«العالم وباكستان يخسران الحرب على الإرهاب وطالبان تكسب المعركة.. إنها بلدنا وسوف ندافع عنها». آصف زرداري - مرشح حزب الشعب لرئاسة باكستان فيما يبدو كمحاولة إقناع للأميركيين أن مشرفاً آخر، لكن بغير سخط شعبي، يمكنهم الحصول عليه في باكستان، هاجم آصف علي زرداري، زعيم حزب الشعب الباكستاني بشدة حركة طالبان الباكستانية، مطالباً بوضعها على لائحة المنظمات الإرهابية. «طالبان يملكون قطعا اليد العليا.. القضية، ستمثل سيناريو سيئاً ليس فقط لباكستان أو أفغانستان، سيتأثر بها العالم كله». تصريحات نارية أطلقها زرداري في أعقاب ترشيح حزب الشعب له لتولي رئاسة باكستان بعد استقالة الرئيس الباكستاني برفيز مشرف. لا يحتاج رجل الأعمال الباكستاني وزوج رئيسة حزب الشعب بينظير بوتو، علي زرداري المولود في (21 يوليو 1956) إلى كثير جهد لإقناع من يستهدف إقناعهم في هذا الاتجاه، فطالبان باكستان وفرت له دعاية مجانية لمغازلة الحليف الأميركي بعد أن صارت ورقة الحليف السابق محروقة وصار لابد من استبدال وجه جديد لغرض استمرار اللعبة ذاتها في تلك البلاد باكستان صديق مقرب من الأميركيين إذا استمرت في محاربة الإرهاب. خلال الأيام القليلة الماضية كانت باكستان شهدت سلسلة تفجيرات هزت البلاد، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 95 شخصاً.. فقد لقي ما لا يقل عن 63 شخصاً مصرعهم وجرح العشرات في تفجيرين انتحاريين وقعا الخميس الماضي خارج مصنع للأسلحة في مدينة واه شمال شرق العاصمة إسلام أباد وذلك بعد يومين من مقتل 32 شخصاً في تفجير آخر استهدف مستشفى في مدينة دارة إسماعيل خان الواقعة شمالي البلاد.. هذا كله يسهم في صياغة بنود خطاب مرشح حزب الشعب بحسب ما يود الهاجس الأميركي الذي هو غير متفق مع رؤى نواز شريف الذي شهدت باكستان أعلى معدل تنمية في عهده الذي ميزه الحصار الأميركي والانجاز المحلي اللافت لكنه ليس صديقاً جيداً لواشنطن وتلك مشكلة في باكستان ما بعد مشرف.. زرداري، الذي تزوج بينظير بوتو عام 1987م وخلفها بعد اغتيالها العام 2007م في زعامة حزب الشعب، أكبر الأحزاب في الائتلاف الحاكم حالياً في باكستان كان سبباً في خلاف حاد شق تماسك التحالف الحاكم في باكستان، حيث لا يؤيد الطرف الشريك في التحالف بزعامة نواز شريف هذا الترشيح الذي كان مطلوباً التصويت بشأنه في البرلمان الذي يتقاسم أغلبيته حزبي بوتو وشريف الخصوم الأقوى لمشرف والذين صمد تحالفهما قرابة خمسة أشهر أثمرت الإطاحة بمشرف لكن ذات التحالف لم يصمد مدة أسبوع بعد سقوط مشرف. نواز شريف - زعيم حزب الرابطة الإسلامية - ولأسباب أعادها إلى خلاف بين حزبه وحزب الشعب على مسألة رفض حزب الشعب الحوار بخصوص مرشحه زرداري من ناحية وعدم القبول بتعديل صلاحيات الرئيس الواسعة في الدستور قبل الانتخابات الرئاسية وعدم موافقة حزب الشعب الحليف على عودة القضاة الذين عزلهم مشرف إلى مناصبهم، أعلن نواز شريف الاثنين الماضي انسحابه رسمياً من التحالف الحاكم، ناقلاً الأزمة إلى صفوف حزب الشعب الشريك السابق.. الدستور الباكستاني ينص على أن ينتخب الرئيس الجديد من قبل أعضاء مجلسي البرلمان والمجالس الإقليمية الأربعة، وقد أعرب زرداري عن ثقته في تأمين العدد الكافي لانتخابه، لكن البرلمان انشطر الآن وانقسم على نفسه بعد خلاف الحليفين وكذلك المجالس الإقليمية المنقسمة بين حزبي الائتلاف المنفض. لجنة الانتخابات الباكستانية من جانبها كانت أعلنت أن البرلمان سينتخب رئيساً جديداً للبلاد في السادس من سبتمبر - أيلول القادم، وجناح نواز شريف كان طلب التأجيل مسافة شهر للتفاهم حول القضايا العالقة بين الحليفين لكن ذلك لم يحدث.