دانت الجمهورية اليمنية وبشدة العمل الإرهابي البشع الذي استهدف السبت أحد الفنادق في العاصمة الباكستانية إسلام اباد، ونجم عنه سقوط ما لا يقل عن 60 شخصا وجرح العشرات. وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية " ان هذا الهجوم الإرهابي البشع لا تقدم على ارتكابه وفي شهر رمضان المبارك شهر المحبة والخير، إلا قوى متطرفة وإرهابية تخلت عن كل قيم الإسلام ومشاعر الإنسانية ". وأعتبر المصدر ان هذا العمل الإرهابي يؤكد ان شبكة الإرهاب مازالت تشكل آفة خطيرة تهدد أمن واستقرار العديد من دول العالم, الأمر الذي يتستدعي تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي على المستوى الإقليمي والدولي لمواجهتها ووضع حد لأعمالها الإجرامية". وعبر المصدر عن أحر تعازي اليمن قيادة وحكومة وشعبا إلى قيادة وحكومة وشعب الباكستان الشقيق والى اسر الضحايا الذين سقطوا جراء هذا الحادث الإجرامي الأليم، مؤكداً تضامن اليمن ووقوفها مع الحكومة الباكستانية في مكافحة الإرهاب. وكان انفجار هائل لشاحنة مفخخة يقودها انتحاري هز فندق "ماريوت" الذي يرتاده الكثير من الأجانب في إسلام أباد، مدمراً أجزاء كبيرة منه. وقالت الشرطة الباكستانية إن الانفجار أدى لمقتل 40 شخصاً وجرح 200 آخرين على أقل تقدير، بينما أشار الإعلام المحلي إلى أن الحصيلة ارتفعت إلى 60، مضيفا أن ما حدث ترافق مع تسرب للغاز واندلاع حريق هائل في الموقع، دون أن يتضح ما إذا كان التسرب مدبر قبل الانفجار لزيادة قوته. بالمقابل، قال مراسل تلفزيون "جيو" الباكستاني، في حديث لشبكة CNN إن الانفجار قد يكون الأكبر في تاريخ باكستان، مضيفاً احتمال احتجاز أكثر من 200 شخص داخل الفندق. وتضاربت الأنباء حول موقع التفجير، ففي حين قال الناطق باسم الحكومة، فرحة الله بابر أن الشاحنة اخترقت الحاجز الحديدي الأمني وانفجرت في واجهة الفندق، قال مالك الماريوت في العاصمة الباكستانية إن الشاحنة لم تتمكن من اختراق الحاجز وانفجرت خارجه. ومن بين الضحايا الذين سقطوا، سُجل حتى وقت متأخر من مساء السبت مقتل أمريكي وجرح آخر، وتعرض أربعة بريطانيين وستة ألمان لإصابات طفيفة جراء الانفجار التي خلّف حفرة هائلة على باب الفندق. ويقع فندق الماريوت في منطقة أمنية تخضع لحراسة مشددة بسبب وجود البرلمان والمحكمة العليا فيها، إلى جانب مقر رئاسة الحكومة ومنزل الرئيس. ويأتي ذلك بعد ساعات قليلة من خطاب ألقاه الرئيس الباكستاني، آصف زرداري، السبت قال فيه إن بلاده لن تتسامح مع أي خرق تتعرض له سيادتها تحت عنوان "الحرب على الإرهاب،" وذلك "بصرف النظر عن القوة التي ستقوم به" في إشارة صريحة إلى معارضته للعمليات التي تنفذها الولايات المتحدة ضد أهداف في باكستان انطلاقاً من أفغانستان. وطلب زرداري، الذي كان يتحدث أمام مجلس النواب الباكستاني قبل أيام من لقاء مقرر بينه وبين نظيره الأمريكي، جورج بوش، إنشاء لجنة برلمانية لدراسة صلاحيات الرئيس تمهيداً للحد منها بعد أن اتسعت كثيراً في ظل حكم خلفه، برويز مشرف، الحليف الأبرز لواشنطن في المنطقة خلال الأعوام الماضية. غير أن زرداري، الذي يظل بصورة عامة محسوباً على القوى المقربة من الولايات المتحدة، عاد وأكد في خطاب أن الإرهاب يبقى مسألة "حياة أو موت" بالنسبة لبلاده، داعياً إلى أخذ التدابير اللازمة "لمنع استخدام الأراضي الباكستانية لتنفيذ هجمات إرهابية على دول أخرى." مواقف زرداري جاءت قبل أيام من لقاء مرتقب بينه وبين الرئيس الأمريكي، جورج بوش، وذلك على هامش زيارته الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وفقاً لأسوشيتد برس.