بدأ في باكستان تشييع جنازات القتلى في التفجير الذي استهدف أمس فندق ماريوت وسط العاصمة اسلام أباد. وفي الوقت ذاته أكد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلانى ان الانفجار اسفر عن مصرع 53 شخصا بينهم السفير التشيكي واصابة اكثر من مائتين وستين آخرين. على صعيد آخر يتوجه الرئيس الباكستانى آصف على زردارى الى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامه للأمم المتحده، ومن المتوقع ان يلتقى بالرئيس الامريكى جورج بوش الاسبوع القادم على هامش تلك الاجتماعات. ويأتى الاجتماع وسط توتر بين البلدين بسبب الهجمات التى تشنها القوات الامريكيه على المسلحين داخل الاراضى الباكستانيه. تفجير الماريوت وفي اسلام آباد، تواصل فرق الانقاذ بحثها عن الجثث داخل هيكل ما تبقى من فندق ماريوت، حيث عثروا على المزيد منها، مما اوصل العدد حتى الآن الى 53 قتيلا من بينهم اربعة اجانب، امريكيان وفييتنامي والسفير التشيكي لدى باكستان. وقال مسؤول حكومي بارز، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للانباء ان هناك 21 مصابا اجنبيا ضمن 266 هم اجمالي المصابين في هذا التفجير الانتحاري الضخم. وقد حمل وزارة الداخلية الباكستانية مسحلي طالبان باكستان المتربطين بتنظيم القاعدة مسؤولية الهجوم. واعلن مستشار وزير الداخلية رحمن مالك خلال مؤتمر صحفي ان جميع الهجمات الانتحارية الاخيرة التي شهدتها باكستان من تدبير هؤلاء المسلحين المتمركزين في المنطقة القبلية الواقعة قرب الحدود مع افغانستان. واضاف مالك ان جميع الطرق المؤدية الى هذه المنطقة مغلقة حاليا. واشار الى ان الصور الملتقطة بواسطة كاميرات المراقبة في الفندق اظهرت ان الشاحنة الضخمة التي كانت محملة بحوالي 600 كغ من المتفجرات منعت من دخول باحة الفندق فقام السائق بتفجير نفسه في البداية تلاه الانفجار الضخم بعد دقائق قليلة. "سرطان" وقد توعد الرئيس الباكستاني، عبر كلمة بثها التلفزيون إلى الباكستانيين عقب التفجير الانتحاري، بالقضاء على ما وصفه بسرطان الإرهاب. ودعا "القوى الديمقراطية في باكستان" إلى التكاتف لهزيمة الإرهاب. وأضاف " أريد أن أقول لشعبي إنني قادر على الإحساس بألمه لقد مررت بهذا الألم، في حزب الشعب الباكستاني دفنا الكثير من أصدقائنا وأنا شخصيا دفنت في أسرتي بينظير بوتو". وطلب زرداري من الباكستانيين "تحويل هذا الألم إلى قوة"، وأضاف "إنه نذير شؤم في بلادنا، إنه سرطان سنقضي عليه، ولن نخاف من هؤلاء الجبناء، ولن نرضخ لهذه الأعمال الجبانة. باكستان امة شجاعة لا تهاب". الهجوم وادى الانفجار الضخم الى تدمير الجزء الأمامي من الفندق الواقع في وسط إسلام آباد، وقال صاحب الفندق ان شاحنة مفخخة تم تفجيرها عند المدخل الرئيسي لدى خضوعها للتفتيش الأمني. واعقب الانفجار حريق كبير زاد في اشتعاله انفجار انابيب غاز، وتناثرت جثث وأشلاء القتلى والمصابين، وقطع السيارات المحترقة في ساحة الفندق. أما أكثر المناطق تضررا فكان المطعم الرئيسي الذي كان مكتظا بالزبائن المسلمين الصائمين الذين كانوا يستعدون للافطار، اضافة إلى السياح الأجانب الذين كانوا يعتبرون الماريوت من أكثر الفنادق امنا في إسلام آباد. واشارت بعض التقارير الى ان وجود نحو مئتي شخص في المطعم وقت وقوع الهجوم. كما ذكر مراسل لبي بي سي أن فرق الإنقاذ واجهت صعوبة في الوصول إلى الدور العلوي لإنقاذ عشرات المحاصرين. إدانة دولية وقوبل الهجوم بادانة دولية واسعة النطاق، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندرو إن الهجوم يذكر الجميع بما أسماه بخطر التطرف الذي واجهه العالم. واضاف أن بوش يقدم تعازيه لعائلات الضحايا، وأن واشنطن "تقف الى جانب الحكومة الباكستانية المنتخبة بشكل ديمقراطي في مواجهة هذا التحدي". وحذت بريطانيا حذو واشنطن وادانت الهجوم على لسان وزير خارجيتها ديفيد مليباند الذي وصف الهجوم بالعمل "الارهابي الوحشي" واعرب عن وقوف بلاده الى جانب اسلام آباد في حربها ضد "العنف والتطرف". وجاء الهجوم بعد ان تصاعد التوتر خلال الأسابيع الماضية في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية حيث نفذ الجيش الباكستاني عمليات ضد المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية. كما أن القوات الامريكية كثفت هجماتها مؤخرا ضد حركة طالبان في منطقة القبائل الباكستانية المضطربة، مما اسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين. وقد أعربت باكستان عن انزعاجها الشديد بشأن الغارات الامريكية التي تستهدف المسلحين على اراضيها. ويخوض الجيش الباكستاني مواجهات مع المسلحين في منطقة باجور القبلية شمال غربي البلاد منذ عدة اسابيع. وقد اسفرت هذه المواجهات عن مقتل اكثر من 700 شخص ونزوح 260 ألفا من المدنيين.