خلف التفجير الذي استهدف فندقا وسط إسلام آباد بباكستان أمس 60 قتيلا ونحو 200 جريحاً بحسب مصادر باكستانية رسمية مفيدة بأن مبنى الفندق أصبح وشيك الانهيار في أي لحظة بعد أن أتت النيران عليه بالكامل. وأوضح موقع "الجزيرة نت" أن 20 من الجرحى أجانب من ضمنهم أميركيان وستة سعوديين وثلاثة ألمان وأربعة بريطانيين ولبناني واحد وليبيان. وأشار إلى أن عمليات مكافحة النيران التي تحاصر فندق الماريوت أتت عليه بالكامل ولازالت مستمرة، مضيفا أنه من الصعب إنقاذ أي أحد حاليا داخل المبنى. وكان التفجير نجم عن عملية انتحارية نفذت بشاحنة محملة بالمتفجرات تمكن سائقها من اقتحام البوابة الرئيسة للفندق الذي يتميز بكونه محصنا ومحاطا بنقاط تفتيش متعددة. وأكد الموقع أن مبنى الفندق أصبح وشيك الانهيار في أي وقت، مضيفا أن السلطات الباكستانية استقدمت مهندسين متخصصين تأهبا لذلك. من جانبها أشارت رويترز إلى أن النيران اندلعت في مبنى الفندق الذي يضم 290 غرفة وامتدت لأجزاء متعددة، مضيفة أن عدة سيارات كانت موجودة قرب مكان الانفجار ومباني مجاورة أصيبت بأضرار بالغة. ويعد هذا التفجير الثالث من نوعه الذي يتعرض له الفندق الذي يشتهر بإيواء عدد كبير من الأجانب. ونقل الموقع عن رحمن مالك مستشار الشؤون الداخلية لدى رئيس الحكومة قوله إن الأجهزة الأمنية كانت تتوقع وتتأهب لمثل هذه العمليات. ويأتي هذا التفجير في وقت كثفت فيه الولاياتالمتحدة غاراتها الصاروخية على المقاتلين الإسلاميين في مناطق القبائل الباكستانية. وفي أول رد فعل أكد الرئيس الباكستاني علي آصف زرداري أن التفجير لن يحبط تصميم حكومته على مواصلة محاربة من وصفهم بالإرهابيين. وقال في بيان إن "الحكومة ستواصل محاربة الإرهاب والتطرف بأشكاله وانعكاساته كافة، ولن تتمكن تلك الأعمال من إحباط تصميم الحكومة على محاربة هذا التهديد". ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الانفجار، لكن مسلحي حركة طالبان باكستان نفذوا سلسلة من التفجيرات الانتحارية في مختلف أنحاء باكستان على مدار ال18 شهرا الماضية. وكان زرداري أكد في وقت سابق أمام البرلمان عزم الحكومة على "اجتثاث الإرهاب والتطرف". وفي أول رد فعل دولي أدانت الولاياتالمتحدة الهجوم ووصفته بأنه "تذكير لتهديد نواجهه جميعا". وقال غوردون غوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض "إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في إسلام آباد بباكستان، إن الولاياتالمتحدة ستقف مع حكومة باكستان المنتخبة ديمقراطيا وهي تواجه هذا التحدي".