنى الواقع في العاصمة الباكستانية إسلام اباد. وجاء الانفجار بعد ساعات من القاء الرئيس اصف زرداري خطابه الاول امام البرلمان على بعد بضع مئات من الامتار حيث قال إن الارهاب يتعين استئصاله. وفيما اكتنفت السنة اللهب الفندق الذي يحظى بحماية كبيرة والمشهور لدى الاجانب والدبلوماسيين والباكستانيين الاغنياء قالت الشرطة انه مازال يوجد اشخاص محاصرين في الداخل. وقال اصغر رضا جاردازي رئيس الشرطة "اصطدمت سيارة محملة بالمتفجرات ببوابة ماريوت وحتى الان اخرجنا 40 جثة ولكن الرقم يمكن ان يكون اعلى من ذلك." وتدهور جهاز الامن الداخلي الباكستاني بسرعة كبيرة خلال العامين الاخيرين والذي يعد حيويا للقتال ضد القاعدة والجماعات المتشددة الاخرى. ويخوض الجيش هجوما كبيرا ضد القاعدة ومقاتلي طالبان في منطقة باجوار على الحدود الافغانية فيما كثف الجيش الامريكي من ضرباته الصاروخية ضد المتشددين في اراضي البشتون العرقية القبلية مما اغضب لكثير من الباكستانيين. ويشن المتشددون سلسلة من هجمات القنابل غالبيتها على قوات الامن في الشمال الغربي انتقاما للهجمات ضدهم. وقال طلعت مسعود وهو جنرال متقاعد ومحلل دفاعي بعد هجوم يوم السبت "انهم يبعثون برسالة واضحة للغاية ولا لبس فيها بانه اذا ما تابعت الحكومة هذه السياسات فان هذا هو ما نفعله ردا على ذلك." واضاف "انهم يقولون ان بامكانهم ان يضربوا في اي مكان وفي اي وقت بغض النظر عما تعتقدون فيما يتعلق بقوة الامن..وهم ايضا يوجهون رسالة للشعب الباكستاني.. حكومتكم وجيشكم يسمحون للامريكيين بمهاجمة اراضينا." وكان هجوم يوم السبت هو الاسوأ في العاصمة وجاء بعد ستة اشهر من تولي حكومة مدنية السلطة وبعد شهر من اجبارها رئيس الجيش السابق وحليف الولاياتالمتحدة الوثيق على الاستقالة من منصب الرئيس. وحفر الانفجار في الطريق حفرة عمقها ستة امتار الى جانب الحواجز الامنية للفندق. وقالت وزارة الداخلية ان القنبلة ربما تحوي اكثر من 500 كيلوجرام من المتفجرات. وقالت وزارة الداخلية ان اثنين من الاجانب قتلا كما قال مسؤولو المستشفى ان خمسة على الاقل اصيبوا من بينهم دبلوماسي دنمركي وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الدنمركية. وقال السفير السعودي ان ستة من السعوديين مفقودون. وتصاعد الحريق والدخان من الفندق الذي يضم 290 غرفة ويقع في وسط المدينة والذي تعرض للقصف مرتين من قبل. ودمر الانفجار عشرات السيارات خارج الفندق كما حطم نوافذ في مبان على بعد مئات الامتار من الموقع. وقال مسؤول امني بالفندق مصاب ان سيارة تم ايقافها امام الحاجز الامني الاول بالفندق ووقع انفجاران صغيران قبل دقائق من الانفجار الرئيسي. وقال كليمنز شتينكانب وهو الماني اصيب بجروح طفيفة في الانفجار من فراشه بالمستشفى "كان هناك تحذير من الامن.. طلبوا منا ان نذهب الى مؤخرة الفندق." وقال "لم يحدث شيء على مدى خمس دقائق..ولكن وقع انفجار هائل. وسقط كل شيء وكان هناك الكثير من الجثث حولي." وقالت الوزارة ان 236 شخصا اصيبوا بجراح. وقالت السفارة البريطانية ان كل الموظفين تم معرفة مصيرهم. وقالت متحدثة باسم السفارة الامريكية ان التقارير الاولية تشير الى ان كل الدبلوماسيين الامريكيين تم معرفة مصيرهم. وزرداري مقرب من الولاياتالمتحدة وتعهد في وقت سابق بان يحافظ على التزام باكستان المسلحة باسلحة نووية تجاه الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد التشدد حتى على الرغم من انها لا تحظى بشعبية. وأدان البيت الابيض الهجوم. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض ان "الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجوم الارهابي الذي وقع في اسلام أباد بباكستان .. الولاياتالمتحدة ستقف مع حكومة باكستان المنتخبة ديمقراطيا وهي تواجه هذا التحدي." وادى الانفجار الى سقوط سقف قاعة الطعام حيث كان هناك ما يصل الى 300 شخص يتناولون طعام الافطار. وكان النادل منصور عباسي في الفندق بعد الانفجار ينادي على اي احياء في الانقاض. وقال عباسي وحلته ملطخة بالدماء "كنت اضع كأسا عندما وقع الانفجار.. بدأ الجميع في الصراخ. سحبت 16 شخصا مصابا." وقال مالك الفندق وهو واحد من فندقين من فئة النجوم الخمس في العاصمة ان السيارة التي تحمل المتفجرات تم ايقافها امام الحاجز الاول وتبادل الحرس على البوابة اطلاق النار مع المهاجم. وقال المالك صدر الدين حشواني "اطلقت بعض الطلقات. ورد احد حراسنا باطلاق النار وفي الوقت نفسه فجر كل المتفجرات. كل الحرس على البوابة قتلوا." وفي خطابه امام البرلمان قال زرداري ان باكستان يجب ان تمنع المتشددين من استخدام اراضيها لشن هجمات على دول اخرى. وقال ايضا ان باكستان لن تتسامح مع التعدي على اراضيها باسم مقاتلة المتشددين. وادان زرداري الذي فاز بالرئاسة في انتخابات اجريت الشهر الجاري الهجوم وناشد الشعب التزام الهدوء. ومن المقرر ان يغادر باكستان متوجها الى الولايات لمتحدة يوم الاحد حيث سيجري محادثات مع بوش. من ذي شان حيدر