أعلن الجيش التركي أن حصيلة الهجوم البري الذي تشنه منذ مساء الخميس ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق بلغت 44 متمردا على الأقل وخمسة جنود، وأوضح الجيش أن 20 من المتمردين قتلوا في هجمات جوية منفصلة، و24 لقوا مصرعهم في اشتباكات. وذكر مصدر عسكري تركي - رفض الكشف عن هويته - أن "العمليات العسكرية داخل العراق ستتوسع" السبت. ومن جانبه، قال الهلال الأحمر العراقي: إن أربعة جسور دمرت، وشردت 11 عائلة من قريتين تقعان على بعد ما بين كيلومتر وكيلومترين داخل الحدود. وذكر رئيس الهلال الأحمر العراقي سعيد حقي أن المدنيين مذعورون؛ لأنهم لا يعرفون إلى أي عمق سيدخل الجيش التركي العراق. وتعقيبا على تدمير الجسور العراقية، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري: إنه ليس من حق تركيا إثارة عدم الاستقرار وضرب أهداف أخرى غير حزب العمال الكردستاني. وأضاف: إن هذا يجعل الموقف خطيرا، وأعرب عن تخوفه من أن يكون للأخطاء العسكرية عواقب وخيمة على كل الأطراف. ويهدف الهجوم التركي، والمرجح أن يكون الأكبر منذ عشر سنوات، إلى إنهاء التهديد الذي يشكله مقاتلو حزب العمال الكردستاني الذين يستخدمون شمال العراق كقاعدة لشن هجمات على تركيا. وأكدت تركيا أن العمليات ستتواصل لحين إنجاز الهدف. وقد حثت الولاياتالمتحدة تركيا، وهي حليف إقليمي مهم، على قصر هجومها على الأهداف الدقيقة لحزب العمال الكردستاني، وإنهاء هذه العملية بسرعة. فيما دعت الحكومة العراقية تركيا إلى احترام سيادتها وتجنب أي عمل عسكري يهدد الأمن. ودعا كل من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أيضا إلى ضبط النفس؛ خشية أن يعرض الهجوم أكثر مناطق العراق استقرارا للخطر في وقت بدأ الأمن يتحسن فيه داخل العراق. وقال التلفزيون التركي: إن ما بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف جندي دخلوا العراق، لكن العديد من المسؤولين العراقيين ومسؤولا عسكريا كبيرا في بغداد يعمل مع قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة قالوا: إن بضع مئات فقط من القوات تشارك فيها. وأفاد مصدر عسكري تركي بارز أن لواءين مؤلفين من نحو ثمانية آلاف جندي شاركا في الهجوم. ولم تحدد رئاسة الأركان التركية حجم العملية، لكنها نشرت صورا لجنود مسلحين يرتدون زيا أبيض يسيرون في أراض عراقية جبلية تكسوها الثلوج. وتتعرض الحكومة والجيش التركيان لضغوط داخلية لسحق حزب العمال الكردستاني، بعد سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن سقوط قتلى ضد القوات التركية أواخر العام الماضي. وتنحي أنقرة باللائمة على حزب العمال الكردستاني في مقتل 40 ألف شخص منذ بداية صراعه المسلح؛ لإقامة وطن مستقل للأكراد جنوب شرق تركيا في عام 1984. ومثل تركيا، تصنف واشنطن والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني على أنه منظمة إرهابية. وتقول تركيا عضو حلف الأطلسي إن لها الحق بموجب القانون الدولي في ضرب متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يلوذون بشمال العراق وشنوا هجمات داخل تركيا قتلت عشرات الجنود. وتؤكد تركيا أن حوالي ثلاثة آلاف من متمردي حزب العمال الكردستاني يتمركزون في العراق. وقال الرئيس التركي عبد الله غول في بيان: " أعتقد أن العملية ستسهم في استقرار العراق والسلام في المنطقة". ويبدو أن تركيا تسعى لتوجيه لطمة ساحقة لحزب العمال الكردستاني قبل تحسن أحوال الطقس بما يسمح للمتمردين بمعاودة العبور إلى الأراضي التركية. وشنت تركيا العديد من الهجمات البرية الكبيرة في التسعينات في شمال العراق ضد الحركة الانفصالية، ولكنها احتفظت منذ ذلك الوقت بوحدات صغيرة في عدة قواعد هناك. وقال جاريث جنكنز وهو خبير في القضايا الأمنية التركية يقيم في أسطنبول إن "الجيش حتى مع مشاركة 50 ألف جندي في التسعينات لم يتمكن من تدمير حزب العمال الكردستاني، لكن هذه العملية قد تكون فعالة للغاية من الناحية النفسية، فقد أخذت حزب العمال الكردستاني على غرة".