رفض الرئيس الباكستاني برويز مشرف الاستقالة، مؤكدا بقاءه في منصبه لمدة خمسة أعوام قادمة رغم خسارة الأحزاب المؤيدة له في الانتخابات التي جرت أول أمس. وعزا مشرف في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نشرتها على موقعها الإلكتروني هزيمة حلفائه إلى عوامل عدة أبرزها التعاطف مع حزب الشعب الباكستاني عقب اغتيال زعيمته بينظير بوتو، إضافة إلى معركته مع القضاء العام الماضي التي دفعت به إلى إقالة أعضاء المحكمة العليا.كما أشار إلى تأثر الانتخابات بالارتفاع الكبير لأسعار الطحين والطاقة الكهربائية والغاز، لكنه رغم ذلك وصف العملية الانتخابية بأنها كانت نزيهة.وأعرب مشرف عن رغبته في العمل مع أي حزب أو تحالف "لأن ذلك في مصلحة باكستان" رافضا الرد على سؤال عما إذا كان قلقا إزاء احتمال محاولة منافسيه إزاحته من السلطة.وفي هذا السياق أوضح أن "مهمة الرئيس لا تقضي بتقاسم السلطة مع رئيس الوزراء، وسيحصل نزاع إذا ما أراد كل من رئيس الوزراء والرئيس أن يتخلص من الآخر. وآمل فقط أن نتجنب هذه النزاعات".كما أكد الرئيس الباكستاني أن الحكومة ستبقى ملتزمة ب"مكافحة الإرهاب والمتطرفين" بغض النظر عمن يتولى رئاستها. ويأتي تصميم مشرف على البقاء في السلطة في حين بدأ معارضوه مشاورات حول تشكيل ائتلاف للحكم.وقال زعيم حزب الشعب الباكستاني بالوكالة آصف زرداري إن حزبه سيحاول تشكيل ائتلاف حاكم دون حزب الرابطة الإسلامية جناح قائد أعظم المؤيد لمشرف الذي أقر قادته بالهزيمة في الانتخابات.وأِشار زرداري الذي خلف زوجته الراحلة بينظير بوتو إلى أنه سيحاول إقناع زعيم حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف بالانضمام إلى الائتلاف. وكان شريف قد حث مشرف في مؤتمر صحفي عقده في لاهور أمس على الاستقالة، كما أشار إلى أنه يعتزم مقابلة زرداري غدا الخميس، داعيا الجميع إلى الجلوس معا و"تحرير باكستان من الديكتاتورية".ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية الرسمية للانتخابات البرلمانية في باكستان اليوم، لكن النتائج الجزئية للجنة الانتخابية أشارت إلى حصول حزبي بوتو وشريف على 154 مقعدا بعد ظهور نتائج 268 دائرة انتخابية من أصل272.وطبقا لتلك النتائج حصل حزب الشعب على 87 مقعدا، يليه حزب الرابطة جناح نواز ب67 مقعدا.وجاء حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح قائد أعظم المؤيد لمشرف في المرتبة الثالثة بحصوله على 38 مقعدا ليحصد مع حلفائه ما مجموعه 58 مقعدا، واقتسمت أحزاب صغيرة ومستقلون باقي المقاعد.وستقسم 70 مقعدا مخصصة للنساء والأقليات الدينية بين الأحزاب طبقا لعدد الأصوات التي ستفوز بها. لكن رغم ذلك يتوقع عدم حصول حزبي المعارضة الرئيسيين على ثلثي أعضاء البرلمان الفدرالي مما يعني عدم تمكنهما من الإطاحة بمشرف بسهولة. "الجزيرة"